الأدب

الحلقة السابعة..”النبى والوطن”.. رده صلى الله عليه وسلم للودائع قبل هجرته

نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب” النبى والوطن” من الكتاب والسنة، وهو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد، لمؤلفه الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى.

مقامه صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى الله عز وجل:

مكث صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى الله عز وجل صابرا محتسبا، لم يرفع فيها عصا، ولا استل سيفا من غمده، ولم يخرج منها، برغم عظيم ما مر به من ابتلاءات، وكبير ما تعرض له من إيذاءات، وسخرية واتهامات، وحصار ومؤامرات، وفي ذلك حرص منه صلى الله عليه وسلم على هداية قومه، وأمل في إسلام أهل بلده، وبر بأهله وعشيرته الذين كان ينادي فيهم صلى الله عليه وسلم: قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.

رده صلى الله عليه وسلم للودائع والأمانات قبل هجرته إلى المدينة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم معروفا عند قومه بالصادق الأمين، وكان المشركون يضعون أنفس أماناتهم وما يخشون عليه ودائع عنده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، لثقتهم في أمانته وصدقه، فلما أراد صلى الله عليه وسلم الهجرة كان من عظيم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أن يرد الودائع إلى أهلها، وقد كلف بذلك علي بن أبي طالب رضى الله عنه.
عن عبدالرحمن بن عويم بن ساعدة، قال: حدثني رجال قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث في خروج النبي صلى الله عليه وسلم، قال فيه: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام علي بن أبي طالب رضى الله عنه ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم.

بدؤه صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد النبوي في المدينة ليكون منطلقا لرابطة الدولة المسلمة:

أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بناء المسجد النبوي فأرسل إلى ملإ من بني النجار، فقال: يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا. قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله.ثامنوني بحائطكم: أخبروني بثمن بستانكم.
وكان هذا المكان يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر، لسهيل وسهل غلامين يتيمين… ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد، ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنيانه…، ويقول:هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر..ويقول..اللهم إن الأجر أجر الاخره فارحم الأنصار والمهاجره فتم بناء المسجد الذي أضاءت أنواره للعالمين، وانطلقت من رحابه قوافل الهداة المهتدين.المربد: مكان لتخزين الثمار، طفق :بدأ، حمال خيبر: الثمار والتمور التي كانت تحمل من خيبر للمدينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *