مقالات

إسرائيل داخل قفص الإتهام

كتب: الدكتور السيد مرسي

مما لاشك فيه ان التاريخ القانوني سيقف طويلا أمام هذه الدعوى الى رفعتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل داخل محكمة العدل الدولية لإتهامها بالإبادة الجماعية في قطاع غزة ، والمادة السادسة من النظام الأساسى للمحكمة تبين الركن الشرعى لجريمة الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي صباح مساء منذ اكثر من مائة يوم في حق المدنيين العزل بقطاع غزة وستتم المحاكمة من خلال هيئة قضائية دائمة مكونة من 15 قاضيا يختارون من الشخصيات القانونية والقضائية البارزة وهذه المحكمة تعد أحد أزرع تحقيق العدالة فى العالم ، مع تحفظنا على موقفها وأحكامها الدولية مع العرب والدول النامية، في ظل هيمنة وسيطرة “الإمبراطورية الأمريكية” على العديد من المؤسسات ومنها على وجه التحديد مجلس الامن ، والاتحاد الأوروبي ودعمهم المطلق للمشروع الاستيطاني الصهيوني
وشهدت المرافعة الافتتاحية حضور دولة الاحتلال أمام محكمة دولية لأول مرة منذ عام 1948 وتقدمت جنوب إفريقيا بملف قانونى يتألف من 84 صفحة وفيه ” تعترف بأن الشعب الفلسطيني يعيش نكبة مستمرة، من خلال القاء آلاف الأطنان من القنابل على مناطق مدنية وهذه الإبادة الجماعية يجب ان تتوقف وقد أشارت بانها لم تبدأ في السابع من أكتوبر 2023فحسب بل تعود هذه الإبادة منذ خمسة وسبعين عام.
و تدخل دولة جنوب أفريقيا الغير متضررة بشكل مباشر بالحرب فى غزة، أمر نادر للغاية، ولكنها ليست المرة الأولى. فكانت هناك سابقة حيث قامت جامبيا بمقاضاة ميانمار فى محكمة العدل الدولية فى عام 2019 واتهمتها بالإبادة الجماعية بحق أقلية الروهينغا، والمحكمة الجنائية الدولية لها ولاية قضائية في قضايا الإبادة الجماعية، لكن تلك المحاكم تقوم بمحاكمة الأفراد بعد وقوع القتلى، حيث تتم المحاكمة بعد دفن الموتى ؟
وحيث أنه وبموجب قواعد محكمة العدل الدولية، فإن الدولة التي تكون طرفاً في قضية وليس لديها قاض من جنسيتها في هيئة المحكمة يمكنها ترشيح قاض خاص، ، فقد اختارت إسرائيل أهارون باراك، الرئيس السابق للمحكمة العليا في البلاد، الذي أعرب عن دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة، مدعياً أن الهجوم العسكري لا ينتهك القانون الإنساني، وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل. والذى دافع عن قرار إسرائيل ببناء جدار عازل عبر الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب حكم أصدرته محكمة العدل الدولية عام 2004 اعتبرته غير قانوني ، وقد إختارت جنوب أفريقيا، القاضي ديكغانغ موسينيكي هو القاضي الخاص في محكمة العدل الدولية. ونائب رئيس المحكمة العليا السابق ويتمتع بمهنة قانونية وأكاديمية متميزة في جنوب أفريقيا وخارجها ، من أجل المرافعة أمام المحكمة – واختارت إسرائيل المحامي البريطاني مالكولم شو، الذى يقود فريق للدفاع عنها في محكمة العدل الدولية، ويعتبر أحد أبرز خبراء العالم في مجال القانون الدولي، أما جنوب أفريقيا فسيمثلها في هذه القضية محامون بقيادة أستاذ القانون الدولي الجنوب أفريقي جون دوغارد، وهو مقرر سابق لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وعمل سابقًا قاضيًا في محكمة العدل الدولية عدة مرات .
وفى النهاية ماذا بعد؟ هل يمكن استضافة حكومة فلسطينية في المنفى في احدى العواصم العربية، أو تتم المصالحة- فلسطينية حقيقية، ويتم ترتيب البيت الفلسطيني ويعود الرئيس الفلسطيني لقطاع غزة؟ الأيام حبلى.

ووفقا للنظام الأساسي فى محكمة العدل الدولية فقد أنشئت المحكمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لتكون الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة وتعمل وفقاً لأحكام هذا النظام الأساسي.
والى اللقاء : دكتور / السيد مرسى

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة