الأدب

فى ندوة “إعداد المترجم”.. محمد عنانى : آن الأوان أن يشترط إجادة اللغة العربية للإلتحاق بقسم اللغة الإنجليزية

 

كتبت-د.هويداالشريف

تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس، ندوة بعنوان “إعداد المترجم”، نظمتها لجنة الترجمة بالمجلس، بالتعاون مع المركز القومى للترجمة، أمس الأحد، بمقر المركز فى ساحة دار الأوبرا .
أدار الندوة الدكتور أنور مغيث، عضو لجنة الترجمة بالمجلس ورئيس المركز القومى للترجمة، الذى بدأها بالتأكيد على أن الترجمة نشاط يزداد أهميته دائما ، واذا احتجنا إليه من قبل فالآن نحن أشد احتياجا له، كما أكد أن الترجمة تحتاج لثقافة ومعرفة وقبلهما إرادة.
وتحدثت الدكتورة نادية جمال الدين، عضو لجنة الترجمة وأستاذ الأدب الإسبانى ورئيس قسم اللغة الأسبانية بكلية الألسن جامعة عين شمس ،عن العوامل التى يقوم عليها المترجم الجيد، وقالت إن من أهم مقومات المترجم الجيد بالإضافة إلى إتقان اللغة الأجنبية لابد من إتقان اللغة الأم واكتساب حب القراءة، والعقلية النقدية التى تتشكل عبر إعمال العقل، والقدرة على التأمل، وأنه يفترض فى المرحلة الجامعية أن تنمو هذه المهارات الأكثر تخصصا، وأشارت إلى أن المترجمين يعتبروا ثروة قومية، ويجب أن يكون مترجم النص الإبداعى قارئ جيد وناقدا قبل أن يكون مترجم، وأن يتمتع بالقدرة على التخيل مثل المبدع حتى يلين له النص ويفصح له، ولا يستغل قدرته على الترجمة فى تغيير الترجمة ، وعدم الحديث عن مترجم آخر بشكل سئ، واقترحت انشاء أكاديمية تتولى إعداد المترجم من خلال أساتذة لهم دراسات ثرية عبر ورش عمل ولقاءات، وتنفيذ أعمال بحثية عبر فرق لمبدعين عرب وأجانب، وأن تتولى الأكاديمية عمل دراسات لترجمات سابقة، وفى النهاية أكدت أن نجاح عملية الترجمة لا يعتمد فقط على المترجم بل على متلقى الترجمة ايضا ونضجه وثقافته .
وعن المركز القومى للترجمة، تحدث مقرر اللجنة الدكتور محمد حمدى إبراهيم، وقال إنه شهد ميلاده منذ أن كان مشروعا، وإنه واثق أن ربان السفينة قادر على أن يمضى بها فى أمان، وأكد على أهمية الدراسة حتى لو المترجم يملك الموهبة فلابد أن يثقل الموهبة بالدراسة، فالموهبة تموت بغير دراسة، وتحدث عن أهمية تفكيك النص حتى يتسنى للمترجم تركيبه، ويجب ألا يتعجل المترجم الأمر حتى يصل للترتيب الصحيح، وإذا زاد طول جملة فى الترجمة أكثر أو أقل من اللازم فقدت جمالها، واللفظة لها مفهوم دلالى ومفهوم نجده من السياق، وقال يظن البعض ان معرفة اللغة تكفى للترجمة ،لكن هناك صعوبة شديدة فى اثراء اللغة وتوصيل الصورة.
ثم تحدث الدكتور محمد عنانى، عضو لجنة الترجمة وأستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة القاهرة، عن المترجم رفاعة الطهطاوى وكيف اتهمه محمد على أنه عدو الدولة لأنه يفتح عقول الناس على أشياء غريبة ونفاه الى السودان، وتحدث أيضا عن مارتن لوثر الذى علق على باب الكنيسة ٩٥ سؤال وترجم الكتاب المقدس من اليونانية الأصلية إلى الألمانية المعاصرة، وكان هدفه أن الفلاح وراء المحراب من حقه أن يقرأ الكتاب المقدس، وتساءل هل يختلف إعداد المترجم عن إعداد دارس اللغة، أجاب بالطبع كل المتخصصين بعلوم اللغة لم يخرج من بينهم مترجم جيد، وتحدث عن إقحام بعض الكلمات الأجنبية فى سياق الحديث، وقال استشرى هذا المرض خاصة بين خريجى المدارس الأجنبية، وقال منهجى اسمه إعداد المترجم مع اعتبار المترجم حاصل فى البداية على شهادة جامعية، أى يعرف فى البداية اللغة العربية، فقد آن الأوان أن تكون إجادة اللغة العربية شرطا للإلتحاق بقسم اللغة الإنجليزية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *