أخبار مصر

أصوات من نور (16).. الشيخ سيد النقشبندي: صوت رمضان وكروان الإنشاد الديني

تواصل «الشروق» نشر حلقات سلسلة أصوات من نور، وفي هذه الحلقة، نستعرض ملامح من حياة الشيخ سيد النقشبندي أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني.

 

لا يخلو بيت في رمضان من صوت الشيخ سيد النقشبندي، فهو صوت رمضان الخاشع الذي يهز المشاعر والوجدان.

 

ولد الشيخ سيد النقشبندي في 7 يناير 1920 في قرية دميرة بمحافظة القليوبية، ولم يمكث هناك طويلا، حيث انتقلت الأسرة إلى سوهاج، وهناك في مركز طهطا حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يتم عامه الثامن.

 

لاحقا، تعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، والتي ينسب إليها الشيخ، إذ أن جده هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، وعلى يده تأسست الطريقة النقشبندية الصوفية.

 

خرجت موهبة الشيخ سيد النقشبندي إلى النور، عندما التقى مصادفة الإذاعي أحمد فراج، وسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله، وسجل للعديد من البرامج الدينية، والابتهالات التي لحنها بليغ حمدي وسيد مكاوي وغيرهما.

 

 

إحدى المحطات الفارقة في حياة الشيخ سيد النقشبندي هي تعاونه مع الملحن بليغ حمدي، ومن أشهر الابتهالات التي تعاونا فيها، كان الابتهال الشهير “مولاي إني ببابك”.

 

وكان تعاونهما سويا بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يؤمن بأن وجود هذا الثنائي مع بعض سينتج عملا عظيما. وبالفعل حدث ما أراد السادات.

 

فكان ولا يزال ابتهال “مولاي إني ببابك” متربعا على عرش الابتهالات والأناشيد الدينية، بسبب امتزاجه باللحن والصوت الآخاذ. وبالرغم من امتعاض الشيخ سيد النقشبندي مع تلحين ابتهالاته في بادئ الأمر، إلا أنه آمن بعد ذلك بهذه الخطوة، وقال في حوارٍ سابق إنه لن يكون له تاريخ لو لم يكن سجل هذه الابتهالات مع بليغ حمدي.

 

النقشبندي مكتبة صوتية متنقلة، وإرث كبير من الابتهالات والتواشيح، ومن أشهر ابتهالاته كذلك: “أقول أمتي، ليلة القدر، رب هب لي هدى، النفس تشكو، أيها الساهر، جل الإله، يارب إن عظمت ذنوبي، رسولك المختار، أغيب، رمضان أهلا..”

 

توفي النقشبندي في 14 فبراير 1976 بعد تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة. بعد وفاته كرمه الرئيس السادات في عام 1979 بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، ولاحقا كرمه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك ومنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1989.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *