آراء وتحليلات

كلمة العدد 1289 (( الحرب المقدسه ))

يكتبها د.محمود قطامش

يبدو ومن خلال المتابعه لمسار وشكل الحرب الروسيه الاوكرانيه واختلاف شكل الدعم العسكري الامريكي والاوروبي الي اوكرانيا ليس من ناحية الكميه فقط ( كمية الاسلحه ) ولكنه ايضا من ناحية التطور والنوعيه والفاعليه والمدي . الامر الذي يعني شئ واحد ان علي روسيا القبول بالهزيمة وليس فقط الانسحاب واعادة ما سبق احتلاله . تتحول الحرب لتاخذ شكلا مغايرا حيث اعتبرت روسيا بان الغرب وامريكا يريد تمزيقها وتهديدها وان الارض التي احتلتها هي ارض روسيه وان اوكرانيا نفسها هي ارض روسيه وان روسيا ستنهض وتقوم علي انقاض النظام العالمي الراهن الي نظام عالمي جديد تكون روسيا فيه هي اللاعب الرئيسي . فكيف يمكن التفاوض حول معايير هذا مضمونها ؟؟؟

وفي الجهه المقابله تريد اوكرانيا استعادة اراضيها وسيادتها مستنده الي حقها في الدفاع عن اراضيها وتدعي ان هناك جرائم حرب ارتكبها الرئيس الروسي وتطالب بمحاكمته وتطلب تعويضات وتعلن انها لن تتفاوض مع الرئيس الروسي .

فكيف يمكن التفاوض حول معايير هذا مضمونها ايضا ؟؟؟

الرهان اذن اصبح يعتمد علي حرب ممتده الي سنوات وعقود ليس بقصد الوصول الي تسويه لانه لم يعد مايمكن التفاوض عليه لانها اصبحت (( حرب مقدسه )).

كل طرف يعتبر نفسه الضحيه ويشيطن الطرف الاخر ويبرر افعاله من باب الدفاع عن النفس . تماما تشبه في كل تفاصيلها الحرب العربيه الاسرائيليه والحرب الفلسطينيه الاسرائيلية لانها حرب مقدسات وان الاخر يريد فناء الاخر . الحرب متجهه لفرض الامر الواقع ليكون مطلبه الوحيد الذي لايمكن التنازل عنه هو الاستسلام والقبول بالفناء لذلك فهي مقدسه فهي ايضا لم تعد تطلب حلولا او تسويات بل تطلب استسلام لذلك فهي مقدسه ولم يعد مقبولا فيها تسويه بل الانتصار علي العدو لتكون حربا عقائديه مقدسه بامتياز فالمفاوضات فيها عبث والمطالب متضاربه متغيره لا يتوفر لها الرضا او القبول هي غير مقبوله الا بنتيجة واحده هزيمة احد الطرفين لياتي الي طاولة المفاوضات معلنا الاستسلام .

عندها وبالتاكيد وعندما تكون الحرب مقدسه فانها بالتاكيد ستكون اسوا طرق تسوية الخلافات لانها الي مالا نهايه وتنتهي ان انتهت بالفناء ….. اذن ما الحل وهل هناك بديلا عن الفناء ؟؟ نعم هو ان يحدث امر ما في عقل الساسه في هذا الشتاء لتغيير الاهداف وقبول التسويات او تغيير في الجغرافيا السياسيه بفوز اليمين المتطرف او علي روسيا قبول المقامره النوويه وان تقرر من هو الطرف الذي ستقتله اولا قبل ان تنتحر تحت سيل من الاسلحه والقذائف والصواريخ النوويه من اوروبا وامريكا .

ولكم تحياتي

محمود صلاح قطامش

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *