أخبار مصر

شروط وضوابط الاعتكاف السليم في العشر الأواخر من رمضان

يفضل كثير من المسلمين الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتفرغ في المساجد للعبادة وترك المنزل، وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس فرضا.

– فضل العشر الأواخر من رمضان

قالت دار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى اغتنام الوقت والانتفاع بمواسم الخير، مشيرة إلى أنه من أعظم هذه المواسم العشر الأواخر من رمضان.

وأشارت الإفتاء إلى أن هذه الليالي يتخللها نفحات الرحمن بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وفيها ليلة مباركة أنزل فيها القرآن، وهي ليلة القدر ذات الفضل العظيم.

– شروط الاعتكاف السليم في العشر الأواخر

قال الدكتور شوقي علَّام مفتي الجمهورية، إن الاعتكاف سُنة للرجال والنساء ولا يكون إلَّا في المسجد؛ لأن العكوف أُضيف إلى المساجدِ لأنها من شرطه، ولا يجوز الاعتكاف في البيوت؛ لافتقاد ركن المسجدية فيه.

وأشار في برنامج “اسأل المفتي” مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، هذا الشهر، إلى أن الاعتكاف سُنة وليس فرضًا، معبرا “تاركه لا وزر عليه”.

وأكد الدكتور شوقي علام أن المسلم يأثم إن عطَّل الاعتكاف واجبًا أو أهمل فرض، معبرا “على الإنسان أن يعبد ربه كما يريد الله لا كما يريد هو، فلا يسوغ له أن يُقَدِّم المستحبات على الواجبات، ولا أن يجعل السنن تُكَأَةً لترك الفرائض”.

ولفت إلى أنه لم يَرِد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة كانوا يتركون فيه أعمالهم وأمور معاشهم للتفرغ للعبادة، سواء الصيام أو القيام أو الاعتكاف، بل يجمعون بين ذلك في توازن وانسجام وفق نظام مُحكم يضمن أداء العبد ما افترضه الله تعالى من عبادات، واستقرار العمل واستمرار الإنتاج وسلامته بطريقة وسطى لا إفراط فيها ولا تفريط.

وأوضح أن مشروعية الاعتكاف في المسجد للرجال والنساء ليس معناه خروج الرجل أو المرأة من البيت وإهمال الأسرة للاعتكاف في المساجد المخصصة، فهذا بلا شك تضييع للأسرة ومخالفة صريحة لواجباتها، مشددا على ضرورة اتباع التعليمات المقررة بخصوص الاعتكاف؛ لأن مخالفتها تعتبر مخالفة للشرع.

وأعلنت وزارة الأوقاف شروط وتعليمات إقامة سنة الاعتكاف في رمضان لعام 1445 هجرياً بنفس ضوابط العام الماضي وهي..

1 – مراعاة حرمة المسجد وقدسيته ونظافته

2 – تحقيق الهدف من الاعتكاف بإحياء الأيام والليالي بكثرة الصلاة وقيام الليل وأداء صلاة التهجد والذكر والدعاء وقراءة القرآن وسماع دروس العلم.

3 – أداء أي دروس أو خواطر دعوية هي عملية حصرية فقط لإمام المسجد أو من تكلفه الأوقاف بذلك بخطاب رسمي مكتوب وموجه لإمام المسجد.

4 – يحظر تماما تصوير المعتكفين أو بث أي صور لهم احتراما للخصوصية الشخصية.

5 – يمنع منعا باتا توزيع أي كتب أو إصدارات أو مجلات أو مطويات أو خلافه أثناء الاعتكاف.

6 – يقتصر استخدام الهاتف على الضرورة القصوى تحقيقًا لمقصد الاعتكاف فى التفرغ للطاعة والعبادة.

7 – على من يرغب في الاعتكاف تسجيل اسمه لدى إمام المسجد.

8 – تكون أولوية الاعتكاف لرواد المسجد وأبناء المنطقة والحي المحيط بالمسجد، مع مراعاة اولوية التسجل.

9 – على إمام المسجد مراعاة سعة المكان للمعتكفين بما يوفر لهم الجو المناسب للاعتكاف.

10 – على جميع المفتشين ومديري الإدارات والمديريات متابعة كل شئون الاعتكاف.

– الأفعال المستحبة خلال العشر الأواخر

بالإضافة للاعتكاف الذي هو سنة وليس فرض، حثت دار الإفتاء على اغتنام العشر الأواخر من رمضان بقراءة القرآن والذكر والصلاة، وألا ينشغلوا عنها بفضول الدنيا.

واردفت الإفتاء أن فضل العشر الأواخر يجلب نفحات خير من الله تسعد الإنسان في الدنيا والآخرة، مستشهدة بحديث السيدة عَائِشَة رضي الله عنها عندما قالت: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ”.

وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عبر موقع دار الإفتاء، إن المراد في الشريعة الإسلامية بإحياء الليلة هو قيامها وطاعة الله فيها.

وذكر شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في تفسيره: “أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله”.

وبناءً على ذلك خلصت الإفتاء إلى أن الليالي التي نص العلماء على استحباب إحيائها هي ليلة القدر، وليلة عيد الفطر، وليلة عيد الأضحى، وليالي العشر من ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، ونصف شعبان، وعرفة، والجمعة، وأول ليلة من رجب.

إلى ذلك فإنه يستحب إخراج الزكاة خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم، حيث اتفق العلماء على أنه من الواجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها لما بعد صلاة العيد، ولا مانع من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.

وبحسب قول العلماء، يجوز إخراج زكاة الفطر منذ اليوم الأول لرمضان وحتى ليلة العيد، ولكن يستحب أن يكون أول وقت لإخراج الزكاة هو ليلة 28؛ لأن الشهر يكون 29 يوما وأحيانا 30، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجونها قبل العيد بيوم أو يومين.

وورد عن ابن عمر عُمَرَ رضي الله عنهما: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ”.

وحددت دار الإفتاء المصرية، يوم الأربعاء الماضي، قيمة زكاة عيد الفطر للعام الحالي بحد أدنى 35 جنيها، بزيادة طفيفة عن العام الماضي بلغت 5 جنيهات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *