أخبار مصر

خبير نفسي: المفرج عنهم قد يفشلون في الاندماج مع المجتمع.. والأسرة مسؤولة عن مساعدتهم

دور محوري تلعبه لجنة العفو الرئاسي مؤخرا، بشأن الإفراج عن المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا متعلقة بالرأي والتعبير، آخرها قائمة ضمت 28 اسما تم الإفراج عنهم بعد استيفاء الإجراءات القانونية اللازمة، والتنسيق مع الجهات المعنية لخروج دفعات جديدة خلال المرحلة المقبلة، بحسب البيان الأخير للجنة.

لم تكتف لجنة العفو الرئاسي بالإفراج عن المحبوسين احتياطيا، بل كان الدور الأبرز لها هو الدمج المجتمعي لهم، وبدأت تنفيذ إجراءات لإعادتهم إلى أعمالهم ووظائفهم مرة أخرى، وتوفير فرص عمل لغير العاملين منهم، فضلا عن التنسيق مع جهات الدولة المعنية لحل إجراءات منع السفر والتحفظ على الأموال. 

من جانبه، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنّه رغم حصول السجين المصري خلال الـ7 سنوات الأخيرة على حقوق ومكتسبات عديدة لم يحصل عليها منذ سنوات، انعكس تأثيرها على سلامته النفسية، مثل الحق في السلامة البدنية والأخلاقية، والمعاملة الإنسانية القومية، وحقوق خاصة بالصحة العامة والجسدية والعقلية وتوفير العلاج وغيره، لكن تظل لحظة خروجه للمجتمع لها تأثير نفسي آخر عليه.

مشكلات نفسية قد يعاني من المفرج عنهم 

وأضاف هندي لـ«الوطن»، أنّ الشخص الذي قضى أياما في الحبس يخرج للمجتمع مكبّلا ببعض الاضطرابات النفسية، على رأسها العجز عن التكيف الاجتماعي بسهولة، وقد يعاني الخوف من المجهول ما يصل به إلى الكوابيس والأحلام المزعجة، وارتياب في نظرات الآخرين وتفسيرها على غير علّتها، فضلا عن معاناته من الوصمة الاجتماعية والنظرة غير المستحبة، خاصة أنّ البعض يعامل من يخرج من الحبس بازدراء أيا كانت التهمة، مع النبذ الاجتماعي، حتى أنّه يصاب بالجمود العاطفي، وافتقاد القدرة للتعاطف مع أحد.

وأشار إلى أنّه من بين الآثار النفسية على الخارج من الحبس، الاندفاع في اتخاذ بعض القرارات، ما يجعل هؤلاء الأفراد في احتياج إلى التأهيل والدمج المجتمعي، الذي يمنحهم حياة جديدة، ومن أجل أن يكون ذلك فعالا يجب أن يلقى دعما خاصا من الأسرة، واستقباله بباشة وجه وأحضان دافئة، وتجمع أفراد العائلة حوله لدعمه النفسي، مع تنظيم الزيارات والاتصالات في الأسبوع الأول من خروجه.

هندي: الأم أو الزوجة عليهما الدور الأكبر

وأكد استشاري الصحة النفسية، أهمية دور الأم أو الزوجة في تخفيف العبء عن الشخص المفرج عنه من الحبس الاحتياطي، من حيث الاستماع له والرد السريع على طلباته لقطع أي شعور بالنبذ الاجتماعي قد يتخلله، مع تجهيز ما يحبه من الأمور الحياتية من مأكولات وملابس نظيفة، وقضاء أوقات ممتعة معه، مع الحرص على أن يستيقظ في ضوء النهار لرفع نسب هرمون السعادة والتفاؤل.

وأتمّ الخبير النفسي تصريحاته، بأنّ الخروج في الأماكن المفتوحة مع الأصدقاء المقربين من الأمور المهمة جدا لرفع الروح المعنوية لدى الخارج من الحبس الاحتياطي، من خلال قضاء وقت ممتع مع أصدقائه، وممارسة الأنشطة والرياضات والألعاب الجماعية المحببة لديه، لامتصاص المشاعر السلبية لديه، وعمل تأهيل مجتمعي يبدأ من الأسرة والمقربين.

مجموعة من المفرج عنهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *