الأدب

من هم الطائفة “الإخبارية” ولماذا يحرمون الاجتهاد بالعقل؟

واحدة من أشهر الفرق الإسلامية الشيعية، هى الطائفة “الإخبارية” الأخبارية أو الإخبارية هي إحدى فرق الإمامية الاثنى عشرية، التى ظهرت أوائل القرن الحادي عشر الهجري على يد الميرزا محمد أمين الاسترابادي، ويقابلها طائفة الأصوليين الذين يمثلون الأكثرية داخل الشيعة الإمامية، في حين يمثل الإخباريون الأقلية، وما زال لهم وجود حتى اليوم.
 
وبحسب عدد من المصادر الشيعية، الخلاف بين الطائفتين يمثل خلافاً في بنية المذهب الشيعي وفي أركأنه ورجاله، حيث ترى الأخبارية أن الاعتقاد السليم يقوم على العمل بالأخبار المنقولة عن المعصومين – حسب زعمهم – أو المنسوبة إليهم بدون النظر إلى شيء آخر. فهم إذا لا يعتمدون إلاّ على متون الأخبار التي تروى عن أئمتهم، ويتمسكون بظاهر الحديث، ولا يرون الأدلة الشرعية إلاّ الكتاب والحديث، وهم بذلك يمنعون الاجتهاد وإعمال العقل.
 
والإخبارية يحرمون الاجتهاد، وسموا بالإخباريين لأنهم يقتصرون في معرفتهم للأحكام الشرعية على الأخبار أو الروايات الواردة عن أهل البيت، وأسقطوا الاستدلال بالمصادر الإجماع والعقل، ولا يستدلون بالإجماع لأنه عندهم بدعة أوجدها أهل السنة، وينكرون كذلك صلاحية العقل السليم ليكون حجة أو دليلا، ويعتبر الاخبارية كل الأحاديث الورادة في كتب الحديث الاربعة بانها أحاديث قطعية الصدور عن المعصومين اي انهم يعتبروها كلها صحيحة ولاحاجة للرجوع لعلم الرجال والدراية لتحري صحتها.
 
ويعتقد أن هذه الفرقة ظهرت لأول مرة على يد شخص يدعى ملا أمين الاسترآبادي، وكان يقيم في مكة ومدينة لسنين.
يقول مرتضى مطهرى: كنت مرة عند المرحوم السيد البروجردي – أعلى الله مقامه – و هو في بروجرد، فسمعت منه كلاما لم أسمعه من أحد لحد الآن، وكم تأسفت على عدم سؤالي عنه. كان كلامه يدور حول الاخباريين، وكان يحلل الجذور التأريخية لظهور تيارهم الفكري، وناقش احتمالاً حول خلفيات ظهوره، فقال: إني اظن أن المدرسة الاخبارية في الشرق انبثقت عن المدرسة المادية في الغرب.
 
وذلك إن ظهور الاخباريين تزامن مع ظهور جمع من الغربيين يقولون بالفلسفة الحسية حيث أنهم انكروا العقل كمصدر للمعرفة، وقالوا إننا لا نعتقد الا بما نشاهده أو ما نعرفه من خلال التجربة. فهم أنصار الحس ومعارضوا العقل. و كان هذا في وقت كانت العلاقات قوية جدا بين إيران الصفوية والدول الاروبية، وكذلك ظهرت عندنا في نفس تلك الفترة نهضة تندد بالعقل وتدينه، ولكن ليست با الشكل الغربي المادي، بل بشكل تأييد للاخبار، وقالوا: ليس للعقل حق في ان يتدخل في الدين بتاتا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *