آراء وتحليلات

كلمة العدد 1293 الاعلام التقليدي ….عفوا !!!!

يكتبها د. محمود قطامش

لاشك ان هناك تبديل في الادوار والمواقع والاهميه وتراجع من الاعلام التقليدي ( المقروء والمرئي ) وذلك لحساب مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان اصبحت هذه المواقع تشكل ظاهره جديده واصبحت تاخذ دورا مهما في حياة الناس … والذي اعطاها هذا الزخم من الاهميه انها تحظي بالمتابعه والتفاعل من قبل المسئولين وصناع القرار مع القضايا المعروضه او حتي الشكاوي المطروحه علي تلك المواقع …… فهل تغيرت النظره اليها من منصة نشر للشائعات واثارة الجدل والبلبله في المجتمعات الي منبر يتم فيه عرض الشكاوي والمطالب المتعلقه بالبسطاء واصحاب المظالم ونافذه للرأي . كما ان تفاعل المسئولين مع هذه المواقع وتدخلهم للحل والتشابك مع ما يطرح علي هذه المواقع اعطي القوه التي لايستهان بها لتلك المواقع ولاشك ان تدخل الحكومه نفسها احيانا لرفع المظلوميه والاستجابه لبعض الشكاوي المنشوره ذاد من فعالية وايجابية هذه المواقع ولا نستطيع اغفال ان فخامة الرئيس احيانا في حواراته مع الناس يشير وفي اكثر من مناسبه الي مايثار علي هذه المواقع بما يوحي بمتابعة سيادته لها بل ان جل الموضوعات المثاره تحظي بالرد الايجابي من جهات حكوميه رسميه مثل مجلس الوزراء ومؤسسة الرئاسه وغيرها …….. فهل اصبحت هذه المواقع البديل الشعبي للاعلام التقليدي يبث الناس فيه همومهم وشكواهم وطلباتهم لرفع الظلم عنهم احيانا والابلاغ عن فساد او تجاوزات احيانا اخري فهي لم تعد مجرد فضاء الكتروني للفضفضه او السفسطه بل اصبحت منبرا للناس او قل بعض منهم ممن فقدوا بوصلة التواصل مع المسئولين وصناع القرار بل الحكومه ايضا تستخدمها للرد علي الشائعات والتفاعل مع القضايا المطروحه .
والامثله كثيره علي ان الشكاوي التي تثار علي مواقع التواصل تصل للمسئولين وتلقي استجابه بالحل الامر الذي يدفع في اتجاه انها بالفعل اصبحت منبر جماهيري او شعبي سمه ماشئت يتحول فيه الناس الي كتاب واصحاب راي وهذا المنبر يلعب دورا مختلفا عن الاعلام التقليدي الذي ينظر اليه علي انه ….ناقل عن الحكومه وليس ناقلا اليها …. بل ان الاعلام التقليدي اصبح ياخذ موضوعاته ومادته الاعلاميه مما يثار علي هذه المواقع او تفاعلا مع مايتداول عليها .
لاشك ونحن نؤكد علي حقيقة تغول تلك المواقع علي حساب الاعلام التقليدي علينا ان ندرك والانتباه لما قد يفعله البعض استثمارا لهذه القوة بنشر الشائعات او التطرف او الافكار الشاذه عبر حسابات مزيفه او استخدام حسابات وهميه باسماء جهات رسميه او استخدام اسماء لاشخاص لهم صفات رسميه او ممن لهم حيثيه بالمجتمع ولابد من التعامل مع تلك الصفحات والمواقع بشكل جاد وحازم حتي يبقي الفضاء الالكتروني نظيفا ومعترفا له بالقوه والدور ويبقي منصه للتواصل بين الناس والحكومه بعد ان فقد الاعلام التقليدي دوره — او كاد — في توصيل صوت الناس وشكواهم وهمومهم وارائهم للحكومه والجهات الرسميه وصناع القرار وذلك لصالح مواقع التواصل الاجتماعي بامتياز واتوقع ان يتعاظم هذا الدور مستقبلا لذا لابد من الاسراع في تأطير هذا الامر وضبطه لخطوره دوره .
ولكم تحياتي
محمود صلاح قطامش
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *