آراء وتحليلات

كلمه العدد١٢٠٨ “فلسطين جرح في جبين الامة”

 

لم يخفق الفلسطينيون والإسرائيليون في التوصل إلى حلول عبر الوساطات فحسب، بل إنهم أعادوا العجلة إلى الوراء، ولم يحدث منذ بدء القضية الفلسطينية في أوائل القرن الماضي، أنْ تفاقم الصراع بين الجانبين بالدرجة والاتساع والعمق كما هو عليه الآن واليأس من حل تفاوضي لم ينتج بعد بفعل ثقافة الصراع التي استفحلت في النفوس، ما أدّى إلى انعدام ثقة بين الجانبين، بل إن ما جعل الأمر مستحيلاً كثرة الأجندات بحيث صار لكل مجموعة أجندة لا تلتقي مع الأخرى، ففي إسرائيل عشرات السيناريوهات المتعارضة للحل مع الفلسطينيين والحكومه لم تشكل بعد حيث فشل نتنياهو في تاليفها وهو يقود حكومه انتقاليه حتي الان ، وكذلك الأمر عند الفلسطينيين الذين ومنذ بداية المحاولة الأخيرة للحل للوصول الي اتفاق فيما بينهم ، وإلى يومنا هذا، يختلفون حد التناقض ولكن ربما بعد هذه الازمه تعرف كل الاطراف نتيجة هذا التفكير العدمي في فرض الحلول ويعرف الكيان الغاصب ان خيار الدوله العنصريه احادية الدين والعرق قد سقط وان التفرقه بين فلسطينيي ٤٨ وغيرهم لم تعد حاضره وان القدس هي الدينامو الذي يشحذ فيه الفلسطينيون والعرب سكاكين حقدهم علي الدوله العبريه والمسجد الاقصي هو دوما من يبقي علي القضية حاضره ويذكرنا بان الجرح لازال نازفا ………. ولمن يسألون عن دور مصر في هذه الازمه فان مصر عانت الكثير وقدمت الكثير من التضحيات عبر التاريخ لمساعدة الاشقاء في فلسطين في الحصول علي حقهم في اقرار دولتهم وعاصمتها القدس الشريف ولم تتخلي يوما عن واجبها تجاه الاشقاء في فلسطين المحتله في كل الازمات التي تعرضت لها والجامعات المصريه فتحت ابوابها دوما لرعاية وتعليم ابناء فلسطين …..اعود فاقول لمن يسال عن دور مصر انها هنا في قلب الحدث وإن هناك خطوات استثنائيه لدعم الفلسطينين عبر رعايه المفاوضات للتوصل الي تهدئة ولاقرار اتفاق لايقاف لهذه الجريمه التي تقترفها إسرائيل في حق اهلنا في غزه وارسال المساعدات الانسانيه وفتح معبر رفح استثنائيا لاستقبال الجرحي وعلاجهم في المستشفيات المصريه ولاشك ان تعليمات القياده السياسيه بتوفير الرعاية الصحيه لجرحي الاعتداء الاسرائيلي تاتي استجابة للمسئوليه التاريخيه التي تضطلع بها مصر في التصدي للقضايا القوميه وهاهم ٥٠٠ مليون دولار يتم التبرع بها لاعمار غزه واسناد هذا الامر للشركات المصريه المتخصصه لاعاده الاعمار وذلك كله لتبقي مصر تلعب دورها التاريخي الذي لايعترفون به الا عند الحاجة اليه فتاريخنا مضئ بكل تلك التضحيات في سبيل نصرة الاشقاء في فلسطين وفي كل القضايا العربيه وايضا ونحن نهدي للانسانية تجربتنا في مصر لكل الدول التي ترهن مستقبلها للفقر والحرمان وتقول نعم ممكن ان ننهض وباقل الامكانيات هاهي مصر تقدم اعظم تجربه تنمويه في العصر الحديث تصلح من أخطاء الماضي وتؤسس لتنمية ونهضة حاضره ومستقبليه سيفخر بها كل من شرف وعاشها من هذا الجيل حتي يري ((لولا دا سيلفيا ))جديد او قل ((مهاتير محمد)) جديد او قل ((محمد علي)) يعود من جديد ليقود نهضه جديده في ارض المحروسه نقول لمن يبحث عن دور مصر ابحثوا عن اثارها في ليبيا وفي شرق المتوسط وفيما تحققة من قفزات في دحر الارهاب وفي ملفات اخري اقليميه ودوليه ولاشك ان دور مصر وقيادتها قد تجلي في وقفتها الاخيره مع السودان في استغلال العلاقات لدي فرنسا وبعض الدول الاوروبيه للطلب باسقاط ديون السودان وهو ما حدث فعلا والوقوف الي جوارها في مرحلتها الانتقالية وهي ترسي دعائم تجربه انسانيه ديموقراطيه مدنيه .
و الايام حبلي بالاحداث التي تنتظر حلولا و التي توشك علي ان تؤسس لمستقبل الكثير من القضايا وستبقي عيوننا مفتوحه في انتظار الجديد في ملف سد النهضه الذي لن ننساه في غمرة الاحداث حتي نحقق فيه نصرا .
وحاول تفهم
مصر تلاتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *