أخبار مصر

ترك الدفء بحثًا عن أكل العيش.. كواليس وفاة شاب مصري بإيطاليا هاجر لتجهيز شقيقته فقتله البرد| القصة الكاملة


الإثنين 12/ديسمبر/2022 – 12:28 م

كان عصفورا، قلبه صغير ريشه قصير حلمه يرفرف برا السور.. ربما حلق الطفل مصطفى عبد العزيز بأحلامه التي تخطت سنه، قبل أن يفكر في الخروج من مصر، متسللًا عبر الحدود، تاركًا دفء الأسرة وونس الأصحاب، آملًا في أن يغير حالة أسرته وتجهيز شقيقته الكبيرة، غير مكترث لبرد الغربة الذي نهشه حتى غيب أحلامه البريئة واقتنص شبابه مبكرًا.

تبدلت أحوال مصطفى الذي سيكمل عامه العشرين الشهر المقبل من حال إلى آخر بعد خروجه من وطنه ومحافظته الغربية، بحث هنا وهناك عن عمل ليستطيع مساعدة شقيقته في الزواج، فعمل في فرنسا وتعلق بأمل الحصول على إذن إقامة إنساني بإيطاليا، فقرر الذهاب إليها لتكون مثواه الأخير بعد مواجهة البرد القارس الذي لم يستطع الصغير تحمله.

بكلمات براءة طفل كان عايز يشوف الصبح ويانا.. هرب الشاب المصري مُسرعًا من فرنسا لإيطاليا آملًا في الحصول على إذن إقامة إنساني يخبئ فيه ريشاته التي فرطها الزمن، ومن ثم العودة إلى فرنسا مرة أخرى، فصعد مع أصدقائه ووصل إلى إيطاليا وبالتحديد مدينة بولزانو الواقعة على الحدود مع النمسا وهي منطقة جبلية مرتفعة حيث تنخفض درجة الحرارة تحت الصفر.

كان الشارع هو السبيل الوحيد لاحتضان الصغير وأصدقائه المصريين لمدة يومين، وفي اليوم الثالث لهم أرسل القدر إليهم رجل عربيًا يمتلك بيتًا صغيرًا يسع من الأفراد نحو اثنين فقط، فقرر أكبرهم أن يذهب مصطفى وصديقهم الآخر ويناما هناك لصغر سنهما وعدم تحملهما قسوة البرد، وأن يعود هو للنوم تحت الكوبري.

مكان الكوبري بإيطاليا الذي مكثوا فيه يومين

وبالرغم من وجود مأوى أصداقائه بجانبه، ولكن واجه مصطفى الصغير قسوة البرد وحيدًا طوال الليل، كان ينتظر الشروق لتحقيق ما حلم به، ولكن القدر كان له رأي آخر، ولقي حتفه بعد هبوط حاد في الدورة الدموية، مُستيقظًا صديقه في تمام الساعة الرابعة فجرًا ليجده نائمًا على وجهه ومتجمدًا، فالكرتون لم يجدي نفعا وسط ردجات حرار تصل إلى 10 و15 تحت الصفر، والبيت لم يكن به سُبلًا للتدفئة.

598
598

ماذا حدث بعد نقله للمستشفى؟

خضع الشاب المصري الصغير لكشف الطب الشرعي فور وصوله إلى المستشفى من قبل سيارة الإسعاف والشرطة اللذين جاءا إلى موقع البيت، والذي قال في تقريره الأولي إنه لا توجد علامات على الضرب أو تناول كحوليات، ولكنها وفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد تعرضه لدرجات حرارة منخفضة للغاية دون غطاء أو تدفئة.

هل سيدفن في مصر؟

وتجري الأمور في إيطاليا حاليا للحصول على إذن تصريح بالدفن من النيابة العامة الإيطالية، فلا بد أن يكون تقرير الطب الشرعي مستوفيا للشروط كي تقول النيابة كلمتها الأخيرة في نقله للدفن في مصر، مع احتمالات انتظار نفي الشبهة الجنائية نهائيا، بعد صدور التقرير الأولي بعدم وجودها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *