أخبار الفن

حوار| مؤلفة مسلسل أعلى نسبة مشاهدة: واقعية القصة ومتعتها سر خلطة المسلسل وتميزه

• حرصت على بناء شخصيات قوية لتساعدنى على كتابة الحدوتة وتفاصيلها
• لا أدين السوشيال ميديا ولا الفتيات.. بالعكس أتفهم دوافعهم ومخاوفهم
أصبحت منصات التواصل الاجتماعى وما تثيره من قضايا ذات حضور كبير فى الدراما سواء فى السينما أو التلفزيون مؤخرا؛ حيث ناقشت عددا من الأعمال جوانب مختلفة عن تأثير تلك المنصات على حياة الأفراد بمختلف أعمارهم، كبار أو أطفال أو مراهقين، وفى دراما رمضان اقتحمت هذه القضية الموسم بقوة من خلال مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، عبر طرح حديث لإشكالية سعى طبقة معينة من المجتمع المصرى إلى الثراء السريع من خلال تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة من التيك توك.

يتماس العمل من خلال شخصياته مع إحدى القضايا الشهيرة التى عرفت إعلاميا بقضية «فتيات التيك توك»، ولكنه ليس تجسيدا حرفيا للقضية أو مستحوى من حياة إحدى الفتيات التى شملهم التحقيق، وإنما معالجة درامية تظهر خليطا من أنواع الأشخاص على منصات التواصل، وعلاقتهم بالتريند وتحقيق الربح وتأثير ذلك على حياتهم الشخصية ونظرة الأشخاص فى بيئتهم لهذا السلوك.

مسلسل أعلى نسبة مشاهدة من تأليف سمر طاهر وإخراج ياسمين أحمد كامل، وبطولة سلمى أبو ضيف وليلى أحمد زاهر، وانتصار ومحمد محمود وفرح يوسف، ومحمد حاتم وهند عبدالحليم وإلهام صفى الدين ويوسف عمر، وإنعام سالوسة.

وفى سياق النقاشات التى فتحها المسلسل على منصات التواصل عن اختيار الممثلين والقضية التى يناقشها، حاورنا الكاتبة سمر طاهر، فى حوار خاص لـ «الشروق».

> ما هو سبب اختيارك لموضوع المسلسل؟

ــ موضوع المسلسل عن السوشال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها، وهو موضوع الساعة، وتناقشت مع المخرجة قبل الكتابة، وقد كانت مشغولة بفكرة المكسب السريع من السوشيال ميديا على وجه التحديد وتريد أن تقدمه على الشاشة، وبعد مناقشات مثمرة بدأت بالفعل فى كتابة الشخصيات وخلق العالم الخاص بعائلة شيماء، وكنت حريصة على بناء شخصيات قوية لتساعدنى على كتابة الحدوتة وتفاصيلها، بحيث تكون الحكاية التى أكتبها صادقة، بمعنى أن تكون قصة واقعية، وأيضا تحمل المتعة، فالدراما لا يمكن أن تنجح بدون متعة، وهى خلطة المسلسل المميزة من وجهة نظرى.

> ما هى التفاصيل الدرامية التى حرصتِ عليها فى كتابة الشخصيات، خاصة أن هناك أعمالا كثيرة تناولت الموضوع ووقعت فى فخ الوعظ والخطاب المباشر؟

ــ حرصت على أن تكون القصة عن البشر، والسوشيال ميديا مجرد عنصر من العناصر وليس بطل القصة، بل البطل هم الأشخاص الذين يعيشون حولنا، فكلنا كبشر لدينا احتياجات، من أهمها الحاجة للتقدير والحب، وأن يرانا الآخرون، ويكون لنا صوت مؤثر.

وأهم عناصر الصدق فى الكتابة بالنسبة لى أن أكون، كمؤلفة، مدركة لتاريخ كل شخصية واحتياجاتها وأيضا دوافعها ومخاوفها، بحيث كل شخصية تكون مميزة ومختلفة، شيماء تختلف عن نسمة، وتختلف عن آمال الشقيقة الكبرى، حتى معاملة الأم والأب لكل بنت مختلفة، ومن هنا يتم خلق الصراع فى قصة تلك العائلة المصرية البسيطة.

كنت حريصة على أن أبتعد عن الموعظة، فليس هناك خطأ أو صواب مطلق، وأيضا أنا لا أدين السوشيال ميديا ولا أدين الفتيات، بالعكس أتفهم دوافعهم، والسوشيال ميديا أو وسائل التواصل لا غنى عنها، مثلها مثل كل وسائط الإعلام، والمنع ليس حلا، فالرجوع للخلف مستحيل، وكلها وسائل للتعبير وهذا شىء جيد، يجب فقط ترشيد استخدامها، وكنت أريد من خلال المسلسل أن ألقى الضوء على التحيز الذى يقع ضد الفتيات بالذات، وخاصة من الطبقات المهمشة، فاللوم دائما عليهن، بينما يتجاوز المجتمع عن أخطاء أطراف أخرى وفئات أخرى، فالتحيز المجتمعى واضح ضد الفتيات بالمقارنة بأى خطأ يقوم به الشباب من الذكور، وآن الأوان لتقليل هذا التحيز والتنميط.

> هل كان يقلقك المقارنة مع أعمال أخرى تناولت تأثير السوشيال ميديا، مثل بيت الروبى؟

ــ لم أقلق من المقارنة بأعمال أخرى، لأنه يمكن لأكثر من عمل أن يتناول تيمة الحب أو الخيانة أو علاقة الأشقاء أو السوشيال ميديا، لكن كل عمل يكون له «خلطة» أو «طبخة» بمقادير مختلفة، وكل قصصنا كبشر فى النهاية تتشابه وتتقاطع بشكل أو بآخر، لكن التفاصيل مختلفة، وهذا ما يميز كل عمل عن الآخر، ولم يكن يهمنى وقت الكتابة سوى عنصر الصدق، وأن أحب الشخصيات وأتعاطف معها بالفعل، وأخلق مساحات رمادية، بعيدا عن الأسود والأبيض، وعندما يحب الكاتب شخصياته، يحبها المشاهد، كذلك عندما يحب المخرج الممثلين، يقدمهم بأفضل شكل على الشاشة، وهذا هو ما حدث فى المسلسل.

> ماذا عن مرحلة اختيار الممثلين وتسكين الأدوار؟

ــ بالنسبة للممثلين، كنت أحيانا أتخيل ممثلا معينا عند كتابتى للشخصية، وكنت أشارك المخرجة الرأى، ونتناقش ونختار الأصلح، لكن الرأى النهائى بالنسبة للممثلين هو مسئولية مخرج العمل بالطبع، وأنا سعيدة جدا بكل الممثلين وكل فريق العمل فقد أبدعوا للغاية فى تجسيد كل الأدوار، وقامت المخرجة بدور مهم وكبير فى توجيههم للخروج بنتائج رائعة.

> هل كان لديك قلق عدم تحقيق العمل مشاهدة مرتفعة بسبب وجوده فى موسم مزدحم بالمسلسلات؟

ــ لم أكن متخوفة من زحام المسلسلات، فكل عمل له جمهوره، وقلت وقتها، لو لم يتاح له فرصة جيدة للمشاهدة، سيتم تعويض ذلك بعد رمضان، لأنه خلال هذا الشهر يكون بالفعل هناك تخمة درامية، لكن المفاجأة حدثت وتمت مشاهدته بشكل جيد جدا عند العرض، وبالنسبة لآراء النقاد والمشاهدين أسمعها بحذر، وأرحب بكل أصوات النقد فهى مفيدة للكاتب جدا.

> نلاحظ فى أسلوبك ككاتبة اهتمام بالقضايا المتعلقة بالمرأة، هل هو منهج تتبعيه ككاتبة؟

ــ دائما أنا مشغولة بقضايا المرأة فى كل الأعمال الدرامية والأدبية أيضا، لأنى مقتنعة أنه ما زال هناك تحيز ضد النساء فى مجتمعاتنا، وأتمنى أن أعبر عن ذلك وأُسهم فى تغييره، حتى كتب الأطفال والروايات التى أقدمها أحاول فيها أن أعالج التنميط ضد النساء والفتيات، فهذا هو دورى، لكن أحرص أن أفعل ذلك بطريقة ناعمة وصادقة بعيدا عن «الصوت العالى» أو النبرات الحادة.

> ما هى مشاريعك القادمة؟

ــ أحلم أن يتم تحويل سيناريو فيلم «النزيل» الذى حصد جائزة ساويرس الثقافية فى العام قبل الماضى إلى فيلم سينمائى، لأنه من أهم السيناريوهات بالنسبة لى وهو سيناريو استغرق وقتا وجهدا كبيرا، فقد نسجته بحب، وأتمنى أن أشاهده فى وقت قريب بأفضل شكل ممكن، على الشاشة الفضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *