أبطال سيناء لم يكونوا رجالاً فقط .. تذكروا هذا الأسم الشهيدة العظيمة مها ابراهيم سالم سلامة أبو قريع
كتب / محمد سامي لهلوب
رحم الله هذه الشهيدة العظيمة …بطلة من مصر اسمها مها إبراهيم سالم.
“مها إبراهيم سالم سلامة أبوقريع..تذكروا هذا الاسم جيداً، قفوا دقيقة حداداً على حروفه، اقرأوا الفاتحة على روحها الطيبة، يجعل مثواها الجنة..سيدة بدوية (32 عاما) لم تخش فى وطنها إرهاباً، ولم تَضِنّ بحياتها فداءً، اختطفوها «الديابة» من قلب منزلها فى قرية «طويل الأمير»، أمام أطفالها الخمسة، قتلوها برصاصة فى الرأس بعد أن عذبوها تعذيباً، وألقوا بجثتها أمام الباب.
يزحف صغيرها (عامان)، باكياً باحثاً عن لبن الرضاع الذى جف فى صدر الشهيدة، الخونة اتهموها بالخيانة، نفذ المجرمون فيها إعداماً علنياً لإرهاب كل من يقف وراء جيشه يذود عن الحياض.
الشهيدة «مها» كانت من الوطنيات اللاتى كن يعملن ضد جماعات الإرهاب فى رفح، واستطاعت هى وأخواتها إسقاط عدد من الخلايا الإرهابية التى كانت تعيث فساداً وإفساداً فى المنطقة الحدودية التى تتشح بالسواد.
«مها» دفعت حياتها ثمناً، لم تَمُنّ على الوطن بنضالها، ولم تقبض ثمن صنيعها، ولم تترك جيشها وحده يحارب معركة تحرير سيناء، وكأنها تعيد بدمائها الطاهرة قصصاً لبطولات رجال منظمة سيناء العربية إبان حرب أكتوبر المجيدة.
تشاء الأقدار أن تستشهد «مها» فى أعياد التحرير، دوماً يأتى التحرير مخضباً بالدماء الطاهرة، سيدة بألف رجل مما تعدون، شاهدت مقتل زوجها على أيدى عصابات الكفر، لم تعتزل الناس، ولم تخش، ولم تجبن، ولم تخف، أرهبها أصحاب الرايات السوداء باختطاف ابنها الكبير (11 سنة)، وعذبوه حتى كاد يلفظ أنفاسه، وذهبت تلتقطه من المقابر بيطلع فى الروح.
«مها»، شهيدة، وزوجها شهيد، وابنها مخطوف، كانت تعلم ما يضمره هؤلاء لها ولأولادها الصغار، كالقطة الشرسة عبرت بأولادها سبعة جدران، قبل أن يتخطفها الغربان، استشهدت، ودماؤها لعنة على الإرهابيين، صرخة مدوية أيقظت الغافل من الرجال، صارت نموذجاً ومثالاً، كسرت القبائل الطوق وخرجت تدافع عن العرض، وتهدد بالويل والثبور وإسكان المجرمين القبور.
الشهيدة مصرية عادية ليست ثورية فيسبوكية، ولا ناشطة حزبية، لم تلعن الحكومة، ولم تتمسخر على الجيش، ولم تتنطع على أكتاف الشرطة، ولم تغرد، لم ترتكن مختفية خلف حائط فيسبوكى، بل قاومت يوم جبن رجال، وقامت يوم قعد شنبات”
قصة مها ستذاع بمسلسل الكتيبة 101ً
