أخبار مصر

رحلة فتاة مصرية مع لعبة «السابر» حتى تعليم الأطفال النزال النبيل بالسيف

يستمتع كثير من الأطفال بمشاهدة الأفلام الدموية أو الدخول في شجارات شرسة مع أقرانهم، إشباعا لرغبة القتال لديهم، ولكن هنا فى أول أكاديمية مصرية لتعليم رياضة “السابر”، سلاح السيف، يبدو الأمر مختلفا بمبارزات يغلب عليها احترام الخصم والروح الرياضية، إذ في هذه الأكاديمية تعمل “سارة يحيى”، أول مدربة سلاح سيف في مصر على ثقل مهارات أولئك الأطفال منذ نعومة أظافرهم ليصبحوا أبطالا تصول وتجول في حلبات النزال، وفي كل نزال، لا تغفل عيني سارة عن الأطفال الذين تعدهم أبنائها.

وتقول سارة يحيى، أول مصرية تمارس وتدرب لعبة السابر، لـ”الشروق”، إنها اعتزلت الرياضة بعد تحقيق المراكز الأولى على إفريقيا والوطن العربي؛ وذلك للتفرغ للعناية بابنتها.

وأضافت سارة أنها أنشأت عقب اعتزالها أكاديمية لتدريب رياضة السابر، بغية نقل خبرتها وما تعلمتها من أساتذتها للأجيال القادمة.

وتقول سارة إن رياضة المبارزة تنمي الذكاء والدقة والأخلاق الحسنة لدى الأطفال، موضحة أن كثير من أولياء أمور المتدربين لديها أكدوا تغيير سلوكيات أبنائهم وثقافتهم وتعاملهم مع المجتمع للأفضل بعد دخولهم مجال المبارزة.

https://www.facebook.com/shorouknews/videos/1913685102119426

وعن لعبة المبارزة، تشرح سارة أنها تنقسم لـ3 أنواع، سلاح الشيش الفلورية، وسيف المبارزة الإبيه، وسلاح السيف السابر.

ويتم احتساب نقاط الفوز لدى كل لاعب عبر تحقيق لمسة بالسيف في جسد الخصم، بينما يرصد الحكم تحقيق تلك اللمسة عبر جهاز موصول بالسيف، يضيء بألوان معينة حال تحقيق اللمسة الصحيحة.

يذكر أن رياضة المبارزة ظهرت بالشكل الأوليمبي في فرنسا منتصف القرن الـ18، وانتقلت لمصر عام 1891 حين تأسس النادي الملكى، أول نادي للعبة رياضية في مصر، وثاني الأندية تأسيسا بعد نادي الجزيرة، وكان أول من شارك في الأولمبياد عن مصر في لعبة سلاح الشيش “أحمد حسنين باشا” عام 1912، وقد نظمت مصر بطولة الجائزة الكبري لسلاح السيف عام 2019 لتكون أول دولة إفريقية تقم بذلك.

وعن ظهور الأكاديميات الخاصة برياضة المبارزة، تقول سارة إنها ظهرت في وقت قريب خلال السنوات الأخيرة، وبلغ عددها 15 أكاديمية موزعة على القاهرة ومحافظات الدلتا.

وتتابع سارة أن الأكاديمية التي تديرها تقيم اتفاقية مع نادي السلاح المصري؛ لإشراك خريجيها من متدربين، في البطولات المحلية والدولية حال تأهلهم لها.

وعن طبيعة التدريب فى الأكاديمية، تقول سارة إنها تقوم بتدريب الأطفال في سن 6 سنوات على التعامل مع السيف، وذلك عبر استخدام أدوات بلاستيكية آمنة، وبعد ذلك يتم تعليمهم مهارات النزال الأساسية خلال 8 أشهر، ليبدأوا المشاركة في البطولات بسن 11 عاما.

وعن دور الأكاديميات الخاصة، توضح سارة أن الأكاديميات توسع انتشار اللعبة بين الناس، كما تقوم بجذب عدد أكبر من اللاعبين الجدد للرياضة، وعلى جانب آخر تعطي من تخطو سن الدخول للعبة 16 عاما، فرصة للممارسة كهواة.

ومن فوائد رياضة المبارزة العلاجية، تقول سارة إنها رصدت وجود بعض الدراسات التى تتناول دور المبارزة في تحسين حالة الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة، موضحة أن ذلك الاستخدام للمبارزة لم يتم تطبيقه في مصر حتى الآن.

وعن فائدة ممارسة المبارزة وقت جائحة كورونا، توضح سارة أن المبارزة تلتزم التباعد بطبيعتها لوجود 4 أمتار مسافة فاصلة بين اللاعبين دون تلامس، كما توفر ملابس المبارزة من قناع وقفازات، المزيد من الأمان من العدوى.

وتقول جنات شريف، متدربة بعمر 10 أعوام، إن والدها كان يبحث لها قبل 6 أشهر عن رياضة تملأ وقت فراغها، فلفت انتباهها رياضة المبارزة، فبدأت التدرب عليها، مضيفة أنها تجد متعة كبيرة في ممارسة المبارزة أثناء فصل الشتاء الذي يفضل كثيرون الراحة والنوم خلاله.

ويقول فارس، 6 سنوات، إنه يواظب على المبارزة منذ 8 أشهر، بينما يحلم بأن تكون له مشاركات في البطولات الرياضية.

وتقول سارة يحيى، أول مصرية تمارس وتدرب لعبة السابر، لـ”الشروق”، إنها اعتزلت الرياضة بعد تحقيق المراكز الأولى على إفريقيا والوطن العربي؛ وذلك للتفرغ للعناية بابنتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *