الأدب

اقرأ مع جواد على.. “المفصل فى تاريخ العرب” ما نعرفه عن البتراء

نواصل مع المفكر العربي الكبير جواد على (1907 – 1987) قراءة تاريخ العرب وأنسابهم  وعلاقاتهم  وذلك من خلال كتابه المهم “المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام”  وسؤال اليوم:

يقول جواد على  تحت عنوان (مدن النبط) و”بترا” “البتراء” “بطرا” “Petra”، هي عاصمة النبط القديمة، ومعنى “Petra” “بطرا” في العربية “الصخر”.

أما اسمها القديم فـ “هـ – سلع” “ها – سلع”، “Sela” = “Selah”، ويعني أيضًا “الصخر” لغة الأدوميين، وهى على خمسين ميلًا تقريبًا إلى الجنوب من البحر الميت، ولما افتتحها “أمصيا” “837-809 ق. م.” سماها “يقتئيل” أى “الخاضع لله”، وكانت عاصمة “أدوم”، وكانت من أشهر المدن في العالم القديم.

وقد ذكرها “ياقوت الحموي” في مادة “سلع”، فقال: “وسلع أيضًا حصن بوادى موسى عليه السلام بقرب بيت المقدس”، وتقع آثار المدينة وبقاياها اليوم في وادى موسى، ويسمى أيضًا “وادي السيق”، وقد عرف هذا الوادي بوادي موسى، لما زعم أن موسى ضرب الصخر بعصاه فشقه فجرى الماء من موضع العين إلى النهر، فسميت لذلك بعين موسى، وكان السيق مبلطًا، ولا تزال آثار التبليط باقية في بعض المواضع، وتجاه نهاية السيق هيكل منحوت في الصخر، يسمى “خزنة فرعون”، وداخل باب الهيكل دار، وعلى بعد “600” قدم تقريبًا من هذا الهيكل بقايا آثار مسرح عظيم منحوت في الصخر يتسع لنحو  أربعة آلاف إنسان.

ومن آثارها المهمة، الأثر المعروف باسم “خزنة فرعون”، وقوس النصر وهياكل وقبور عدة، بعضها على الطراز النبطي القديم، وبعضها متأثرة بالفن المصري الآشوري أو اليوناني أو الروماني.

وتشاهد في “بطرا” كتابات كثيرة، منها ما هو مؤرخ يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد، أكثرها كتابات نبطية من نوع الكتابات التي توضع على القبور، وبعضها لاتينية وأخرى يونانية.

ووجدت كتابة باليونانية دونها أسقف سكن معبدًا من معابد المدينة القديمة التي تعود إلى ما قبل الميلاد في حوالي سنة “447” للميلاد، كما وجدت كتابة لاتينية على قبر بني على النمط “الروماني” صاحبها ضابط روماني اسمه “سكستيوس فلورنتينوس” “Sextius Florentinus” لا يعلم زمانه على وجه الصحة، ويرى بعضهم أنه من أيام “هدريانوس” “Hadrianus” أو “أنطونيوس بيوس” “Antoninus.

وقد منحت “بطرا” درجة “Colonia” رومانية في أيام حكم الرومان كما يظهر ذلك من بعض النقود الرومانية التي عثر عليها.

ويرى بعض الباحثين أن ذلك كان في أيام حكم “Elagabalus” “218-222” للميلاد. ولكن هنالك من يعارض هذا الرأي من الباحثين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *