الأدب

هل يمكن سحب جائزة نوبل للسلام من توكل كرمان بعد الانتقادات الواسعة؟

أثار اختيار الناشطة الحقوقية اليمنية صاحبة التوجه الإخوانى توكل كرمان، عضوا فى مجلس حكماء موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” للإشراف على محتوى الموقع، جدلا وانتقادات واسعة للموقع الأشهر عالميا لإنتمائها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، كما أنه معروف عنها الديكتاتورية فى الرأى وعدم قبولها القرار المخالف لها، بالإضافة إلى استقوائها بالخارج ضد وطنها.
 
وكانت “كرمان” أول يمنية وأول امرأة عربية وثانى امرأة مسلمة تفوز بجائزة نوبل فى السلام، وذلك عام 2011، ومنذ فوزها والانتقادات تطول اللجنة المانحة للجائزة متهمين إياها بمنح الجائزة لأشخاص يدعمون الجماعات المتطرفة ويتبنون أفكارا متشددة، وخرجت أكثر من حملة لسحب الجائزة منها، آخرها حملة قام بها برلمانيون مصريون لسحب جائزة نوبل من الناشطة الإخوانية على خلفية استمرار دعمها للإرهاب، منتقدين في الوقت ذاته تعيين إدارة “فيسبوك” لها ضمن مجلس حكماء للإشراف على محتوى الموقع، ووصفوه بـ”السقطة الكبرى”.
 
لكن يبقى السؤال هل يمكن السحب من الناشطة اليمنية توكل كرمان، وهل كان هناك حالات سابقة مماثلة؟
 
الأكاديمية السويدية الجهة المانحة للجائزة كانت لاقت منذ ثلاث سنوات حملات واسعة مماثلة وربما أكثر أشدة لسحب جائزة نوبل للسلام من رئيسة حكومة ميانمار أونج سان سوتشي التي تحصلت عيلها في العام 1991، نظير وقوفها ضد الأحكام العسكرية وسجنها وكفاحها السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في ميانمار، على خلفية اتهامها بارتكاب مجازر إبادة جماعية، وحملة تطهير عرقي بحق مسلمي الروهينجا، وهو ما جعل لجنة “نوبل” تخرج ترد فى بيان عام.
 
ونشرت اللجنة على موقعها الرسمي بيانا تشرح فيه إجراءات منح الجائزة استحالة سحبها من أي كان لأي سبب بحسب القوانين التي تعمل بها، بيان لجنة نوبل تضمن قواعد مؤسسة نوبل التي تأسست في العام 1900 والتى لا تسمح قواعدها بتجريد أي فائز كان من جائزته.
وتمنع كل من وصية ألفريد نوبل ولوائح مؤسسة ألفريد نوبل سحب جائزة نوبل من أي شخص كان ولأي سبب كان وقال رئيس معهد نوبل أولاف نجولستاد، أنه من غير الممكن تجريد الحائزين على جائزة نوبل من جوائزهم بعد استلامها.
 
1000x830_bonus-Nobel10
 
وقال نجولستاد “إن وصية ألفريد نوبل ولوائح المؤسسة لا تسمحان بسحب الجائزة سواء في الفيزياء أو الكيمياء أو الطب أو الأدب أو السلام”.
 
وأضاف: “اللجنة تقيم الجهود التي بذلها الحائز قبل منحه الجائزة”.
 
وقال بيان المؤسسة عن انتقاد الفائزين “هذا أمر نحاول متابعته عن كثب، وأحياناً بقلق بالغ، ولكن من حيث المبدأ، لا تقلق لجنة نوبل ابداً على ما يمكن أن يقوله الحاصلون على جائزة السلام والقيام به بعد حصولهم على الجائزة”.
 
لكن على الرغم من بيان نوبل، إلا أن اللجنة المانحة لجائزة نوبل فى الطب، جردت العالم الأميركي الشهير جيمس واتسون الحاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب عام 1962 جنبا إلى جنب مع فرانسيس كريك وموريس ويلكنز لاكتشافهم بنية الأحماض النووية، من جائزة نوبل العام الماضى، ومن جميه ألقابه الفخرية بسبب تصريحاته العنصرية بشأن فروق في الذكاء بين الأشخاص البيض والسود.
 
وقالت شبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية إن مختبر “كولد سبرينغ هاربور” -الذي كان يرأسه عالم الأحياء الجزيئي واتسون (تسعون عاما) سابقا- قرر تجريد العالم من ألقابه الفخرية بسبب تعليقات صدرت عنه في برنامج تلفزيوني مؤخرا.
 
وزعم واتسون -الذي أسهم في اكتشاف الحمض النووي (DNA)- في برنامج “أميركان ماسترز” على محطة الشبكة التليفزيونية الأميركية “بي بي أس” أن الجينات تسبب فروقا في الذكاء بين الأشخاص البيض والسود.
 
وقال مختبر “كولد سبرينغ هاربور” -في بيان- إنه يرفض بشكل قاطع الآراء الشخصية المتهورة وغير المثبتة التي أعرب عنها جيمس واتسون حول موضوع العرق والوراثة التي أبداها خلال البرنامج، الذي بُث في الثاني من يناير 2019، معتبرا أن هذه التصريحات تستحق الشجب، ولا يدعمها العلم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *