أخبار مصر

أمين «خبراء البيئة العرب»: العالم سيشهد موجات أسوأ.. ومصر بذلت جهودا كبيرة لمحاصرة الأزمة (حوار)

التغير المناخي خطر يهدد العالم بأكمله، دق ناقوس الخطر، وعصفت تداعيات التغير المناخي بالعديد من البلدان في جميع قارات العالم، خلال هذا الصيف، غير أنها كانت أكثر حدة في «القارة العجوز»، حتى صنفت بمثابة الموجة الأشد من الجفاف التي تضرب القارة منذ القرن السادس عشر على مدى 500 عام من قبل المفوضية الأوروبية، وامتدت آثار التغيرات البيئية الناتجة عن تسارع موجات الاحترار العالمي إلى كل من ألمانيا وبريطانيا شمالا.

«الوطن» تحاور الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، لشرح تفاصيل ما يحدث للعالم من تغيرات المناخية، وكيف ساهمت مشروعات الدولة للحد من التغير المناخي، وإلى نص الحوار:

مجدي علام: المناخ لم يفاجئنا بهذه التغيرات

– يشهد العالم كله تغيرات مناخية كبيرة وواضحة.. ما أسباب ظهور هذه التغيرات في العام الحالي؟

التغيرات المناخية التي تحدث للعالم ليست مفاجئة، ولكنها بدأت في الظهور منذ بداية السبعينيات، ولكن ما شهده العالم الحالي هو زيادة حدة التغيرات المناخية، فمنذ العام الماضي والتغيرات المناخية أصبحت أكثر حدة خلال العامين الماضيين عن السنوات السابقة، المناخ لم يفاجئنا بهذه التغيرات.

– ما هي أبرز التغيرات التي حدثت خلال الأعوام السابقة؟

بدأت التغيرات بداية من ذوبان الجليد، وأصبحت العواصف المدمرة أكثر حدةً وتكرارًا في العديد من المناطق وغالبًا ما تدمر مثل هذه العواصف المنازل والمجتمعات، وتتسبب في وفيات وخسائر اقتصادية فادحة، وحدوت موجات حر غير مسبوقة، وحرائق الغابات المستمرة أحد الأسباب في التغيرات المناخية ففي خلال الـ10 سنوات الماضية احترق 38% من المساحات الخضراء في العالم.

التغيرات المناخية في السنوات المقبلة للأسوأ

– هل من المتوقع أن يزداد التغير المناخي خلال الأعوام المقبلة؟

بالتأكيد نعم، ستستمر التغيرات المناخية وستكون أكثر حدة، ما دام هناك استخدام للبترول والفحم، والانبعاثات المستمرة، سيكون هناك استمرار في التغيرات المناخية، سواء في ارتفاع درجات الحرارة، وحدوث نقص في الغذاء، وحدوث تهديد صحي يواجه البشر من خلال تلوث الهواء والأمراض والظواهر الجوية الشديدة.

استراتيجية تغير المناخ تدعم تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية للدولة

– كيف ترى إطلاق مصر الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050؟

الاستراتيجية المصرية لتغير المناخ، وضعت من المجلس الأعلى للمناخ برئاسة رئيس الوزراء، كأحد أركان ضمان جودة واستمرار مشاريع التنمية، والنجاة من كوارث المناخ، وهي تعمل في خطين متوازيين هما تقليل الانبعاثات والتعامل مع التغيرات المناخية المحتملة، وهذه الاستراتيجية ستساهم في تسهيل عملية تخطيط وإدارة تغير المناخ على مستويات مختلفة، بطريقة تدعم تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية للدولة، باتباع نهج منخفض الانبعاثات، وهذه الخطة من شأنها الحد من مخاطر التغيرات المناخية التي تواجه العالم أجمع لسيطرتها على مصادر تلوث المناخ.

مبادرة 100 مليون شجرة قلة نوعية حضارية بكل مدينة

– أطلقت الدولة مبادرة 100 مليون شجرة.. كيف ترى هذه المبادرة في الحد من التغيرات المناخية؟

الحكومة أطلقت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة، وإقامة حديقة مركزية بعواصم المحافظات والمدن الكبرى، هذه المبادرة ستسهم في توفير «رئة خضراء»، بمساحات كبيرة للمواطنين بهذه في كل مكان، بما يسهم في إحداث نقلة نوعية حضارية بكل مدينة، حيث ستسهم في خفض الانبعاثات والحد من التلوث، فزراعة 12 شجرة يمكنها امتصاص انبعاثات السيارات، وتأتي المبادرة في الوقت الذي تفقد فيه إفريقيا 25 ألف فدان أرض زراعية بسبب التغيرات المناخية، كما فقد العالم الكثير من الغابات، لذلك فإن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بزراعة 100 مليون شجرة هي أفضل وأرخص مبادرة لأنها رئة تمتص أكاسيد الكربون.

– حدثنا عن العائد الاقتصادي لمبادرة 100 مليون شجرة؟

أن الشجرة لديها أهمية اقتصادية كبيرة جدا، حيث تُباع كأخشاب وتستخدم في صناعات أخرى، وبالتالي فإنها نظام إنتاجي وغذائي ومناخي كامل وأرخص وسيلة، كذلك أهم قضية للدول الأفريقية في قمة المناخ COP 27 ستكون التمويل، لأن الدول الصناعية أفسدت المناخ ولا تريد دفع التكلفة، كما أن كثيرا من الدول الصناعية الكبرى لم توقع على اتفاقية الحد من انبعاثات التغير المناخي.

الدولة بذلت جهودا كبيرة للحد من التغير المناخي

– ما هي جهود الدولة للحد من التغيرات المناخية والتحول للأخضر؟

الدولة المصرية تقدم جهدا كبيرا في التعامل مع التغيرات المناخية، بداية من حماية للشواطئ المصرية بتكلفة 700 مليون دولار باستخدام كتل خرسانة أسمنتية لمواجهة ظاهرة التآكل بسبب ارتفاع الأمواج لأكثر من أربعة أمتار، إقامة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجدّدة وكفاءة الطاقة «منها طاقة الرياح، ومشروعات الطاقة الشمسية وغيرها»، مشروعات تأهيل وزراعة 1.5 مليون فدان لتحقيق الأمن غذائي وتعويض تدهور وتآكل الأراضي في الدلتا، ومشروعات الإدارة المستدامة للموارد المائية لتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، والتوسع في وسائل الموصلات النظيفة، وغيرها من المشروعات المهمة.

المشروعات الزراعية الذكية هي «زراعة المستقبل»

– حدثنا عن المشروعات الزراعة الخضراء الذكية؟

هي مشروع زراعي صديق للبيئة، بمعنى أنه لا يأخذ من الطبيعة ولا يرسل لها مخلفات، وهي يطلق عليها زراعة مستدامة، لأنها لا تعتمد على المكاويات أو المبيدات، وتستخدم في أسلوب زراعة المصاطب وليس التربة العادية، وتحقق عدة أهداف أبرزها الحفاظ على البيئة، أنها لديها على زراعة أكثر من محصول في المساحة نفسها بجودة أعلى وبكمات أكثر، وهو «زراعة المستقبل»، وتعتمد على «الصوب الزراعية» للتحكم فيها في المناخ للحفاظ على المحاصيل.

– كيف ترى جهود المجتمع المدني في الحفاظ على المناخ؟

المجتمع المدني يقوم بدور كبير في التوعية والتثقيف بخطورة التغيرات المناخية، وهو دور مهم يساهم في الحد من السلوكيات الخاطئة التي تدمر المناخ، لكن ينقص المجتمع المدني القيام بدور فعلي على أرض الواقع سواء من خلال زراعة الأشجار أو إعادة تدوير المخلفات، وعليهم أن يهتموا بالتنفيذ العملي أكثر من أي شيء.

الدكتور مجدي علام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *