آراء وتحليلات

حياة .. حياة جديدة

كتب الاستاذ /عادل رستم


المشروعات الكبرى تبدأ بفكرة او بحلم تبدأ بفرد او بمجموعة من الافراد .. حتى الشاعر وصفها بالخاطر ثم بالاحتمال حتى تصبح واقعا .. وفي التأصيل الديني نجد ان إحياء النفس له منزلة عظيمة عند الخالق سبحانه وتعالى ووصفها كأنما احيا الناس جميعا
ومن هنا وعبر ادوات التواصل الاجتماعي انطلقت فكرة إنشاء مستشفى حياة للأورام .. بدأت بنداء استغاثة عن ام تعاني من مرض السرطان تلقفها شخص جمع حوله مجموعة من الاصدقاء نمت فكرة انشاء مستشفى للأورام .. كان التاريخ في بدايات 2016 .. كانت سيناء وقتها تعاني من مشكلات كبرى وارهاب كاد يقضي على كل أمل في الحياة ..
ولما لا معظم الافكار الخلاقة تنبت من رحم المعاناة .. وكيف لا ونحن نتمسك بقشة لنثبت اننا مازلنا احياء .. واستمر النمو ولكنه مازال في رحم الفكرة .. حتى ظهر السنتمتر الاول باجتماع المؤسسين وكان الاختيار بمعايير منها الإيمان بالفكرة ثم القدرة على الاستمرارية ومن ثم تنوع الخبرات .. اجتمع حوالي خمسون مؤسسا وهو رقم كبير في عالم المؤسسات الاهلية ولكن ايضا كان الحلم كبيرا بمئات الملايين وباهداف تخلق مجتمعا حضاريا ينظر للواقع ويطير بخياله الى المستقبل

وفي نهايات مارس وافقت وزارة التضامن الاجتماعي على اشهار مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الانسانية اتبعتها خطوات غاية في الأهمية ترخيص جمع مال في البنوك وهو الاول من نوعه في شمال سيناء وبعدها منح صفة النفع العام للمؤسسة .
وبدأت الامور الاكثر صعوبة وهي الحصول على قطعة أرض تصلح للبناء .. تقدم للتبرع بها اكثر من عشرين متبرعا تم اختيار الانسب وهي على مساحة 30 الف كيلو متر .. وتحتاج الارض لترخيصها الى اجراءات وموافقات كثيرة اخذت منا جهدا ووقتا حتى كللت بموافقة مجلس الوزراء ..
ونتيجة للظروف الحالية .. وبرغم امكانية البدء بخطوات عملية لانشاء المستشفى .. الامر تأجل قليلا .
ان انشاء مستشفى حياة للاورام لا يعني فقط الهدف من المستشفى ..هناك الكثير يمكن تحقيقه بجانب ايجاد مصدر ومكان لعلاج المرضى يبدأ من حيث انتهي الاخرين .. بل يمكن تحقيق اهداف اخرى كثيىرة ياتي في مقدمتها ان المشروع يتواكب مع انشاء كلية الطب البشري بجامعة العريش . ثانيها خلق مجتمع حضاري حول المستشفى يحظى بالاهتمام ومد البنية الأساسية له .. الثالث دخول المجتمع المدني عصر المشروعات العملاقة مساندا وبقوة للدولة في توجهها في توفير العلاج المناسب والصحة لكل مواطنيها .. وضع سيناء بما تملكه من مقومات بيئية مناسبة في الخريطة العالمية للاستشفاء والعلاج .. دعوة للاستثمار القوي في المحافظة .. الاستفادة من وجود المستشفى في توفير فرص عمل وخدمات جديدة تزيد من الدخل العام للمحافظة واخيرا تقديم نموذج طيب للمجتمع المدني بتكاتفة وترابطه ان نجحت الفكرة ..
اليوم يحدونا امل كبير في ان نبدأ قريبا وبشكل عملي في تحويل الحلم الى واقع يرى بالعين المجرده في مدخل مدينة العريش مطلا على اجمل سواحل الدنيا محتضنا نخيلها مرددا مع نسائم هواها العليل ان لامستحيل …
عادل رستم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *