يوم الجمعة من أيام الأسبوع المحببة والمباركة لدى المسلمين، لذلك يحرص الناس في هذا اليوم على تأدية كل العبادات على أفضل وجه ممكن، سنًة عن الرسول الكريم وما كان يفعله في حياته خلال هذا اليوم، فهو يوم الجرد الأسبوعي للمسلم يراجع فيه وعباداته وعلاقاته مع غيره.
يوم الجمعة ليس مجرد يوم إجازة
وقال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، والخطيب بوزارة الأوقاف، إن يوم الجمعة ليس يوم إجازة عادية مثلما يعتقد بعض الناس، فقال تعالي في كتابه العزيز:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ – قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
وأضاف الشيخ خالد الجمل في تصريحات لـ «الوطن»، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في الأمور التي يفعلها في هذا اليوم المبارك وقبل الذهاب لأداء صلاة الجمعة، وعلمنا بعض السنن، وعلى رأسها قراءة سورة الكهف لأن بها من القصص والعبر التي تجعل المسلم يتذكر قضاء الله ويستعين بالصبر في أمور كثيرة، ووقت قراءة سورة الكهف يبدأ من بعد مغرب يوم الخميس إلى ما قبل مغرب يوم الجمعة.
سنن يوم الجمعة
وقال الداعية الإسلامي إن من السنن المهمة أيضا في هذا اليوم المبارك سنة الصلاة على النبي، التي تبدأ من ليل الخميس وتمتد إلى نهار الجمعة، وهي سنة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية المعروفة في الصلاة أو بأي صيغة أخرى مباحة.
ومن السنن النبوية التي كان يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بها في يوم الجمعة الاغتسال والتطهر ولبس أطيب الثياب والتعطر، وتكون في صباح يوم الجمعة حتى يبدأ المسلم يومه طاهر القلب والبدن، ويستعد لاستقبال هذا اليوم الطيب وأداء ما فيه من عبادات وسماع الدرس الأسبوعي للمسلم وهو «خطبة الجمعة» بكل نشاط وتركيز للاستفادة منها.
وأكد «الجمل»، أن الذهاب إلى المسجد مبكرا من السنن الكريمة، وذلك لانتظار الاستماع إلى خطبة الجمعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها».
المشي بهدوء من سنن يوم الجمعة المبارك
ومن السنن المستحبة في هذا اليوم السير بهدوء وسكينة إلى صلاة الجمعة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث سالف الذكر أن له عظيم الأجر والثواب، ولكن ذلك بشرط ألا يكون المشي في حر شديد أو برد ومطر شديد ويمثل مشقة على الإنسان.
كما أكد الداعية الإسلامي والخطيب بوزارة الأوقاف أن الدعاء يوم الجمعة من الأعمال المستحبة، والتي يجب على كل مسلم ألا ينساها لقوله صلى الله عليه وسلم «إن في يوم الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها بشيء إلا أعطاه إياه».
سنن أخرى يحبب فعلها يوم الجمعة
ولفت الشيخ خالد الجمل إلى أن هناك العديد من السنن الأخرى مثل صلة الرحم بين الأهل والأقارب ولو بمكالمة هاتفية بنية صلة الرحم، والتصدق بالمال أو الطعام أو غير ذلك من أعمال البر لكل مسلم وغير مسلم مما يجعل من يوم الجمعة يوما هاما وطيبا لجميع الناس.
