آراء وتحليلات

مؤتمر قمة (دول جوار السودان)  يترجم الدور الإقليمي لقوة الدولة المصرية

بقلم / سهام عزالدين جبريل 

استضافت مصر مؤتمر قمة دول جوار السودان والذي افتتح جلساته السيد الرئيس عبد الفناح السيسي في القاهرة لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي وتداعياته السلبية على دول الجوار، واتخاذ خطوات لحقن دماء الشعب السوداني لقد ترجم هذا المؤتمر دور مصر الاقليمي الهام في السعي لحل الصراع بين اطراف الازمة وتجاذباتها المحلية و الإقليمية و الدولية التي تدور رحاها علي أرض السودان ومايمثلة من خطر داهم يهدد أمن السودان وأمن دول الجوار واهمية السودان بالنسبة لدول الجوار الاستراتيجي

حيث ان موقع السودان واستقرارة يمثل قضية امن قومي بالنسبة لدول الجوار بدا من مصر ودوائر الامن القومي لدوى الجوار ومناطق التماس والجوار الاستراتيجي سواء كان في منطقة حوض النيل ومنطقة القرن الافريقي ومنطقة قلب افريقيا الممتدة من منابع النيل الاستوائية الي اعماق القارة وأهمية السودان كموقع ومحور هام في تثبيت دعائم الأمن والسلام في القارة الأفريقية

ويأتي الاهتمام المصر ي بالسودان من منطلق عدة عوامل فالامتداد الجغرافي والاستراتيجي والعلاقات التاريخية والروابط المشتركة والترابط الانساني مع شعب واحد امتزجت دمائه وهويتة ووحدته التي مثل وادي النيل رابط ازلي منذ فجر التاريخ والذي ترجم وحدة شعب مصر والسودان التي تمثل وحدة أبناء وادى النيل

فالسودان تمثل ظهير استراتيجي لامن مصر القومي وخطوط التماس الاستراتيجية في الدوائر الَمتجاورة في هذه المنطقة الشائكة التي تعيش العديد من الصراعات الاثنية والقبلية منذ سنوات عديدة والتي صنعها الاستعمار قبل رحيله واورثها لشعوب القارة كي تنخرط في دوائر صراعات متتابعة تنتقل من دولة الي أخرى وتسبب حالة من المواجهات المسلحة والصراعات السياسية والايدولوجيات التي تصنعها مصالح الدول الخارجية الممولة لتفاقم الأزمات بهدف تحقيق اطماعها في السيطرة علي أطراف الصراع والزج بهم في أتون حروب تخلق واقع مرير من التفتيت لكيان الدولة مما يهدد ذات الدولة ودول الجوار بمخاطر وتداعيات لا نعلم الي اي مدى تصل نتائجها

وحول اهداف الموتمر الذي دعا اليه الرئيس عبدالفتاح السيسي- إلى تحقيق تسوية سلمية وفاعلة للأزمة في السودان من خلال التنسيق بين دول الجوار والمسارات الإقليمية والدولية الأخرى، بما يحافظ على وحدة الدولة السودانية ومقدراتها.

حيث يأتي انعقاد المؤتمر واهميته في ظل الأزمة الراهنة في السودان، والدي ترجم حرصً السيد الرئيس السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل وضرورة إنهاء الصراع بالسودان ودعوة دول جوار السودان اليوم لبحث إنهاء الصراع

فاهم مااكدته قمة دول جوار السودان على ضرورة حماية الدولة السودانية ومؤسساتها، حيث تصدر القلق البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.

وحمل البيان الذي ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في المؤتمر، إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه، واعتبار النزاع الحالي شأناً داخلياً، مؤكداً على إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني، وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد.

 

وحول خطورة الوضع في السودان ومخاوف الدول المشاركةفي قمة القاهرة، فقد نقلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث حذر في كلمته من خطورة الوضع في السودان، وتداعياته السلبية على دول العالم وخاصة دول الجوار السوداني.

وطالب السيد الرئيس بضرورة وقف القتال الدائر حفاظا على مؤسسات السودان، ومعالجة جذور الأزمة، والوصول لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات السودانيين، مشيدا بموقف دول الجوار التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين ووفرت لهم سبل الإعاشة والإقامة المؤقتة حتي انتهاء الوضع .

وكشف السيد الرئيس خطة مصر لحل الأزمة، والتي تتضمن وقف التصعيد، وبدء المفاوضات للوصول لحل مستدام، وإقامة ممرات آمنة لمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية بمشاركة القوى السودانية والمدنية لبدء عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب السوداني، داعيا كذلك إلى تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر لوضع خطة عملية تنفيذية لوضع حل شامل للأزمة والتنسيق مع كافة الأطراف في السودان.

وطالب السيد الرئيس، كافة أطراف المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداتها بدعم دول جوار السودان الأكثر تضررا من الأزمة،

وأكد أن مصر ستبذل ما في وسعها مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم في السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني بالعيش الكريم في وطنه بأمن وحرية وسلام وعدالة، وتسهيل مرور المساعدات إلى السودان عبر الأراضي المصرية بالتنسيق مع الوكالات العالمية والإغاثية

وفي حقيقة الأمر إن السودان يمر بلحظة فارقة في تاريخه، ويمر بأزمة كبيرة لها تداعياتها السلبية على السودان ودول جواره، مما يتطلب توحيد رؤية دول الجوار في مواقفها تجاه الأزمة، واتخاذ قرارات تسهم في حل الأزمة حفاظا على مقدرات السودان وأمن واستقرار دول المنطقة. وهذا ماتسعي إليه مصر

ومما لاشك فيه أن الأزمة الحالية في السودان خطيرة وتداعيات الاقتتال الدائرة حاليا نتج عنها مقتل المئات ونزوح الملايين داخل وخارج السودان وتدمير اقتصاد البلاد، وتعرضه لخسائر، فضلا عن أزمات اجتماعية وصحية وغذائية

كما توافق المشاركون في القمة على الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان.

حيث حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة له من خطورة الوضع في السودان

كما طالب السيد الرئيس كافة أطراف المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداتها بدعم دول جوار السودان الأكثر تضررا من الأزمة، مشيرا إلى أن مصر استقبلت مئات الآلاف من السودانيين النازحين الذين انضموا إلى 5 ملايين من السودانيين يقيمون بالفعل على أرض مصر.

وحول مأكده السيد الرئيس أن مصر ستبذل ما في وسعها مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم في السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني بالعيش في وطنه بامن وسلام

وقد اشار السيد الرئيس إن السودان يمر بلحظة فارقة في تاريخه، ويمر بأزمة كبيرة لها تداعياتها السلبية على السودان ودول جواره، داعيا إلى توحيد رؤية دول الجوار في مواقفها تجاه الأزمة، واتخاذ قرارات تسهم في حل الأزمة حفاظا على مقدرات السودان وأمن واستقرار دول المنطقة.

وتابع أن الأزمة الحالية في السودان خطيرة وتداعيات الاقتتال الدائرة حاليا نتج عنها مقتل المئات ونزوح الملايين داخل وخارج السودان وتدمير اقتصاد البلاد، وتعرضه لخسائر، فضلا عن أزمات اجتماعية وصحية وغذائية.

ومن الجدير بالذكر أن المبادرة المصرية أتت بعد سلسلة محاولات دبلوماسية من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وركزت على الوصول لجلسة تجمع كبار مسؤولي الجيش السوداني والدعم السريع خلال الأسابيع القادمة. كما سعت لإبرام اتفاق ملزم بين طرفي النزاع السوداني مدّته ثلاثة أشهر على الأقل.

ولقيت دعوة مصر استجابة وترحيباً من السودان وجيرانه، فضلاً عن عدد من المنظّمات الإقليمية والعربية، من بينها جامعة الدول العربية والاتّحاد الإفريقي، وذلك في ظل مخاوف دولية من تمدّد خطر الصراع إلى دول الجوار أو حتى من تسلل العناصر الإرهابية إلى السودان.

وكانت القاهرة قد أبدت تحفّظها على نشر أي قوات أجنبية في السودان، في وقت تسعى لتشكيل لجنة من دول الجوار من أجل إنجاح عملية تبادل الأسرى، تكون مسؤولة عن مراقبة الأوضاع وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.

ومن جهته، رئيس البعثة الأممية “فولكر بيرتس” Volker Perthes، لفت إلى أن جيران السودان تأثروا بالنزاع القائم، بالتالي أهمية الاجتماع في القاهرة لتوحيد المواقف وإنهاء هذه الحرب

يذكر أن الحرب السودانية حصدت أكثر من ألفي ضحية، في حين نزح أكثر من مليونين ومئتي ألف سوداني، ولجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار.

حيث انزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، مما يؤثر علي ويهدد الامن والسلام في قارة ككل افريقيا خالصة دول الجوار

وقد اتي هذا المؤتمر ليترجم الدور الإقليمي لقوة الدولة المصرية الفاعلة وحرصها علي أمن وسلامة واستقرار السودان ودول الجوار الاستراتيجي

 

خالص تحياتي

د سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *