أخبار مصر

«السمبسكاني» صانع السفن العملاقة بدمياط: رفعنا اسم مصر في المحافل الدولية

على مقعد مصنوع من الخشب، جلس بين الفنيين والعمال ليتابع الأعمال بنفسه، يواصل العمل ليل نهار، فهو صانع ماهر قبل أن يكون مالكًا لأكبر ترسانة بحرية في الشرق الأوسط.

صلاح السمبسكاني، 74 عامًا، صاحب ذاكرة حاضرة لتاريخ طويل ممتد لوالده وأجداده على مدار 150 سنة في صناعة مراكب الصيد الصغيرة حتى وصل إلى بناء السفن العملاقة وناقلات البترول ومراكب الصيد في أعالي البحار واليخوت الخاصة والسفاري.

من المحلية إلى العالمية 

«الوطن»، التقت صلاح السمبسكاني في ورشته بـ عزبة البرج في دمياط التي حولها إلى قلعة لصناعة السفن واليخوت وذاع صيتها في أغلب بلدان العالم، وهو ما أكده صاحب ترسانة بناء السفن في حوار لـ «الوطن»، مشيرا إلى أن أعماله يعرفها المختصون في ألمانيا وجزر المالديف وقبرص وتركيا والسعودية والكويت والسودان، وتطرق في حواره إلى اهتمامه بالصناعة المحلية بمدن الغردقة وشرم الشيخ وبورسعيد، فإلى نص الحوار:

– منذ متى تعمل وأنت تعمل في بناء المراكب؟

– ورثت مهنة بناء السفن عن والدي وأجدادي، أي قبل 150 سنة وقت أن كان العمل بشكل بدائي بسيط لتصنيع مراكب الصيد الصغير التي كانت معروفة بـ «الفلوكة»، إلى جانب المراكب الشراعية، وكنت أشارك والدي العمل في الطفولة وعندما كبرت كان لدي طموح كبير لتطوير الصناعة.

– حدثنا عن تطوير صناعة السفن؟

– كنت أتابع كل ما هو جديد وأقوم بدراسته وتنفيذه حتى في الأوقات التي كان العمل فيها يسير بشكل بدائي يعتمد على الخبرة وفنون إتقان الصناعة المتوارثة عن الأجداد، فكنت أقوم بمراجعة ارتفاع المركب عن طريق النظر ولمح جوانبه للتأكد من أن الجانبين متساوييان وكان ذلك بالنسبة لي أدق من ميزان الماء.

عنصر الخبرة ومواكبة التطور العالمي

– كيف حدثت الطفرة في دخولك المجال العالمي؟

– من الضروري وجود عنصر الخبرة لكن مع الوقت لابد من الاستعانة بأحدث الأساليب العلمية حتى تواكب التطور المذهل لتك الصناعة ومن هنا كان هدفي هو إلحاق ولدي «ماجد ومحمد»، بكلية الهندسة قسم عمارة السفن فكانا نقطة التحول الكبرى في المنافسة القوية في المجال العالمي وتمكنا من تصدير يخوت إلى جزر المالديف وألمانيا وقبرص والسعودية والكويت، وكان الابن الأكبر «أحمد»، مساهمًا في النجاح فهو خريج إدارة أعمال وتخصصه يساعد على مواكبة التطور والنجاح.

– هل تذكر عدد اليخوت والسفن العملاقة التي قمت بتصديرها خارج البلاد؟

-نعم رست علينا مناقصة في ألمانيا لبناء 4 يخوت كبرى ودخلنا هذه المناقصة مع شركات عالمية كبرى وحُسمت لصالحنا بسبب عنصر الوقت وسرعة إنجاز العمل في 6 أشهر فقط بينما كانت الشركات الأخرى تتحدث عن سنتين وثلاث سنوات، ولدينا يخوت قمنا ببنائها وبيعها لملاك في جزر المالديف وفي قبرص أيضًا بجانب عدد من الدول العربية مثل السعودية والكويت والسودان.

الجدية والالتزام خير دعاية لأي شركة

– ما هي أسباب نجاحك عالميًا؟

– الجدية والالتزام بتسليم الشغل في وقته المحدد هما عنوان الدعاية الجيدة ومنذ أول يخت تم تنفيذه لمسئول كبير في شركة دولية كبرى بجزر المالديف كان ذلك بداية جذبنا إلى السوق الخارجية، ونسعى للتطوير ونحضر أكبر المعارض في دول العالم حتى تمكنا من الحصول على مناقصات في شركات عالمية كبرى ونفذناها بجانب تنفيذ ما يطلبه الملاك بشكل شخصي من يخوت في الكويت والسعودية، حتى أصبح اسمنا في الخارج كأننا في مصر بل في عزبة البرج ذاتها.

– كم المدة التي تحتاجها لبناء سفينة عملاقة؟

– الوقت الطبيعي لبناء سفينة عملاقة مثل ناقلة بضائع تحمل 350 ألف طن يحتاج إلى أكثر من عام، لكني أستطيع إنجازها في وقت قصير جدًا لأننا نواصل العمل داخل الترسانة على مدار الساعة، وأذكر لك واقعة حقيقية حين دخلنا مناقصة في ألمانيا مع شركات عالمية كبرى لبناء 4 يخوت وطلبت الشركات المشاركة وقت تراوح بين سنتين إلى 4 سنوات للتنفيذ لكني قررت أن يكون زمن التنفيذ 6 أشهر فقط وكانت مغامرة عندها واصلنا العمل ليل نها حتى تمكنا من إنجاز تلك المناقصة وسلمنا اليخوت في الوقت المحدد.

– ما هي الإجراءات التي تمر بها السفن للاعتماد في مؤسسات الدولة؟

– كل سفينة أو يخت يصدر له شهادة منشأ من هيئة السلامة والمتانة البحرية التابعة لوزارة النقل بناء على الأوراق المقدمة من شركتنا بعد إنجاز مهمة تنفيذها وبناء على ذلك يتم تصدير تلك السفن واليخوت إلى أصحابها بعد تقديم باقي المستندات من الشركة.

– هل شاركت في بناء مراكب للدولة؟

– نعم نفذنا 3 مراكب كبرى شاركت في افتتاح قناة السويس عام 2015 وكان ذلك بناء على تكليف من هيئة قناة السويس التي أنشأت وقتها 12 مركبًا كان نصيب ترسانة السمبسكاني منها 3 مراكب وتم تنفيذها في وقت قياسي أقل من 3 أشهر، وكان لنا الفخر أن نشارك الدولة في هذا العمل العظيم وهو افتتاح قناة السويس الجديدة.

– صناعة السفن العملاقة واليخوت مكلفة حدثنا عنها؟

– الآن أصبحنا في مؤسسة كبرى وهي ترسانة صلاح السمبسكاني من أكبر الترسانات البحرية في الشرق الأوسط ونستطيع بناء كافة السفن العملاقة واليخوت في وقت قياسي لأننا نلتزم بالمواعيد المحددة للتسليم خلال تعاملاتنا الخارجية والداخلية وأسعار بناء السفن واليخوت العملاقة أصبح باهظًا ويتراوح ما بين 5 إلى 7 ملايين دولار أي أكثر من 100 مليون جنيه مصري ويشمل هذا المبلغ تكلفة المحلات وأدوات السلامة البحرية وأجهزة كثيرة جدًا داخلها وأيضًا بالإمكان تقليل هذا المبلغ حسب طلب المالك عن طريق استيراد محرك «كسر زيرو».

– نعود للحديث عن عزبة البرج ودورك مع أبنائها؟

– لم ولن أتأخر عن دعم أهلنا في عزبة البرج فمنهم صناع مهرة يشاركون في بناء السفن وعمال وغيرهم من الفنيين الذين يعملون في حرف مختلفة لأن بناء السفن يحتاج إلى عشرات الحرف بداية من النجار حتى الأستورجي والنقاش وانتهاءً بمكاتب الاستشارات العالمية التي تعمل معنا وتقدم لنا كل ما هو جديد بالسوق الخارجية وهي بمثابة نقطة الوصل بيننا وبين الشركات العالمية.

صلاح السمبسكاني مع الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *