افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، فعاليات الدورة الرابعة من معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، الذي يقام بمركز مصر للمعارض الدولية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر الحالي، بحضور عدد من الوزراء، ومحافظ القاهرة، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية، والرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وسفراء عدد من الدول العربية المشاركة في فعاليات الدورة.
الرئيس يوجّه الحكومة بتوفير الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر
وأشار رئيس الوزراء خلال افتتاحه لفعاليات الدورة الرابعة من معرض تراثنا، إلى اهتمام الدولة بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، مؤكدا حرص الرئيس السيسي، على توجيه الحكومة بالعمل المستمر على توفير مختلف سبل الدعم وما من شأنه أن يسهم في تطوير القطاع، بالنظر لدوره الحيوي في دفع وتنمية عجلة الإنتاج بمختلف القطاعات، وتوفير المزيد من فرص العمل.
تنفيذ برامج تدريبية متنوعة لصقل مهارات العاملين
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنّ معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، من أهم الفعاليات التي تعكس اهتمام الدولة بأصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وكذا الفنانين والعاملين بقطاع الحرف اليدوية والتراثية، بهدف التعريف بمنتجات مشروعاتهم وتسويقها، لافتا إلى جهود الدولة لتوفير التمويل اللازم لإقامة المزيد من المشروعات الجديدة في هذا القطاع، أو التوسع في مشروعات قائمة، هذا إلى جانب ما يتم تنفيذه من برامج تدريبية متنوعة لصقل مهارات العاملين بتلك المشروعات.
45% عارضين جدد
وأشارت نيفين جامع، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، إلى أنّ فعاليات معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، يشارك بها هذا العام نحو 1116 عارضا من مختلف محافظات الجمهورية، منهم 45% جدد، ما يتيح الفرصة لعرض منتجاتهم وتسويقها، كما يضم عددا كبيرا من المنتجات التراثية واليدوية والفنية لأصحاب المشروعات الصغيرة في أكثر من 30 قطاعا تراثيا، تتضمن منتجات فنية وإبداعية للآلاف من الفنانين والحرفيين المصريين المهرة.
وأضافت أنّ السعودية تحل كضيف شرف لمعرض تراثنا في نسخته الرابعة، كما يشارك في فعالياته من الدول العربية الشقيقة: الإمارات، والأردن، والسودان، وليبيا بأجنحة مميزة، وتتيح العديد من المنتجات الإبداعية والعروض الحية التي تعبر عن الثقافات المختلفة للشعوب العربية، مؤكدة أنّ المعرض يستهدف توفير تجربة تسويقية وثقافية فريدة، خاصة أنّه يعتبر من أكبر المعارض المتخصصة في المنتجات التراثية والحرفية في المنطقة العربية.
وأجرى الدكتور مصطفى مدبولي، ومرافقوه، جولة في أرجاء المعرض، شملت جناح المملكة العربية السعودية، ضيف شرف المعرض، وكذا أجنحة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، والسودان، وليبيا.
والتقى رئيس الوزراء عددا من العارضين من الدول الشقيقة، مؤكدا حرص الدولة المصرية على مشاركة العديد من الدول العربية في هذا المعرض، لعرض مختلف المنتجات اليدوية والتراثية التي تعبر عن الحضارات الثقافية والفولكلورية لهذه البلدان الشقيقة من الفنون الإبداعية المتميزة والمتفردة، التي تعكس الهوية العربية وحجم التنوع بين الشعوب والثقافات، منوها بأنّ ذلك يأتي في إطار دعم وتعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات والقطاعات، وخاصة الثقافية منها، مشيدا بالمستوى الإبداعي والفني للمنتجات والأعمال المعروضة، لافتا إلى أنّ المعرض من شأنه أن يسهم في إتاحة فرصة تسويقية كبيرة لمنتجات أصحاب المشروعات الصغيرة في هذه الدول.
وتفقد مدبولي، العديد من الأجنحة الخاصة بالأعمال والحرف اليدوية والتراثية، والتي تتضمن المنتجات الزجاجية، والمنسوجات، والمنتجات النحاسية، وكذا منتجات الخيامية والأرابيسك، ومن بين تلك الأجنحة، الجناح المخصص لمنتجات أصحاب المشروعات من قرى ومراكز المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، الذين جرى تمويل مشروعاتهم وتطوير منتجاتها من جانب جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
توفير مختلف أوجه الدعم لأهالى قرى «حياة كريمة»
وأكد رئيس الوزراء في هذا الصدد، اهتمام الدولة بتوفير مختلف أوجه الدعم لأهالينا في القرى والمراكز المستهدفة في إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بما يضمن الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم في مختلف القطاعات، وتحسين المستوى المعيشي لهم، مشيرا إلى أنّ مشاركتهم في المعرض هذا العام، والمساندة في تسويق وترويج منتجاتهم وفنونهم التراثية التي تتميز بها محافظاتهم، من شأنه أن يسهم في استمرار أنشطتهم والتوسع في مشروعاتهم.
تمويل أكثر 57 ألف مشروع متناهى الصغر
وعن جهود جهاز تنمية المشروعات، في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية حياة كريمة، أشارت نيفين جامع، إلى أنّ الخدمات المالية المقدمة من خلال الجهاز شملت ضخ نحو 1.7 مليار جنيه لتمويل المشروعات بالقرى المستهدفة، في الفترة من يناير 2021 وحتى أغسطس 2022، موضحة أنّه جرى تمويل 5183 مشروعا صغيرا، ساهم في توفير 5746 فرصة عمل، كما تم تمويل أكثر 57 ألف مشروع متناهي الصغر، ساهم في توفير أكثر من 109 آلاف فرصة عمل، وذلك في العديد من القطاعات، والتي شملت القطاع الصناعي، والزراعي، والتجارى، والمهن الحرة، إضافة إلى الخدمات غير المالية التي قدّمها الجهاز للقرى المستهدفة، وما تضمن ذلك من تنفيذ العديد من البرامج التدريبية، وندوات التوعية، والمساندة فى استصدار التراخيص، وغيرها من الخدمات غير المالية.
وزار رئيس الوزراء ومرافقوه عددا من أجنحة المعروضات اليدوية والتراثية لمجموعة من العارضين من ذوي الهمم، حيث أشارت نيفين جامع، في هذا الصدد إلى أنّ المعرض في دورته الحالية يشارك به أكثر من 100 عارض من ذوي الهمم، وذلك من خلال عرض منتجات 15 جمعية أهلية مخصصة لرعاية ذوي الهمم، ومرضى السرطان من مختلف محافظات الجمهورية، إضافة إلى مجموعة من المشروعات الخاصة بهم.
رئيس الوزراء يجرى حوارا مع العارضين
وأجرى رئيس الوزراء حوارا مع عدد من العارضين من ذوي الهمم، مؤكدا اهتمام الدولة بتقديم مختلف أوجه الدعم لمشروعاتهم المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بما يسهم في إتاحة المزيد من الفرص التسويقية والترويجية لمنتجاتهم من الحرف اليدوية والتراثية، إلى جانب إتاحة المزيد من البرامج التدريبية، سعيا لتطوير ودعم قدراتهم الإبداعية والفنية في مجال المنتجات والمشغولات اليدوية.
كما تفقد رئيس الوزراء جناح «خدماتنا»، الذي نظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر خصيصا هذا العام، ليتيح لزوار المعرض والشباب التعرف على خدمات الجهاز المالية وغير المالية والتقدم للحصول عليها، إضافة إلى التوعية بالمزايا والتيسيرات التي يوفرها قانون تنمية المشروعات، للمشروعات الصغيرة القائمة والجديدة.
تقديم عدد كبير من الخدمات التسويقية والفنية
وفي هذا الصدد، أشارت نيفين جامع، إلى أنّ الجناح يضم أيضا مجموعة من الخبراء المتخصصين من الجهاز لتقديم عدد كبير من الخدمات التسويقية والفنية للمشروعات التراثية سواء من العارضين المشاركين أو من أصحاب المشروعات التراثية بوجه عام، بما يسهم في تطوير منتجاتهم والارتقاء بمستوى جودتها، ويؤهلها للمنافسة في العديد من الأسواق المستهدفة.
وتمت الإشارة إلى أنّ الخدمات المقدمة من خلال هذا الجناح، والتي تقدم بشكل مجاني، تتضمن تصميم العلامة التجارية «الشعار» للمشروع، وإنشاء وتصميم المواقع الإلكترونية وصفحات التسويق على منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى امكانية تسويق منتجات المشروعات في المنصات التجارية الإلكترونية الكبرى من شركاء الجهاز، وتقديم استشارات متخصصة لتطوير كل منتج لتناسب احتياجات المستهلكين وأذواقهم المعاصرة.
وتفقد رئيس الوزراء معروضات ومنتجات المشروع الخاص بالمساهمة في خلق فرص عمل للمرأة بصعيد مصر، مستمعا إلى شرح من نيفين جامع، عن جهود جهاز تنمية المشروعات فى دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وخاصة فى صعيد مصر.
وأشارت جامع إلى المشاركة المتميزة للمرأة خلال هذا الدورة من معرض تراثنا، حيث تمثل العارضات في هذه الدورة 69% من إجمالي العارضين، ما يعكس دور المرأة الإيجابي ومساهمتها المؤثرة في العملية الإنتاجية التي تعتمد على مهاراتها وقدراتها على الإبداع في المجال الفني والحرفي، منوهة بمشاركة عدد من الجهات المعنية بالمرأة فى هذا المعرض، ومنها المجلس القومي للمرأة، ونادي روتاري التحرير، واتحاد المستثمرات العرب، وسيدات نادي الصيد، وعارضات مشروع تعزيز المرأة في التجارة الدولية الممول من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والبنك الاسلامى للتنمية، هذا إلى جانب مشاركة عدد من السيدات المتدربات في إطار مشروع المساهمة في خلق فرص عمل للمرأة في صعيد مصر الممول من الوكالة الاسبانية للتنمية الدولية.
كما تفقد رئيس الوزراء، ومرافقوه، أجنحة عدد من المحافظات الحدودية، التى شملت العديد من الأعمال والمنتجات، التي تعكس ما تتميز به تلك المحافظات من مقومات طبيعية، تجعلها متفردة في إنتاج مجموعة من المنتجات اليدوية والحرفية، ومن تلك الأجنحة ورشة الملح الفنية، وكذا ما يتعلق بالمنتجات الفنية من جذوع النخيل.
واطلع رئيس الوزراء على عدد من المنتجات المصنعة من خلال إعادة استخدام مجموعة من المواد والمخلفات صديق البيئة، والتي تأتي في إطار المبادرات الخاصة بتعظيم الاستفادة من المخلفات وإعادة تدويرها وتوظيفها، حيث استمع رئيس الوزراء إلى جهود عدد من العارضين فى هذا الصدد، الذين طالبوا بالمشاركة فى مؤتمر تغير المناخ COP27.
ولفتت نيفين جامع، خلال جولة الدكتور مصطفى مدبولي، في أرجاء المعرض، إلى أنّ معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية يمثل ملتقى للجهات المهتمة بالحرف اليدوية والتراثية في الدولة، حيث تضم الدورة الحالية عددا كبيرا من أجهزة الدولة وهيئاتها، ومن بين ذلك وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، والمجلس التصديري للحرف اليدوية، وغرفة صناعة الحرف اليدوية، وغرفة صناعة الأخشاب باتحاد الصناعات، والغرفة التجارية للأثاث بدمياط، فضلا عن مشاركة متميزة من الجامعات المصرية المختلفة، ومنها جامعات الإسكندرية، وسوهاج، والمنوفية، وبنها، والأزهر، وجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، ومشروع التنمية المحلية بصعيد مصر، بالإضافة إلى مبادرة “هنصنع ونصدر”، وكذا 36 جمعية أهلية من منتجى الحرف اليدوية والتراثية.
وفي ختام جولته بمعرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، أشار رئيس الوزراء إلى ما لمسه من إبداع فني، وجودة وبراعة في مختلف المنتجات والأعمال الحرفية واليدوية والتراثية المعروضة، مجددا التأكيد على استمرار الدولة في دعم مختلف أنشطة قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
