هناء السيد
في السنوات الأخيرة تردد ت كلمة العنف في المجتمع العربي، حيث أصبحت من أكثر الكلمات تداولاً في الاعلام، كما ارتبطت بكثير من الأحداث والظواهر مثل العنف الأسري، والتطرف، والارهاب.. وغيرها. وقد ازدهرت الدراسات التي تناولت موضوع العنف وأشكاله المختلفة، ومنها العنف المستند على تيارات دينية متطرفة (فيما يسمى بالعنف الديني)، والعنف الأسري، والعنف الموجه ضد المرأة أو الطفل.
وتعد ظاهرة العنف الأسري مشكلة اجتماعية، وأخلاقية بالدرجة الأولى، تؤثر بالمجتمع وتتأثر به، فالأسرة نواة المجتمع وركيزته الأساسية، لذا فإن أي تهديد سيوجه نحوهـا – مـن خـلال العنـف الأسـري- سـيقود بالنهايـة، إلـى تهديـد كيـان المجتمـع بأسـره، لذا حرصـت المؤسـسات المجتمعيـة علـى الاهتمـام بـالعنف الأسـري، ودراسـة أسـبابه والـدوافع المؤديـة لـه، وسـبل الوقايـة منـه، وبرزت العديد من المبادرات والبرامج الحكومية والأهلية الخاصة بمكافحة هذه الظاهرة والوقاية منها.
والعنف ضد المرأة هو جزأ لا يتجزأ من ملف العنف العام، وإن كانت له خصوصيته. إذ ان تكلفة العنف ضد المرأة لا تقع على المرأة الضحية فحسب، انما تقع بالمثل على المجتمع بأسره الذي يُحرم من المشاركة السوية الكاملة لنصف القوة الفاعلة فيه ألا وهي المرأة.
وللأسف، شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة تزايد وتيرة العنف ضد المرأة نتيجة لظروف عدم الاستقرار في عدد من الدول العربية؛ فقد مثلت أزمة اللجوء والنزوح، التي شهدتها المنطقة العربية نتيجة نشوء نزاعات مسلحة في بعض البلدان، واحدة من أكبر المآسي التي شهدتها الانسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع ما يتعرض له الملايين من الرجال والنساء والأطفال من تشريد وتهجير وعنف، وغيرها من التحديات التي واجهتها الأسرة العربية اللاجئة/ النازحة، كتغيير تركيب الأسرة، وتغير الأدوار داخلها، مع زيادة عدد الوفيات وضعف الوصول إلى الخدمات الأساسية، وزيادة العنف ضد النساء، وانتشار بعض الممارسات السلبية كالزواج المبكر، ما أدى إلى مضاعفة العنف الذي تواجهه المرأة، أولى ضحايا تلك الأزمة وبامتياز.
وتأتي ورشة العمل التي تعقدها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع المندوبية الدائمة للجمهورية اليمنية لدى جامعة الدول العربية ، لإلقاء مزيد من الضوء على ظاهرة العنف الأسري واتاحة الفرصة لتبادل الخبرات العربية والدولية ذات الصلة، بهدف استخلاص الدروس المستفادة، والاسترشاد بالتجارب الناجحة في تناول قضايا العنف الأسري والتعرف على برامج الدعم والتأهيل المختلفة، حيث تناقش الورشة الجهود العربية لمكافحة هذه الظاهرة، مع عرض للتجارب الدولية– التجربة الكندية نموذجًا
وتستهدف الورشة المسؤولين المختصين في رسم السياسات الاجتماعية، والمعنيين بقضايا المرأة، وقضايا اللاجئين والنازحين وكذا العاملين في مجالات الخدمات الاجتماعية وضباط الشرطة العاملين في مجال حماية الأسرة، ومختلف الأطراف المعنية بمجال حقوق الأسرة من قضاة ووكلاء نيابة ومحامين، وصحفيين واعلاميين ومنظمات مجتمع مدني..
تتناول محاور مناقشات الورشة
أولا:- الجهود العربية ذات الصلة بمكافحة العنف الأسري
يتناول هذا المحور عرض للخبرات العربية في مجال العنف الأسري، وجهود مكافحة العنف ضد المرأة، وجهود دعم اللاجئة والنازحة لحمايتها من العنف. مع استعراض نماذج للأطر القانونية والتشريعية التي تمت صياغتها وطنيًا في هذا الشأن.
ثانيا:- الخبرات الدولية – التجربة الكندية نموذجا
يتناول هذا المحور التعريف بالتجربة الكندية كواحدة من التجارب العالمية القائمة في هذا المجال، حيث سيتم استعراض تجربة مركز المسلم للدعم الاجتماعي والاندماج بكندا، في محاولة لفهم السياقات الفكرية للتوجهات الدولية بشأن ظاهرة العنف الأسري.
ثالثا:- سبل تعظيم الاستفادة من التجارب المتبادلة في مجال مكافحة العنف الأسري
وتتأسس مناقشات هذا المحور على نتائج مناقشات المحورين السابقين، لإيضاح المشتركات والفوارق بين الخبرات العربية والخبرات الدولية، وأهم الدروس المستفادة.
تتضمن ورشه العمل
كلمة منظمة المرأة العربية
كلمة المندوبية الدائمة للجمهورية اليمنية لدى جامعة الدول العربية
الجهود العربية ذات الصلة بمكافحة العنف الأسري والعنف ضد المرأة
المتحدثون:-
ة)/ ممثل المجلس القومي للمرأة: عرض الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة 2015- 2020
(ة)/ ممثل السفارة التونسية بالقاهرة: عرض الجهود الوطنية في مجال مكافحة العنف الأسري، والعنف ضد المرأة
)/ ممثل منظمة المرأة العربية: قراءة نقدية في استراتيجيات المرأة في مواجهة العنف، ما بين المأمول والواقع
الخبرات الدولية – التجربة الكندية نموذجا
المتحدثون:-
دكتور/ محمد باعبيد: الاستفادة من الخبرات الدولية – فرص وتحديات، (نظرة نقدية)
مناقشات
سبل تعظيم الاستفادة من التجارب المتبادلة
-عرض خلاصات المناقشات والدروس المستفادة
– توزيع شهادات المشاركة على الحضور
