بأدوات بسيطة جهزها في منزله، تحدى “هاني” ظلام عينيه، وتفوق على نفسه، فحقق حلمه بممارسة هوايته الخاصة في التعليق والمونتاج الصوتي؛ ليخرج أعمالًا إبداعية يدعم بها ذويه من المكفوفين ليسيروا على نهجه.
اكتشف هاني ناصر -30 عاما- طاقاته الإبداعية بعد دراسة الهندسة الصوتية عام 2018، حيث بدأ في توظيف مهاراته في فنون العمل الإذاعي المختلفة لخلق مجال عمل جديد، وبعد أن كانت الفكرة مجرد موهبة لإشباع رغباته، فكر في دعم ذويه من الموهوبين لإشغال وقتهم وتحقيق حلمهم: “حسيت إني لازم أعمل حاجة أفيد بيها كل المكفوفين اللي عندهم مواهب وعايزين حد يساعدهم، وبدأنا نعمل مسرحيات صغيرة وقصص، وأشوف أي حد عنده حاجة، أبعتله تطبيق يسجل عليه ويبعتهولي”.
لم يبخل هاني بمعلوماته وخبراته الدراسية، فهدفه الأساسي دعم المكفوفين وذوي الهمم، لذا لم يمل من تقديم النصائح لرفاقه، سواء الخاصة بطبيعة العمل أو طريقة التسجيل، أو وضع الفكرة في قالب فني ومعالجتها: “قبل التسجيل كنت دايما أقول لأي شخص خلي الفم بعيد عن المايك بمسافة حتى يكون الصوت كويس، ومواصفات البيئة الصوتية المحيطة، وغيرها من النصائح الفنية”.
وفقا لـ”هاني”، يتم توزيع الأدوار بين فريق العمل عن بعد “أون لاين”، بعد مناقشة وتدريب كافي على مهاراتهم الفنية، كما نجحوا في تقديم عدد من المسلسلات والمسرحيات الإذاعية، من بينها مسلسل “أمنية وجنية”، الذي يعرض حاليا على اليوتيوب، وتدور فكرته حول قصة رجل على خلافات مع زوجته، وبدلا من معالجتها يتجه إلى طريق الظلام والأشباح فتظهر له جنية، وتشترط عليه أمام كل أمنية لعنة تصيبه، فيطلب منها بعض الأمور الغريبة مثل مراقبة زوجته لتصيبه اللعنات واحدة تلو أخرى، لينتهي بحبكة درامية أن البطل سلك الطريق السهل السطحي دون أن يفكر في إصلاح نفسه وعلاقته بزوجته.
من جانب آخر، أعرب هاني عن سعادته بنجاح المسلسل، قائلًا: “مكنتش متوقع أبدًا إن يكون في اهتمام ويكون في رد فعل وحد يكتب عنه ويهتم، أنا كنت عامله كحاجة شخصية أشبع بيها هواياتي، لكن دلوقتي فرحان وحاسس إن عندي طاقة وأقدر أعمل أكتر وأكمل وأطور الفكرة”.
يحلم هاني أن ينشر مبادرته بشكل أكبر لدعم ذوي الهمم، وأن تتيح الدولة للمكفوفين فرصة عمل تلائم أحلامهم وطاقاتهم الإبداعية، وتثق في قدراتهم، مرحبًا بدعم كل الموهوبين: “كل واحد نفسه يشتغل في إذاعة راديو، حابب يعمل حاجة مفيدة ويلاقي نفسه فيها، أنا معنديش مشكلة، حتى لو أناشيد دينية وترانيم مسيحية، يسجل وأعملهوله وأحطله الريفات كأنه في الاستديو بالضبط”.
اكتشف هاني ناصر -30 عاما- طاقاته الإبداعية بعد دراسة الهندسة الصوتية عام 2018، حيث بدأ في توظيف مهاراته في فنون العمل الإذاعي المختلفة لخلق مجال عمل جديد، وبعد أن كانت الفكرة مجرد موهبة لإشباع رغباته، فكر في دعم ذويه من الموهوبين لإشغال وقتهم وتحقيق حلمهم: “حسيت إني لازم أعمل حاجة أفيد بيها كل المكفوفين اللي عندهم مواهب وعايزين حد يساعدهم، وبدأنا نعمل مسرحيات صغيرة وقصص، وأشوف أي حد عنده حاجة، أبعتله تطبيق يسجل عليه ويبعتهولي”.
