أخبار مصر

بعد تفكيره في الانتحار.. الطبيب فاقد البصر بسبب كورونا يعتذر ويحذف المنشور

“أفكر في الانتحار”، كانت هذه الكلمات وقعها مثيراً للتعاطف وردود فعل داعمة للطبيب المصري محمود سامي، الذي فقد بصره بسبب فيروس كورونا في محافظة كفر الشيخ.

ما قصة الطبيب الضرير ؟
فقد سامي بصره بعد إصابته بفيروس كورونا خلال عمله بمستشفيات العزل في محافظة كفر الشيخ لمدة 7 أيام بشكل متواصل، وفي مارس 2021، قال إنه لم ير ابنه سوى أسبوعين فقط، وبعدها فقد بصره.

لم تتركه الدولة وحيداً لمواجهة مخاوفه ومرضه الذي فاجأه، بل حاولت أن تخفف عليه ما يمر به، وقد كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسمياً خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ33، وقال اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ إن المحافظة سلمت سامي شقة مقابل إيجار شهري بقيمة جنيه واحد فقط، تكريماً لجهوده في علاج مصابي كورونا المستجد.

أزمة نفسية يتعرض لها الطبيب
قالت زوجة الطبيب محمود سامي، والتي ظهرت وهي تصطحب نجليها في تكريم الرئيس السيسي تساند زوجها وتدعمه، إن الزوج يعاني من أزمة نفسية حادة رغم محاولة الجميع الوقوف بجانبه ودعمه ولكن الأمر لا يزال عسير عليه.

كتب سامي عبر صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك”: “دون إثارة للعواطف ومشاعر الخوف والشفقة أنا بفكر في الانتحار، الموضوع أكبر من احتمالي فعلا، وكل يوم بتظهر أبعاد جديدة لا تحتمل، ليلي يشبه نهاري، بستنى الليل ليه مش عارف واستنى النهار يطلع ليه مش عارف، تايه في بحر كبير من الأوهام”.

حذف المنشور وتوضيح
بعد ساعات من كتابة المنشور الذي عبر فيه عن حزنه ومشاعره تجاه حالته حذف الطبيب هذه الكلمات المؤثرة ولكن كان قد تداولها بعض من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي متمنين له الشفاء وانهالت التعليقات الداعمة له.
ثم خرج سامي في فيديو مباشر عبر صفحته الشخصية يوضح أسباب كتابته لهذا المنشور، وقال: “قررت أعمل الفيديو وأكلمكم بسبب إني غلط لما كتبت البوست، والله العظيم ما أقصد أو اتمنى لأي شخص إنه يفكر في الانتحار، كنت في فترات ضعف وزهق، وكتبت هذا الكلام كنوع من الفضفضة ، محبش أثير أزمات نفسية للناس أو أسبب حالة يأس أو إحباط”.

وجه سامي الشكر للأشخاص الذين يحاولون مساندته والسؤال عنه بصورة مستمرة، ولكن لحظات كتابة المنشور كانت لحظات ضعف كما وصفها، وعبر عن رضاءه بقضاء الله وقدره وأنه غير معترض على ما حدث.

كما قص بعض المواقف الصعبة التي يمر بها في منزله الجديد، الذي لا يعلم تفاصيل المنطقة أو تفاصيل حتى المسكن، لأنه حديث العهد به، ويضطر دائماً للجوء إلى زوجته لمساعدته، وهي ترعى طفلين، لذلك هو يشعر بالشفقة عليها نتيجة للحمل اليومي الذي تتعامل معه من تربية للأطفال ومعاونته على الحركة.

قال سامي: “حاولت مرة أدخل أشرب في المطبخ في وقت متأخر بالليل، ومراتي كانت نايمة، لكن الكوبيات وقعت اتكسرت وخوفت إني اتحرك ووقفت واقف وبعدين قعدت على أرض المطبخ مستني مراتي تيجي تاخدني”، وأكمل سرد تفاصيل يومية صغيرة أصبحت صعبة وشاقة عليه.

وتابع أن ابنه يتمتع بذكاء شديد وأدرك أن هناك مشكلة في التواصل البصري بينهما، لذلك دائما يحاول أن يفتح عينيه دائما عندما يلاعبه.

اختتم سامي بتوجيه اعتذار عن أي أذى أو مشاعر سلبية تسبب فيها دون قصد، وتمنى لمتابعيه وللجمهور أن يكونوا بخير.

الطبيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *