آراء وتحليلات

يوم افريقيا اعتراف من العالم بنضال الأفارقة 

 

 

بقلم / سهام عزالدين جبريل 

 

يوم أفريقيا  هو احتفال سنوي عالمى تحييه الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من مايو/أيار يوم أفريقيا احتفالا بذكرى تأسيس النواة الولى للاتحاد الأفريقي، الذي أنشئ قبل 58 عاما، وبدوره في إيجاد حلول أفريقية للتحديات التي تواجه القارة حيث كانت البداية تأسيس منظمة الوحدة الافريقية

 

إن اعتماد هذا اليوم يترجم تقدير لدول القارة وشعوبها التى ناضلت طويلا للتحرر من العبودية  ونيل حقها فى الحرية والإستقلال وتقرير مصيرها

 

ففي 25 مايو 1963 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية. في هذا اليوم، وقع قادة 32 دولة أفريقية مستقلة فى ذلك اليوم الميثاق التأسيسى فى أديس أبابا بإثيوبيا، وفى عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الأفريقية تعرف باسم الاتحاد الأفريقى ويحتفل بيوم أفريقيا فى جميع أنحاء العالم إلى جانب أنه ترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على التحرر من الهيمنة السيطرة والاستغلال الأجنبى،

 

ففى حينها دعا المؤتمر إلى تأسيس يوم حرية أفريقى يترجم امال هذه الشعوب التى عانت كثير حيث لقيت هذه الدعوة القبول والترحيب  من كل دول العالم المحبة للحرية والسلام ، واصبح يحتفل بيوم أفريقيا من كل عام، فى كافة دول العالم  وفى بعض الدول يمكن تمديد فترات الاحتفالات هذه على مدار أيام أو أسابيع يقدم فيها كل مايخص القارة وشعوبها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها وتراثها الثرى ،

 

وتعود الحكاية عندما انعقد المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة  فى أكرا، غانا فى 15 أبريل 1958، الذى نظمة الاباء الموسسين لافريقيا الحرة تحت رعاية  رئيس وزراء غانا الدكتور كوامى نكروما، وكان يضم ممثلين من مصر التى كانت آنذاك جزءًا من الجمهورية العربية المتحدة، وأثيوبيا، ليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس واتحاد شعوب الكاميرون والبلد المضيف غانا، وعرض المؤتمر التقدم الذى أحرزته حركات التحرير فى القارة الأفريقية، إلى جانب أنها ترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على التحرر من الهيمنة، السيطرة والاستغلال الأجانب، ودعا المؤتمر إلى تأسيس يوم حرية أفريقى ، وبعد خمس سنوات من المؤتمر سالف الذكر التقى ممثلو ثلاثين دولة أفريقية فى أديس أبابا، إثيوبيا، استضافها الإمبراطور هيلا سيلاسى، بحلول ذلك الوقت كان أكثر من ثلثى القارة قد حصلت على الاستقلال حيث تم أعلان قيام منظمة الوحدة الأفريقية التى اخذت غلى عاتقهادور كبير ومسؤلية كبرى لترجمة امال وشعوب القارة فى اكتمال تحقيق الحرية والاستقالال والتنمية وصناعة مستقبل افضل لشعوبها التى عانت ردحا طويلا ،  فقد ظلت أفريقيا حتى منتصف القرن العشرين، مسرحاً للتنافس الاستعماري لعدد من الدول الأوروبية، التي سيطرت عليها واستغلت مواردها المختلفة، وشهد بداية عقد الستينات استقلال (15) دولة، ثم ازداد هذا العدد إلى أن استقلت معظم دول أفريقيا.

 

ومنذ استقلال بعض من بلاد القارة الإفريقية ، تعددت محاولات التجمع والوحدة بين هذه الدول، حيث تعد أقدم المحاولات الرسمية لعقد مؤتمر إفريقي هو مؤتمر اكرا (عاصمة غانا) في الفترة بين (15- 24 نيسان عام 1958م) وحضرته الدول المستقلة حينئذ وقد ضم هذا المؤتمر ما يزيد على (200) عضو يمثلون مختلف الأحزاب والاتحادات الطلابية والنقابات العمالية في مختلف أنحاء القارة الإفريقية،

 

وقد تمخض عن هذا المؤتمر القرارات الآتية:

 

المحافطة على السيادة الإقليمية للدول الأعضاء.الاعتراف بحق الشعب الجزائري في الاستقلال. قرار خـاص بمسـتقبل الشـعوب الإفريقية غير المستقلة، إذ طالب الأعضاء بإعلان موحد لحصول هذه المناطق غيرالمستقلة على استقلالها، تمشياً مع رغبة شعوبها وميثاق الأمم المتحدة.

 

وهكذا، جاءت منظمة الوحدة الإفريقية (OAU)منظمة إقليمية ومنظمة الوحدة الأفريقية، هى منظمة تتألف منها معظم الدول الأفريقية، تم إعلان تأسيسها، فى 25 مايو 1963،  وتعمل في إطار القارة الإفريقية على نبذ الخلافات الإفريقية، وإنهاء التكتلات، وقصر نشاط المنظمات التي كانت قائمة على مجالات محددة اقتصادية أو فنية أو ثقافية.

 

أقر مؤتمر أديس أبابا الذي عقد في الحبشة ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية ، في22 مايو 1963م، إذ اجتمع رؤساء (30) دولة إفريقية مستقلة، ووقعوا على ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية الذي عدوه دستور المنظمة، وتم الإعلان عن إنشاء هذه المنظمة في 25 مايو 1963م.

 

الانتقال إلى الاتحاد الأفريقي:

 

خلال تسعينات القرن الماضي، ناقش القادة ضرورة تعديل هياكل منظمة الوحدة الأفريقية لتعكس تحديات عالم متغيرفي عام 1999أصدر رؤساء الدول والحكومات بمنظمة الوحدة الأفريقية إعلان سرت الذي يدعو إلى إنشاء اتحاد أفريقي جديد. كانت الرؤية للإتحاد بناء على عمل منظمة الوحدة الأفريقية من خلال إنشاء الهيئة التي يمكن أن تسرع بعملية التكامل في أفريقيا، ودعم وتمكين الدول الأفريقية في الإقتصاد العالمي ومعالجة المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية المتعددة الجوانب التي تواجه القارة وقد  تم عقد أربعة اجتماعات للقمة في الفترة التي تسبق الإطلاق الرسمي للاتحاد الأفريقي:

 

• قمة سرت(1999)التي إعتمدت إعلان سرت والدعوة إلى إنشاء الاتحاد الأفريقي

 

• قمة لومي عاصمة توجو(2000)التي اعتمدت القانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي

 

• قمة لوساكا عاصمةزامبيا (2001)صاغت خريطة الطريق لتنفيذ الإتحاد الافريقي

 

• قمة ديربان(2002)التي أطلقت الإتحاد الأفريقيعقد أول قمة لرؤساء الدول والحكومات

 

تم دمج عدد كبير من هياكل منظمة الوحدة الأفريقية في اللإتحاد الأفريقي. وبالمثل، فإن العديد من الإلتزامات الأساسية لمنظمة الوحدة الأفريقية والقرارات والأطر

 

الاستراتيجية إستمرت في صياغة سياسات الإتحاد الأفريقي. وبالرغم من أن البصمة لمنظمة الوحدة الأفريقية لا تزال قوية، أنشأ القانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي والبروتوكولات عددا كبيرا من هياكل جديدة، سواء على مستوى الأجهزة الرئيسية أومن خلال مجموعة من اللجان الفنية والفرعية الجديدة تطورت العديد منها منذ عام 2002 وبعضها لا يزال قيد التطوير. اللغات بموجب المادة 11 من بروتوكول القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، اللغات الرسمية للإتحاد الأفريقي وجميع مؤسساتهاهي العربيةوالإنجليزية والفرنسيةوالبرتغاليةوالإسبانية والسواحيلية وأي لغة أفريقية لغات العمل في الإتحاد الافريقي العربية الإنجليزية الفرنسية والبرتغالية .

 

إن تخصيص يوم عالمى لأفريقيا تحت مظلة الامم المتحدة يترجم اعتراف من دول العالم وشعوبها بنضال الأفارقة واحترام لدورهم العظيم من اجل الحرية والحق التاريخى والوطنى فى الاستقلال والتقدم نحو المستقبل الواعد بخطى المناضلين المخلصين للقارة التى دفع ابناؤها الكثير من اجل تحقيق ذلك  الامل العظيم .

 

خالص تحياتى / سهام عزالدين جبريل

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *