أخبار الفن

شخصيات درامية لا تنسى (2).. علي البدري.. الحالم المهزوم بصياغة أسامة أنور عكاشة في ليالي الحلمية

نبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان مجموعة جديدة من الحلقات، التي تركز على شخصيات درامية شهيرة مثل “إبراهيم الطاير وسليم البدري وأبو العلا البشري وغيرهم”، وهي شخصيات تركت بصمة في ذهن الجمهور على مدار سنوات من التألق الدرامي الذي عاشته مصر منذ بداية التلفزيون المصري، وحتى الآن مازالت هذه الشخصيات يتردد ذكرها ضمن حالة النوستالجيا، والتقدير الكبيرة للمسلسلات التي صنعها أسطوات الدراما التلفزيونية، وأصبح لها مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي للحديث عنها وعن شخوصها وصُناعها.

ونعود في هذه الحلقة بالزمن إلى نهاية الثمانينيات، وتحديدا عام 1989، عندما انطلق عرض الجزء الثاني من مسلسل ليالي الحلمية، وظهرت شخصيات جديدة في دراما المسلسل الذي حقق نجاحا ضخما عندما عرض الجزء الأول منه عام 1987، وتعد شخصيات الحلمية من أكثر الشخصيات الدرامية شهرة في التلفزيون المصري، الجمهور مازال يتذكر سليمان البدري وسليمان غانم ونازك السلحدار وطه السماحي وسماسم وغيرهم، ولكن اختيار حلقة اليوم للحديث عن شخصية علي البدري.

* علي البدري.. من الطموح إلى الهزيمة ثم التوحش

جسد شخصية علي البدري الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، وهو واحد من أبرز ممثلين الدراما المصرية، وظهرت الشخصية في الجزء الثاني من المسلسل واستمرت حتى الجزء الأخير الذي كتبه أسامة أنور عكاشة، حيث دارت الأحداث في الجزء الأول حول سليم البدري (والده) ونازك السلحدار (زوجة أبيه) وسليمان غانم، منافس والده.

مسلسل ليالي الحلمية تدور أحداثه بداية من عصر الملك فاروق مروراً بأحداث ثورة يوليو 1952 ثم الأحداث السياسية المهمة التي وقعت، سواء حرب أكتوبر أو الاستنزاف أو هزيمة يونيو 1967، وأيضا يعكس المسلسل تأثيرات القرارات السياسية وتحولات السلطة على طبقات مختلفة من الشعب، المسلسل يضم عدد كبير من الممثلين ويجسد طبقات مختلفة من المجتمع المصري، والمسلسل من إخراج إسماعيل عبد الحافظ.

علي البدري هو شخصية محورية في المسلسل، تاريخ الشخصية الذي رسمه أسامة أنور عكاشة، مليء بالتقلبات والتفاصيل التي أسست لتحولاته فيما بعد، وتعد شخصية علي تحديدا رمزا للجيل الذي نمى فكره على ثورة يوليو وآمن بكل مبادئها ثم حدثت له الصدمة الكبرى مع الهزائم السياسية التي وقعت فيما بعد، وكأن عكاشة يجسد جزء من روحه في هذه الشخصية، ليس على مستوى الأفكار فقط وإنما أيضاً العاطفة.

شخصية علي هي جزء من شخصيات عكاشة التي عبر فيها عن مآسي الحب وتقلباته وآلامه، حيث شكلت ثنائية علي وزهرة واحدة من أبرز قصص الحب (غير المكتملة) الحزينة لدى عكاشة في مجمل أعماله.

ويجسد علي في مرحلة الشباب الطموح والإيمان بمبادئ الثورة، ثم يكون الوعاء المناسب الذي يعبر به عكاشة في الأجزاء التالية عن التحولات السياسية وأثرها على المواطن العادي، فيتحول علي من الطموح إلى الإنكسار ثم الشراسة، عندما يكون واجهة لمجموعة شركات البدري ومديرها الأول، وحينها يدخل إلى عباءة الانفتاح الاقتصادي الذي يسود في عصر الرئيس السادات.

ورغم كل التقلبات فهو متمسك بحبه لمصر، ويظهر هذا الحب في حوار بديع من تأليف عكاشة يدور بين علي وشقيقه عادل البدري، يقول فيه: “مصر هتفضل يا عادل سواء بعلي البدري أو من غير علي البدري، مصر هتفضل باللي زي جلال شهاب وناجي السماحي الله يرحمه، مصر هتفضل رغم السوس اللي بينخر في عضمها، ده سر بلدنا يا عادل برا القوانين الاقتصادية ومنطق الأمور كلها، المتنبي له بيت شعر من قرون طويله كتبه عن مصر تحسه بيوصف مصر دلوقتي: نامت نواطير مصر عن ثعالبها.. فما بشمن، وما تفنى العناقيد”.

أقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *