آراء وتحليلات

الفقد بالتقسيط

 

كتبها عادل رستم 

يعرف الفقد أن يتوارى ويختفي شخص ما، شيء ما، شعور ما أو حتى جزء من الذات كان في يوم من الأيام اعتيادي الوجود كالشمس التي تعلن بداية كل يوم .
ويبدو جليا انه من ناموس الطبيعة ان يحدث الفقد وهو غالبا مؤلم وموجع ..قد يأتي الفقد فجأة فتحدث الصدمة والألم قد يبدو كبيرا وغير محتمل ولكن من الطبيعي ان تستمر الحياة بعد ذلك .
ولكن ومن وجهة نظري ان الاشد إيلاما ووجعا هو الفقد الطويل الأجل او لنسمه الفقد بالتقسيط ونضرب مثالا على ذلك المريض بمرض لاشفاء منه يتسبب لنفسه ولمن حوله بوجع يومي لاينتهي بل تتوقف الكثير من مناهج الحياة انتظارا لقدر محتوم ..
يوميا تسرق منا الحياة بالصدمة او التقسيط الكثير مما نحب
سرقت من براءة الاطفال عندما مر العمر وقد تسرق منا احلام الشباب عندما لم نستطع تلبية احتياجاتنا او حتى الحصول على مانطمح ثم نفقد الصحة بالتقسيط عند تقدم العمر … انها الحياة ياصديقي
في المقابل لايمكن أن نستسلم لهذا الفقد بل يجب مواجهته بكل مانملك ومحاولة التغلب عليه بداية بقوة ايماننا انه من كتب عليه خطى مشاها ومحاولة ادراك السعادة ثم والأهم بتخطيط دقيق لحياتنا بشكل واقعي…
ان فرضت عليك الحياة الفقد بالتقسيط ثابر واحتمل واجه واسرق منها ايضا سعادتك
ربما الافضل ان نحيا حياة هادئة قانعة .
يقول الكاتب الكبير نجيب محفوظ ان الحياة لاتعرف الا من يستهين بها
هي دعوة لكي لا نتوقف عند إحدى محطاتها فتسرق منا سعادة الوصول إلى مبتغانا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *