آراء وتحليلات

كلمة العدد 1290 (( اختلفت الطرق والهدف واحد ))

يكتبها د. محمود قطامش

 

هناك حكمه قديمه قد اختصرت الموضوع كله ..كم تحتاج من العمي لتعرف انك اعمي ..

فمن حالة العداء التي اقتربت من المواجهه والصدام ومن الحوار الخشن في معظمه الي حاله من اللين والمرونه …… ذلك هو اختصارا لتعدد الطرق التركيه في محاولاتها الاقتراب والتودد الي مصر .

فبعد ان فرغت تركيا من كل الاسلحه الخشنه بدايه من تبني خطاب معادي للقاهره واحتضان عناصر تنتمي الي جماعه ارهابيه ومنحها المنصات الاعلاميه لبث سمومها واحقادها علي القاهره واعطائها الغطاء السياسي لما تقوم به وذلك كان بشكل يومي وعلي مدار الساعه نقول بعد كل هذا عادت تركيا واغلقت المنصات الاعلاميه وطردت بعض من اعلامي الجماعه الارهابيه حتي وصلت تركيا في بعض حالات التودد الي تسليم بعض من العناصر ممن صدر ضدهم احكام بالقاهره ……. فبعد هذه السنوات يبدو ان تركيا قررت استبدال الطريقه نهائيا باخري لينه والبعد عن المناورات والضغوط والحيل والاعيب السياسيه والامنيه هاهي تسعي الي الحوار وتحاول توفير البيئة المناسبه لنجاحه وذلك بالمصافحة التاريخيه التي كانت علي هامش كاس العالم في قطر بين الرئيس السيسي والرئيس التركي وتلك كانت خطوه علي طريق تحريك مياه المفاوضات من جديد ولا شك ان اعلان وزير تركي بان جماعة الاخوان قد سمحت لداعش باختراقها الامر الذي يبشر بمستقبل التعامل التركي مع الجماعه والاتجاه ربما الي رفضها وتجريمها .

ولعل تركيا اخيرا ادركت انه لا الاخوان عادوا ولا تركيا استطاعت ان تحقق شيئا في شرق المتوسط ولا حتي فرضت سيطرتها كامله في ليبيا بشكل يجعل القاهره تقبل الواقع الليبي المهيمن عليه من تركيا وللمعلوميه خطورة الخلاف مع تركيا بانها دوله لها طموح اقليمي وتتطلع للعب دور في المنطقه وذلك بالقطع سيكون خصما من الدور المصري وعلي حساب دوره في المنطقه الممتد لسنوات وخطورة الدوله التركيه في انها تسعي دائما للوصول الي الوجدان المصري بتبني خطاب ديني فيه من الدوله الاسلاميه التي كانت تسيطر علي اوروبا لسنوات طويله .

فبعد هذا الخلاف السياسي الطويل هل ستنجح تركيا في الوصول مع القاهره الي علاقات جيده هدف تركيا فيه الهدوء في شرق المتوسط وهدف مصر فيه اغلاق ملف الاخوان واستقرار الدوله الليبيه بشكل يحقق بعض من مصالح الدوله المصريه السياسيه والاقتصاديه ؟ ذلك الذي ستسفر عنه الايام القادمه وجولات من المفاوضات واللقاءات قد نري في نهايتها الدخان الابيض معلنا عن الوصول الي مصالحه .

مع تحياتي

محمود صلاح قطامش

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *