غيّر مركز الدكتور أحمد عكاشة للطب النفسي، بجامعة عين شمس ثوبه القديم، ليرتدي ثوباً جديداً يحمل في طياته خدمات طبية بمعايير عالية لخدمة فئات عديدة، خاصة غير القادرين، بنفس المستوى الذي يُقدم للقادرين، كنتيجة لرغبة القائمين عليه في ملاحقة التقدم العلمي وتطورات الحياة، وخدمة الناحية التعليمية في تعليم وتدريب الطلاب وخدمة المرضى في تقديم العلاج لهم.
تاريخ مركز الدكتور أحمد عكاشة
الدكتور طارق عكاشة، المشرف على وحدة الطب النفسي العام وطب نفس المسنين والمتابعة الدقيقة بالمركز، كشف التسلسل التاريخي للمركز: «أنشأ الدكتور أحمد عكاشة، وحدة الطب النفسي في عام 1964 بعد العودة من إنجلترا، وبدأت فكرة إنشاء مركز الطب النفسي في سنة 1984، وتم وضع حجر الأساس لإنشائه عام 1988، وتم بناؤه على مساحة 6000 متر مربع على أرض تم إهداؤها من وزارة الأوقاف حينها».
تم افتتاح المركز في 9 يوليو 1990، وكان تابعاً إدارياً لمستشفى عين شمس الجامعي، وفي عام 2017 تم إنشاء مجمع الدكتور أحمد عكاشة الأكاديمي، ويضم 4 عيادات خارجية وصيدلية ومدرج أكاديمي وتم فصل المركز إدارياً عن مستشفى عين شمس الجامعي في 25 سبتمبر 2017.
اختير المركز كأول صرح في الشرق الأوسط منوط إليه تنسيق البحوث والتدريب
يعتبر مركز الطب النفسي أول مستشفى طب نفسي يقام في مجمع المستشفيات الجامعية، وهو مركز بحثي تدريبي متخصص يقوم بالتعليم والتدريب، واختير عام 1993 كأول صرح في الشرق الأوسط منوط إليه تنسيق البحوث والتدريب في مجال الصحة النفسية من قبل منظمة الصحة العالمية، كما أصبح في عام 2016 مركزاً متعاوناً مع الجمعية العالمية للطب النفسي للبحوث والتدريب في الطب النفسي.
يخدم المركز ما يقرب من ثلث سكان القاهرة الكبرى، وهو يقدم خدماته للمرضى المقيمين بالمدن والقرى التابعة للمحافظات المحيطة، بحسب ما رواه الدكتور طارق عكاشة لـ«الوطن».
التقسيم الداخلي للمركز
التقسيم الداخلي للمركز متعدد ومتنوع بعد التطوير، حيث يشمل 3 وحدات رئيسية، وهي الوحدات العلاجية والوحدات الطبية المساعدة والوحدات الإدارية، وكل وحدة تشمل وحدات فرعية عديدة، حيث تشمل الوحدات العلاجية وحدة الطب النفسي العام، وطب نفس المسنين والمتابعة الدقيقة، ووحدة الطب النفسي العام، والطب النفسي التواصلي، والصحة النفسية للمرأة، ووحدة طب نفس الأطفال والمراهقين، ووحدة علاج الإدمان، والتشخيص المزدوج، ووحدة الاستقبال والطوارىء، ووحدة العيادات الخارجية.
الوحدات الطبية المساعدة تشمل وحدة العلوم الفسيولوجية، ووحدة الأخصائيين النفسيين والصيدلية، أما الوحدات الإدارية بمركز الدكتور أحمد عكاشة فهي تشمل إدارة الشؤون المالية والإدارية، وإدارة التمريض، وإدارة الشؤون الهندسية، وإدارة التغذية، وإدارة الحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات.
الأهداف الطبية لتطوير المركز
تطوير مركز الدكتور أحمد عكاشة بدأ العام الماضي، بمساهمة ودعم من بنك مصر عن طريق جمعية نهضة طب عين شمس، وله العديد من الأهداف الطبية والفنية، فالأولى أهمها رفع كفاءة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى النفسيين القادرين وغير القادرين بالشكل اللائق بمستشفيات جامعة عين شمس، وزيادة القدرة الاستيعابية للمركز، وتطوير الخدمات المقدمة للمرضى وإعادة هيكلة المركز ليتماشى مع معايير الجودة الطبية.
الأهداف الفنية للتطوير
وتتمثل أهداف التطوير من النواحي الفنية في زيادة مساحة المبنى الداخلية، وإضافة 2 سلم طوارىء، وتغيير 75 تكييف إلى 200 وحدة «VRV»، ورفع القدرة الكهربائية للمبنى من 0.5 ميجا إلى 1 ميجا، وتجهيز غرفة عزل بالدور الرابع، وزيادة عدد 15 حماما ليصبح العدد 30 حماما، واستبدال مصعد وإضافة مصعد للأدوار الأربعة والبدروم ومصعد جديد للمبنى الأكاديمي، ورفع كفاءة أجهزة الإنذار والحريق، وتطوير نظام المعلومات وربطه بالمستشفيات، وإنشاء ملعب كرة وسلة، فضلاً عن تجديد جميع الأجهزة الطبية وغير الطبية للمركز، وإضافة غرف نظافة في كل دور وغرف تغيير ملابس للتمريض والعاملين.
حالة المركز قبل التطوير
المشهد قبل التطوير مختلف تماماً بالمركز، فعدد العيادات الخارجية قبل التطوير كانت 8، وبعد التطوير أصبحت 18 عيادة و4 بالمبنى الأكاديمي، بإجمالي 22 عيادة، وعدد الأسرة تم تخفيضها من 78 إلى 72 حسب سياسات الجودة، ومكاتب الجلسات النفسية بدلاً من 3 مكاتب أصبحت 7 مكاتب، ومكاتب الاختبارات النفسية بدلاً من 3 مكاتب أصبحت 7 مكاتب، والتأهيل النفسي للكبار والأطفال من مكتبين لـ4 أماكن وتشمل 3 غرف حسية وغرفة العلاج باللعب للأطفال.
كما أن جلسات تنظيم إيقاع المخ قبل التطوير كانت جلسة واحدة في الوقت الواحد، لكن بعد التطوير أصبحت 4 جلسات بالتوازي في الوقت الواحد، حسب معايير الجودة والرعاية المتوسطة، في الدور الرابع قبل التطوير كان لها سريرين وبعد التطوير 5 أسرة مجهزة طبياً.
الأدوار التعليمية للمركز
للمركز دور تعليمي وتدريبي مهم، وضح أبعاده الدكتور فاروق عكاشة، البعد الأول هو التعليم والطلاب، فيتم تدريب مهارات التعلم وحقوق الإنسان لطلاب الفرقة الأولى في كلية الطب، والفرقة الثانية علم نفس طبي وعلوم سلوكية والفرقة الثالثة وحدة الجهاز العصبي المركزي ومهارات التواصل، والفرقة الرابعة طب نفسي، وفي سنة الامتياز «طب نفسي» تدريب لمدة شهرين.
البعد الثاني، هو الدرجات العلمية، حيث يمنح المركز الدرجات العلمية كماجستير المخ والأعصاب والطب النفسين ودكتوراه الطب النفسي ودبلومة الطب النفسي، وماجستر طب نفس الأطفال والمراهقين وكورسات التعليم الطب المستمر.
أما عن البعد الثالث هو التدريب، حيث يوفر المركز دورات تأهيلية لأطباء من خارج المركز للعمل بدولة كندا، ويشرف المركز على تدريب أطباء زمالة الطب النفسي المصرية، وتدريس كلية ومدرسة التمريض، وتدريس قسم علم النفس بكلية الآداب، وتدريب جميع النواب الجدد على مهارات التواصل ودورات تدريبية للأطباء الامتياز لاضطراب إدمان العقاقير المخدرة.
البعد الرابع والأخير، هو العيادات الافتراضية، والتي بدأت في يونيو 2020 بعيادة الطب النفسي العام، تم عمل عيادات تخصصية مثل عيادات الإدمان وعيادات طب نفس الأطفال والمراهقين، وبعد بدايتها بعام 2021 وصل عدد الحجوزات إلى 1329 خلال هذا العام.
لمركز الدكتور أحمد عكاشة دور خدمي مجتمعي، يتمثل في المشاركة في القوافل الطبية بالمناطق النائية من مصر، والمشاركة في حملات التوعية بالمدارس والأماكن العامة.
كما يقدم المركز العديد من الخدمات الطبية خارج المستشفيات، مثل عيادات مستشفى الطلبة لخدمة طلاب جامعة عين شمس، وعيادات مستشفى عين شمس التخصصي، وعيادات مستشفي العبور التخصصي والمجالس الطبية المتخصصة بوزارة الصحة.
«عكاشة»: التجديد والتطوير شمل الأجهزة الطبية وغير الطبية
يؤكد الدكتور طارق عكاشة، أن 30% من مجموع أي شعب يعاني من أعراض نفسية لابد من التعامل معها و20% منهم يلجأ إلى الطبيب العام وليس طبيب نفسي، يكتشفوا أن 10% فقط منهم يعانوا من مرض نفسي، ومَن يذهب للطبيب النفسي منهم 2.3 ويحتاج دخول مستشفى 0.5%، وهذا يدل أن غالبية المرضى النفسيين يعالجون في العيادات الخارجية وليس المستشفيات.
يوضح «عكاشة»، أن التجديد والتطوير شمل الأجهزة الطبية وغير الطبية لتقديم أفضل خدمة لغير القادرين، لأن المريض النفسي لابد أن يعالج ويحصل على خدمة طبية مثله مثل مريض القلب والسرطان والجراحة.
وعن الاحصائيات المختلفة للأمراض النفسية في مصر، قال الدكتور طارق عكاشة، إن 4 إلى 6% في مصر يعانوا من الإكتئاب و2% اضطراب وجدان و1% فصام و1% اضربات لها علاقة بالقلق.
