المحافظات

بالصور.. تفاصيل غلق محطة وقود بعد إصابة 35 شخصا باختناق لاستنشاقهم غازات صادرة عنها.. أهالى قرية شرف بالبحيرة يطالبون بمحاسبة المسئولين عن الكارثة.. ووقف تفريغ مخلفات المواد البترولية بمصرف الخيرى

 

قرر الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة إغلاق محطة وقود بدون ترخيص بقرية شرف التابعة لمركز المحمودية، وذلك على خلفية إصابة 35 شخصًا باختناق لاستنشاقهم غازات ناتجة عن مخلفات مواد بترولية صادرة عن المحطة.

الأهالى أمام المحطة بعد غلقها

الأهالى أمام المحطة بعد غلقها

وشهدت قريتى شرف وصابر العقارى حالة من الارتباك الشديد، وتجمع عدد من أهالى القرية أمام محطة وقود على خلفية إصابة 35 شخصًا باختناق لاستنشاقهم غازات مجهولة صادرة عن مخلفات مواد بترولية.

جانب من أهالى قرية شرف

جانب من أهالى قرية شرف

وانتقلت القيادات الأمنية برئاسة اللواء علاء الدين شوقى مساعد وزير الداخلية لأمن البحيرة إلى مكان الواقعة، وبالفحص تبين إصابة 35 من أهالى القريتين باختناق، وتم نقلهم إلى مستشفى المحمودية العام لإسعافهم، فيما تجمع العشرات من أهالى المصابين أمام محطة وقود ملك “باسم ف أ”، ومقيم بقرية أريمون دائرة المركز، وقاموا بضبط السيارة رقم 8196 ب ل ر / 3625 ب م ر ” فنطاس ” قيادة “السيد ا ح ” سائق ومقيم بذات العنوان (ملك شقيق مالك المحطة)، لقيام قائدها بتفريغ حمولة مخلفات مواد بتروليه “ذات رائحة نفاذة” بمصرف الخيرى أمام القرية.

محرر اليوم السابع يستمع لأراء الأهالى

محرر اليوم السابع يستمع لأراء الأهالى

وبسؤال قائد السيارة، قال إنه نقل مخلفات مواد بترولية من إحدى شركات البترول بالعامرية لتفريغها بمنطقة برج العرب بالإسكندرية، لكنه قام بتفريغها بالمصرف المشار إليه، فيما اعترف مالك المحطة بمضمون ما تقدم وتم إخطار الإدارة الصحية والوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية لاتخاذ شئونهما.

تجمع الأهالى

تجمع الأهالى

وباشرت التحقيقات نيابة المحمودية برئاسة المستشار على حسن رئيس النيابة الكلية بإشراف المستشار عبد العزيز عليوة المحامى العام الأول لنيابات شمال دمنهور، واستمعت لأقول إسلام شرف وأحمد أبو سماحة المحاميان، وأضاف الأخير إن نجليه تضررا من الرائحة الكريهة، ما سبب لهم اختناق وضيق بالتنفس.

جانب من تلوث مصرف الخيرى

جانب من تلوث مصرف الخيرى

فى البداية يقول إسلام شرف المحامى لـ”اليوم السابع”، أنه “لابد من محاسبة المسئولين عن هذه الكارثة، والذين عرضوا أرواح المواطنين للخطر، فمن الوهلة الأولى وبمجرد أن ترى صور التلوث بمصرف الخيرى التابعة لمركز المحمودية ، يبدو لك الأمر أن أزمة هذا المصرف لن تحل أبدًا، وتتفاقم تلك الظاهرة فى ظل عدم وجود وسيلة محددة من قبل المسئولين بمحافظة البحيرة لمواجهة تلك الكارثة، والتى تعد سرطانًا ينهش فى أجساد أهالى القرية، الذين يعانون من تلوث مصرف الخيرى، خاصة بعد تفريغ حمولة مخلفات مواد بترولية، ذات رائحة نفاذة، به أمام قرية شرف”، لافتًا إلى أن هذه المرة ليست الأولى التى يقوم فيها هؤلاء بتفريغ حمولات مخلفات بترولية فى مصرف الخيرى”.

براميل مخلفات المواد البترولية

براميل مخلفات المواد البترولية

وأضاف شرف، أن هناك أكثر من 250 ألف فدان تروى أراضيها بمياه الصرف الصحى من المصرف الخيرى الممتد لمسافة حوالى 45 كيلو مترًا، والواقع بمراكز دمنهور وأبوحمص والمحمودية وإدكو ورشيد، موضحًا إنه المصب الرئيسى لمحطات الصرف الصحى بهذه المراكز.

ومن جانبه، أكد أحمد أبو سماحة المحامى، أن ما حدث فجر اليوم يعد كارثة بيئية بكل ما تحمله الكلمة من معان، ويتعين على الدولة سرعة التحرك لمواجهة هذه الكارثة، خاصًة وأن مصرف الخيرى يعد مصدر رئيسى لرى عشرات الآلاف من الأفدنة، مضيفًا إن مشكلة مصارف الصرف ليست على مستوى دمنهور فقط أو غيرها بل هى مشكلة عامة بمصر بالكامل، وتكمن خطورة هذه المشكلة فى أنها تؤثر بكل الجوانب وليس الجانب البيئى أو الصحى فقط فعلاوة على التلوث وانتشار الأمراض فهى تمثل عائق زراعى، خاصة أن هذه المصارف لازمة للزراعة مثل الرى تمامًا وأكثر.

وأضاف أبو سماحة لـ”اليوم السابع”، أنه نظرًا لتأخر منظومة الصرف الصحى فى البحيرة، أصبحت مصارف الصرف هى المصدر الوحيد للصرف الصحى، ففى كل القرى وبعض البلاد الكبرى فى المحافظة يصرف الصرف الصحى بالكامل فى هذه المصارف، ما يؤثر على الزراعة فى المقام الأول، وعلى الصحة العامة والبيئة من جانب آخر، وهذه الظاهرة سببها إهمال إنشاء محطات الصرف الصحى، فلم يجد المواطن البحراوى جهة رسمية تقف بجانبه وتحل تلك المشكلة، والحل فى هذه المشكلة يتمثل فى التوسع فى إنشاء محطات الصرف الصحى ومراقبة مثل هؤلاء الذين يفرغون حمولات مخلفات المواد البترولية فى المصارف.

وقال هشام مرسى شرف، أحد الأهالى، إن ما حدث يدق ناقوس الخطر لمصرف الخيرى الذى تحول بالفعل إلى بؤرة خطيرة ومصدر للتلوث، لافتًا إلى أن ضفتى مصرف الخيرى تحول إلى مقلب للقمامة والقاذورات، مضيفًا “بالرغم من تلوث مياه مصرف الخيرى إلا أنه يضطر الآلاف من المزارعين من أهالى القرى التى يمر بها المصرف لرى حقولهم من مياه الصرف الصحى لنقص مياه الرى فى الترع ما يعرض حياتهم للخطر ويجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، وما زاد الطين بلة هو قيام هؤلاء المواطنين بتفريغ حمولة مخلفات مواد بتروليه ذات رائحة نفاذة بالمصرف”.

ويقول عبد الهادى الدمنهورى، أن المصرف تحول بالفعل إلى بؤرة خطيرة ومصدر للتلوث، لافتًا إلى أن ضفتى مصرف الخيرى تحولت إلى مقالب للقمامة والقاذورات، مشيرًا إلى أن استمرار تواجد هذا المصرف يعرض حياتهم للخطر ويجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة.

وأوضح محمود على العداوى أنه وللأسف الشديد مواسير مياه الشرب تمر خلال هذا المصرف وأحيانًا يحدث عطل بها أو ثقب أو أى أعمال تخريبية بفعل فاعل مثل التى حدثت منذ فترة قريبة فتخشى أن تحدث كارثة وتختلط مياه المجارى بمياه الشرب.

وطالب العداوى المسئولين بالبحيرة بأن يتقوا الله فى أهالى قرى مراكز المحمودية وأبو حمص ودمنهورخاصة قرية شرف وسرعة إزالة التلوث بهذا المصرف حفاظًا على الصحة العامة لآلاف المواطنين من أهالى القرية.

ومن جانبه قال النائب محمد عبد الله زين الدين عضو مجلس النواب بالبحيرة، إن مصرف الخيرى تحول إلى بؤرة خطيرة للتلوث بسبب قيام العديد من القرى بإلقاء مياه صرفها الصحى الملوثة فيه، ورغم ذلك لا يزال مصدر الرى الوحيد لآلاف الأفدنة من الأراضى التى تزرع بالخضراوات فى المحافظة.

وحذر النائب محمد زين الدين من خطورة المياه غير المعالجة على الزراعات، الأمر الذى يؤثر بالسلب على خصوبة الأراضى الزراعية بسبب تراكم العناصر الثقيلة، مطالبًا بإنشاء وحدات معالجة ثلاثية على المياه الداخلة على المصرف الخيرى المغذى لبحيرة إدكو، حماية للأراضى الزراعية التى يتم ريها من هذا المصرف الملوث، وحفاظًا على أرواح المواطنين من الأمراض المزمنة، وحماية للثروة السمكية داخل البحيرة، مضيفًا إن “هذه التلوثات تتسبب فى نفوق عشرات الأطنان من الأسماك، وهذا إهدار للمال العام، ولابد من إجراء تحقيقات موسعة وتشكيل لجان فنية لوضع تقرير بهذه الكارثة حتى يتثنى للدولة حل هذه المشكلة المزمنة، حيث سبق للرئيس عبد الفتاح السيسي التنبية على تنمية بحيرات مصر، وأرجو أن تكون بحيرة إدكو على رأس هذه البحيرات لما لها من أهمية، حيث تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحيرة، وهذا الربط هو رحلة الأسماك لحدوث التكاثر الأمر الذى يتطلب الحفاظ عليها بجدية للحفاظ على هذه الأنواع من الأسماك، والتى قاربت على الإندثار بسبب التلوث، ونتمنى أن تصبح بحيرة إدكو مثل بحيرة البرلس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *