آراء وتحليلات

التلفزيون المصرى وذكري انطلاق بث الساحرة الفضية

بقلم سهام عزالدين جبريل

يوافق ٢١ يوليو عام ١٩٦٠ مرور 63عاماعلي هذا التاريخ الذي يحمل ذكري انطلاق اول بث للتلفزيون العربي المصري وما كان يطلق علية الشاشة الساحرة الفضية ..
بدأ التلفزيون المصري بثة من المبني العريق مبني ماسبيرو ليساهم بدوره الكبير في بناء الانسان المصري بالتوعية والتثقيف مع ملفاته وبرامجه الشهيرة للأسرة والرياضة ومحو الأمية والترفيه والخدمات الإخبارية..
شكل التلفزيون حالة اجتماعية جمعت أفراد الأسرة الواحدة والجيران بل تعدي الي جماعة الاصدقاء ورواد الأماكن العامة كالمقاهي والأندية وخلافة حيث مثل حالة اجتماعية فريدة عاشها جيل الستينات وماتلاها من أجيال متعاقبة إلي يومنا هذا
وبرغم أن قرار بدء إرسال التلفزيون المصري كان قد اتخذ بشكل اجتهادى منذ أواسط الخمسينيات، حيث سبقته محاولات وعروض من شركات ك قبل هذا التاريخ إلا أن العدوان الثلاثي على مصر تسبب في تأخير العمل في إنشاء مشروع التلفزيون المصري حتى أواخر 1959.
وفي أواخر الخمسينات وقعت مصر عقداً مع هيئة الإذاعة الأمريكية RCA لتزويد البلاد بشبكة للتلفزيون، حيث تم الانتهاء من إنشاء مبني الإذاعة والتلفزيون عام 1960. حيث شهدت مصر أول بث تلفزيوني مصري في 21 يوليو 1960
ولقد سبق ذلك الدراسات التي مهدت لنشأه التليفزيون المصري تجربة عام 1951 كبدايه لأول تجربة تليفزيونية في مصر حيث أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة للارسال التليفزيوني بالقاهرة في 1951 لتصوير المهرجانات التي أقيمت بمناسبة زواج الملك فاروق. وكان لهذه الشركة غرض آخر وهو أن تعرض على الحكومة المصرية إقامة محطة تليفزيونية بالقاهرة ونظمت الشركة سهرة محلية شهدها يومئذ الأعضاء الذين كان من حظهم أن وضعت أجهزة الاستقبال في نواديهم.
وفي 1954 عرض صلاح سالم وزير الإرشاد القومي في ذلك الوقت على الرئيس جمال عبد الناصر موضوع إنشاء دار الاذاعة الجديدة وإنشاء محطه تليفزيونية فوق جبل المقطم وتمت بالفعل.
وفي 1959 بدأ إنشاء مبنى للتليفزيون في ماسبيرو وهو الموقع المقام به حالياً
وبعد ستة أشهر تم الارسال وفي 1960 كانت الاستديوهات التليفزيونية تحت التجهيز والاعداد وكانت التجارب الأولى في مسرح قصر عابدين، بعد أن عادت البعثات المصرية من الخارج بعد ايفادها للدراسة بمعهد R.C.A بولاية نيويورك الأمريكية.
في الساعه السابعة من يوم 21 يوليو 1960 تم افتتاح التليفزيون المصري وبدا الإرسال بالاحتفالات بالذكري الثامنة لثورة يوليو 52 حيث أقبل الناس في القاهرة على شراء الأجهزة بشكل كبير جداً وكان ثمن الجهاز 35 جنيه. كان التلفزيون بحجم 14 و16 و20بوصة معظمهم صناعة أو تقفيل مصري كانت تحمل ماركة ناشيونال أو تليمصر التابعة لشركة النصر
بدا البث بعدد خمس ساعات كان التلفزيون يفتتح بث في الخامسة مساء ويستمر حتي نهاية السهرة والتي امتدت حتي منتصف الليل
وفي 13 أغسطس 1970 صدر المرسوم الجديد لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري (ERTU)، وتم إنشاء أربعة قطاعات وهي : قطاع الإذاعة، قطاع التلفزيون، قطاع الهندسة، قطاع التمويل، ولكل قطاع رئيس وكل رئيس يرأسه وزير الإعلام.
وبعد حرب 1973 تحول كل من البث التلفزيوني ومرافق الارسال إلى الألوان تحت نظام سيكام “SECAM”، وقد تغير البث التلفزيوني المصري من سيكام إلى بال في عام 1992.
حيث شهد عام 1973 بدأية التطوير للتليفزيون المصري حيث أضخم عملية لتجديد أجهزة الارسال. في 1978 تم توصيل القناتين الأولى والثانية إلى منطقة القناة بشبكة ميكرويف وإنشاء محطة بث تليفزيوني لكل من القناتين في كل من السويس والإسماعيليه وبور سعيد.
في 1988 بدأ البث التليفزيوني للقناة الثالثة التي تخاطب (إقليم القاهرة الكبرى) وفي 1988 أيضاً بدأ إرسال القناه الرابعة التي تخاطب (مدن القناة) وفي 1990 بدأ البث التجريبي للقناه الخامسة. وفي 1994 قام الرئيس حسني مبارك بإطلاق إشارة البث التجريبي للقناة السادسة لوسط الدلتا ومقرها طنطا والتي تخاطب (الغربية والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ ودمياط). وفي 1994 أيضاً بدأ إرسال القناة السابعة ومقرها المنيا وتغطي محافظات شمال الصعيد (بني سويف والمنيا والفيوم وأسيوط). في 1996 تم افتتاح القناة الثامنة ومقرها في أسوان وتخدم محافظات جنوب الصعيد (سوهاج وقنا وأسوان والأقصر). هذا بالإضافة إلى القنوات الفضائية وقطاع النيل للقنوات المتخصصة التي بدأ بثها في 1990.
وتعتبر القناة الفضائية المصرية الأولى أول قناة فضائية عربية حكومية تم ارسالها في 1990. وقناة النيل الدولية في 1993 وبدأ ارسالها في 1994. القناة الفضائية المصرية الثانية بدأت كقناه مشفرة ودخلت في الإعلام المدفوع في 1996. ثم ظهرت قطاع النيل للقنوات المتخصصة الذي ضم العديد من القنوات (الرياضية والأخبار والثقافة والمنوعات والطفل والتعليمية.
حيث تم تقسيم قطاعاته الي
1/قطاع التلفزيون (ثمان قنوات أرضية).
2/القطاع الفضائي (الفضائية المصرية والنايل تي في).
3/قطاع الإذاعة.
4/قطاع القنوات المتخصصة.
5/قطاع الأخبار (أخبار مصر).
6/القطاع الإقتصادي.
7/قطاع الأمن
وتعتبر مصر الدولة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أسست الخدمة التلفزيونية
ومن الجدير بالذكر أن الشاشة الفضية تواجدت في الشرق الأوسط منذ خمسينات القرن الماضي حيث كان التلفزيون العراقي الذي انطلق في عام 1956 في الثاني من مايو، أول محطة تلفزيونية في الشرق الأوسط العربي وغير العربي، وذلك بعد أن أعجب عرض شركة “باي” لإنشاء منظومة تلفزيونية متكاملة في معرض لها أقامته في بغداد، الملك العراقي آنذاك فيصل الثاني، فأصدر الأوامر بالعمل على تأسيس التلفزيون العراقي كأقدم تلفزيون في المنطقة العربية والشرق الأوسط
ثم تلتها الجزائر الدولة العربية الثانية التي عرفت البث التلفزيوني في نهاية ديسمبر 1956، وذلك ببث محدود الإرسال كان يعمل ضمن المقاييس الفرنسية، إذ كانت تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي وكانت بهدف تقديم الخدمات للقوات الفرنسية بالجزائر
كما خاضت نفس التجربة لبنان
فغي أكتوبر عام 1954، تقدّم رجلا الأعمال اللبنانيّان وسام عز الدين وألكس مفرّج بطلب لإنشاء شركة بث تلفزيوني. وفي أغسطس عام 1956 تمّ توقيع اتفاق مع الحكومة اللبنانية من 21 مادة، أُعطيَت بموجبه “شركة التلفزيون اللبنانية” ترخيصاً للإرسال التلفزيوني لمدة 15 عاماً.
وفي ربيع العام 1957 وضَع رئيس الجمهورية كميل شمعون ورئيس الوزراء سامي الصلح، حجر الأساس لمبنى أول تلفزيون في الشرق الأوسط، على تلّة رملية في بيروت تُدعى تلّة الخياط. وفي 28 مايو 1959 انطلق البث التلفزيوني من لبنان على يد الجنرال سليمان نوفل، وهو أول رئيس مدير عام لتلفزيون لبنان، وذلك عبر محطة “شركة التلفزيون اللبنانية”، التي كانت تبُث بلغتين: اللغة العربية في ما عُرِف بـ”القناة 7″، وباللغة الفرنسية في ما سُمّي بـ”القناة 9” بمشاركة شركة أو.أر.تي.أف (ORTF) الفرنسية. في تلك الفترة لم تتعدَّ فترة البثّ الست ساعات، من السادسة مساء حتى منتصف الليل.
هكذا كانت البدايات التي صنعتها رسالة التلفزيون سواء في مصر أو المنطقة العربية حيث ساهمت الشاشة الفضية في بناء الوعي وتشكيل الوجدان والفكر الجمعي لجمهور المشاهدين صنعت وحدة وطنية ووجدانية بين أقاليم الدولة الواحدة اوبين ابناء الوطن حيث قدم التلفاز رسالة تثقيفية وتنويريه الي جانب الخدمة الإخبارية والتي استمرت 63عاما ومازالت الرسالة مستمرة وآليات التطوير والتحديث تضيف الي الشاشة الفضية التي تلونت وتععد الوانها وأبعادها مع ثورة تكنولوجيا الاتصالات وأدواتها المتطورة ألتي تسابق الزمن
خالص تحياتي
د/ سهام عزالدين جبريل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *