أخبار مصر

عميد معهد الدراسات القبطية: زيارة العائلة المقدسة لمصر لم تكن هروبا بل رسالة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، اليوم الثلاثاء، بذكرى زيارة العائلة المقدسة إلى أرض مصر.

 

وتنشر “الشروق” سطورا من الكتاب الرسمي الذي اعتمدته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن الرحلة، وهو كتاب “رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر” الذي أعده الدكتور إسحق إبراهيم عجبان عميد معهد الدراسات القبطية، والصادر عن دار نشر أنباء روسيا “المؤسسة المصرية للثقافة والعلوم”.

 

ويقول الدكتور عجبان في كتابه: “منذ ألفى سنة تقريبًا، ومع بداية القرن الأول الميلادي جاءت العائلة المقدسة إلى أرض مصر قادمة من بلاد فلسطين، وتباركت أرض مصر بقدوم العائلة المقدسة إليها، وفي رحاب وادي النيل وفوق روابي ووديان أرض مصر الطيبة، وعلى ضفاف نيلها العظيم، وجدت العائلة المقدسة الأمان والحماية، واستقبلت مصر في وقار وإجلال وترحاب أعظم زائر في تاريخها كله”.

 

وأضاف: “منحت العائلة المقدسة البركة لأرض مصر وشعبها “مبارك شعبي مصر”، وكان مجيء السيد المسيح مع أمه العذراء ويوسف النجار هو أعظم حدث في تاريخها كله، ولم تكن زيارة العائلة المقدسة لأرض مصر هي مجرد رحلة هروب، بل كان له رسالة وعمل في أرض مصر، ومازالت أرضها الطيبة تحتفظ بذكريات وبركات هذه الرحلة التاريخية الفريدة والمؤكدة كتابيًا وتاريخيًا وأثريًا”.

 

وأكد: “وردت نصوص عن الرحلة في العهد الجديد، في إنجيل متى إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلًا: “قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه”.. فقام وأخذ الصبي وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: “من مصر دعوت إبني”، من إنجيل متى.

 

وواصل القول: “وردت تفاصيل الرحلة في مخطوطة كتبها آباء الكنيسة، ومن أقدمها مخطوطة البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23، ومخطوطة البطريرك تيموثاؤس رقم 26، ومخطوطة الأنبا قرياقوس أسقف البهنسا، ومخطوطة الأنبا زخارياس أسقف سخا”.

 

وأشار: “هربت العائلة إلى مصر، ولم يكن الهروب ضعفًا أو سلبية في التصرف ولكنه حكمة في التدبير، لكي يعلمنا الرب الابتعاد عن الصراع أو المواجهة أو المقاومة، أو مواجهة الشر بالشر”، إذ نجح الهروب إلى إفشال ذريع لكل مؤامرات الملك هيرودس الذي قام في عنف شديد بقتل كل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فأقل، وظن أنه بذلك قتل المنافس لعرشه.

 

وتابع قائلًا: “لم تكن الرحلة مجرد رحلة هروب ولكنها رحلة تطهير لأرض مصر من الأوثان والأصنام”.

 

وواصل: “العائلة المقدسة كانت تسير على الأقدام أو على دابة لمسافات طويلة امتدت من شمال سيناء إلى جبل قسقام، أي أنها سارت بطول البلاد المصرية من شمال سيناء حتى الصعيد الأوسط، وكان ذلك منذ ما يزيد على ألفي عام”.

 

وأكد: “يمكن تقسيم مواقع مسار العائلة المقدسة إلى، بلاد كانت قائمة ومازالت قائمة ولكن حدث تغيير في أسمائها، وبلاد كانت قائمة واندثرت ولم تعد قائمة، وأماكن في خط السير لم يكن بها مدن أو بلاد، ونشأت بها مدن بعد ذلك، وأماكن في خط السير لم يكن بها مدن أو بلاد ومازالت هكذا حتى اليوم.. وفي كل الأحوال ارتبط وجدان المصريين بكل خطوة كان يخطوها السيد المسيح على أرضهم المباركة”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *