قال الدكتور طارق أبو طالب أستاذ علم الأنثروبيولوجي، إنّ انتشار العشوائيات أثر سلبا على المجتمع ككل، فمعظمها بني على أراضٍ زراعية خصبة، رغم أنّ الدولة في أمس الحاجة لأراض صالحة للزراعة لتلبية الاحتياجات الغذائية، ما دفعها للزراعة في الصحراء بتكلفة مضاعفة، فضلا عن معاناة سكان العشوائيات من نقص وتدني الخدمات التعليمية والصحية وغيرها.
الأسرة النواة الأولى للتنشئة الاجتماعية للطفل
وأضاف أبو طالب، في حوار مع الإعلامية رضوى عطا ببرنامج «مع الناس» على شاشة «القناة الثانية المصرية»، أنّ الثقافة المصاحبة للفقر أكثر خطورة على المجتمع من الفقر نفسه، إذ يكتسبها الفرد من البيئة ويورثها للأجيال الجديدة، فالأسرة هي النواة الأولى للتنشئة الاجتماعية للطفل، ووجود منظومة للقيم بالأسرة متضمنة الهدوء والسكينة والرحمة والصدق والأمانة والإخلاص، ستكسب الطفل هذه القيم وتعود بالنفع على الطفل والأسرة والمجتمع ككل.
المناطق العشوائية بيئات غير آمنة للأطفال
وأوضح أستاذ علم الانثروبيولوجي، أنّ تشبّع الأطفال بمنظومة القيم والعادات والتقاليد الموجودة بالأسرة، ستساهم في تزويدهم بالثقافة، لنشرها من خلال سلوكياتهم بعد ذلك في التعامل مع أقرانهم بالمجتمع، أما حال تربية الأطفال داخل العشوائيات فإنّهم يجدون صعوبة كبيرة في اكتساب هذه القيم، كونها ببيئة مفتقرة للأمان والخصوصية والسكينة والنظام، ويكثر بها العنف والبطالة والتسرب من التعليم وانتشار المخدرات.
تسرب الأطفال من التعليم يحيدهم عن مسارهم الطبيعي
وأشار أبوطالب، إلى أنّ تسرب الأطفال من التعليم يجعلهم أمام خيارين، أما اللعب بالشارع أو الالتحاق بمهن حرفية، وفي الحالتين يكتسبون سلوكيات وقيم من آخرين أكبر منهم عمرًا وغير ملائمة لأعمارهم، ما يجعلهم يحيدون عن المسار الطبيعي الملائم لأعمارهم.
