الأدب

الفراعنة المحاربون.. الملك أمنمحات الأول أعاد مصر للمجد والثراء والرخاء

الفرعون أمنمحات الأول هو فرعون قادم من الجنوب المصرى العريق، وهو أول ملوك الأسرة الثانية عشرة التى تعتبر قمة مجد عصر الدولة الوسطى، الفترة الذهبية الثانية بعد عصر الأهرامات فى الدولة القديمة، وأغلب الظن أن هذا الملك كان الوزير أمنمحات الذى قاد حملة إلى منطقة وادى الحمامات في عهد سلفه مونتو حتب الرابع، والذي ربما كان شريكه في الحكم.

أمنمحات الأول (1)
أمنمحات الأول

 

وبحسب كتاب “الفراعنة المحاربون..  دبلوماسيون وعسكريون”، للدكتور حسين عبد البصير، لا ينتمي أمنمحات الأول إلى الدم الملكي،  وهناك عدد من الأعمال الأدبية التي تعتبر دعاية سياسية له لإضفاء الشرعية على فترة حكمه مثل “نبوءة نفرتى” و”تعاليم أمنمحات”، وتأثر فى العمارة بأهرامات الدولة القديمة خصوصًا أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة، وقام بنقل العاصمة من العاصمة القديمة طيبة (الأقصر الحالية) إلى “إثت تاوى” (أي القابضة على الأرضين) وتم دفنه فى هرمه في منطقة اللشت في الجيزة.

وقال الدكتور حسين عبد البصير، شهدت بدايات حكمه توترًا سياسيًا كبيرًا وصراعات عدة، وكانت هناك معارك بحرية قام بها أحد رجاله المدعو خنوم حتب الأول وأحرز فيها نصرًا مؤزرًا، وذكر هذا الموظف أن مصر قامت بحملات عسكرية عدة فى الشمال والجنوب من أجل استعادة هيبة الدولة وبسط السيادة على مناطق نفوذ وممتلكات مصر.

أمنمحات الأول (1)
أمنمحات الأول 

 

وأضاف كتاب “الفراعنة المحاربون..  دبلوماسيون وعسكريون”، قام الفرعون أمنمحات الأول بتدعيم أواصر حكمه والحفاظ على مؤسسات الدولة والعودة للدولة المركزية الأصيلة، واتخذ هذا الفرعون لقبًا مميزًا ضمن ألقابه الخمسة وهو “وحم مسو” بمعنى “معيد الميلاد أو النهضة” للأرض المصرية حيث قام بالعودة إلى أمجاد عصر الدولة القديمة حيث كانت الأهرامات العظيمة والمدارس الفنية العريقة.

 

غير أن أسوأ ما شهدته نهاية عهد هذا الفرعون هو تعرضه لمحاولة اغتيال أدت إلى مماته، ودليلنا على ذلك عملان أدبيان شهيران هما: تعاليم أمنمحات وقصة سنوهي، والنص الأول نصائح وجهها الملك الأب إلى ابنه وولي عهده سنوسرت.

أمنمحات الأول (2)
أمنمحات الأول

 

ولعل أهم ما جاء فيها تحذيره له من أن يثق في أتباعه، وطلب منه ألا يتخذ من أحد صديقًا، ويخبر ولده بما حدث له من اغتيال قائلاً: إنه أثناء منامه بالليل، تم رفع الأسلحة على الملك من رجاله، فكان الملك أشبه بثعبان في الصحراء. وحاول المقاومة. وكانت هذه محاولة للاعتداء على حياته من حرسه الخاص. ولم يكن هناك سلاح بيد الملك، فلم يستطع مقاومة هؤلاء الخونة. ولا يوجد شجاع بليل بمفرده، دون سلاح، ودون معاون. ولقد حدث هذا الاعتداء على حياته لأن ابنه سنوسرت لم يكن معه، ولم تكن تسمع الحاشية بهذا، ولم يكن يخطر هذا بذهن الملك إطلاقًا، ولم يكن يعلم بخيانة هؤلاء الأتباع. ويؤكد هذا النص اغتيال الفرعون بواسطة حراسه، بينما كان ابنه وولي عهده سنوسرت (سنوسرت الأول بعد ذلك) يقود حملة عسكرية في لبيبا. وتعبر قصة سنوهي عن موت الملك أمنمحات الأول بشكل رمزي أدبي يعكس عظم أدب الدولة الوسطى، العصر الذهبي للأدب في مصر الفرعونية. 

ويختتم كتاب كتاب “الفراعنة المحاربون..  دبلوماسيون وعسكريون”، أن أمنمحات الأول ملك محارب من طراز رفيع أسس الأسرة الثانية عشرة وأعاد مصر للمجد والثراء والرخاء، وتم اغتياله على أيدي حرسه الخاص، فلم يكن جزاؤه من جنس عمله الطيب لبلده العظيم: مصر.  

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *