الأدب

سليم بركات ليس الأول.. كتاب ومبدعون اتهموا محمود درويش وأفشوا أسراره

“أنا هنا، وماعدا ذلك شائعة ونميمة”، هكذا قال الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، فى إحدى قصائده، ليرد الرجل الذى رحل منذ إثنا عشر عاما على الشائعات الذى يطلقها البعض عنه، وما يفسره البعض بإنه إفشاء لأسراره، ولعل “درويش” حاول بكلمته سالفة الذكر أن يعبر قبل رحيله عن الجدل المثار مؤخرا حول أنه كان أبا لأبنه غير شرعية.
 
مؤخرًا خرج الشاعر السورى الكبير ذو الأصول الكردية سليم بركات، ليفشى ما اعتبره البعض سرا عن الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، حيث زعم أن الأخير اعترف له أنه له ابنه غير شرعية، وذلك فى مقال نشره يقول إن محمود درويش اعترف له فى قبرص عام 1990 بقوله “لى طفلة، أنا أب، لكن لا شىء فى يشدنى إلى أبوة” ويقول سليم بركات “صارحته المرأة مرتين، ثلاثاً، فى الهاتف بابنته، ثم أثرت إبقاء ابنتها أمل زوجها، حيث الحياة أكثر احتمالاً بلا فجاءات” ويتابع “محمود لم يسأل المرأة، حين انحسر اعترافها، وانحسرت مبتعدة فى العلاقة العابرة، عن ابنته”.
 
ولم تكن تلك المرة الأولى التى يخرج فيها أحد الأدباء العرب للحديث عن سيرة الرجل الذى غاب عن عالمنا فى 9 أغسطس 2008، حيث خرج أيضا الأديب المصرى الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” الدكتور يوسف زيدان، أحد المقربين من “درويش” فى السنوات الأخيرة قبل وفاته، قائلا:” أنه فى أحد الأيام استضاف صديقه الشاعر محمود درويش فى منزله بالإسكندرية، وأثناء جلوسهما فى الشرفة ظل “درويش” سارحا بنظراته فى أطراف الأشجار العالية، ولما عاد من ذكرياته، سأله “زيدان”: “كيف ترى اليهود اليوم، وتشعر بهم؟”، فأجاب درويش: “شعور ملتبس، فقد سلبوا أرضى، وعلمونى.. قتلوا أهلى، وكان أول حب عظيم فى حياتى لفتاة منهم.. شعورى ملتبس”.
 
الشاعر الأردنى من أصول فلسطينية موسى حوامدة، ورغم اعترافه فى أكثر من مناسبة احترامه لقيمة درويش الشرعية كشاعر أكبر منه عمرا وأثرًا وتجربة، إلا أنه أيضا أكد أكثر من مرة وفى مقالاته المتعددة أن درويش شاعراً يجيد السطو على نتاج غيره من شعراء جيله ومن قبله، وكذلك أخذه من الأدب والشعر العالمى.
 
كما اتهم الشاعر الفلسطينى محمود درويش بالسرقة، إذ زعم كثير من النقاد أخذه من النصوص التوراتية إلى الحد الذى لا يمكن اعتباره تأثراً بل توظيفا إلى حدود الاستلاب، فقالوا عنه “إن فى خبزه الكثير من قمح الآخرين”، ومنهم الشاعر الفلسطينى موسى حوامدة، الذى قال قبل سنوات: “هل كان درويش يعتبر التوراة أحد مصادره الشعرية؟.. هل وقع تحت سطوة الأدب العبرى، والتوراة بالتحديد؟ إن درويش نقل مقاطع كاملة من التوراة باعتبارها من تأليفه، أى من دون إشارة إلى المصدر، لا من قريب ولا من بعيد”، وهى التهمة التى نفاها عنه بعض الباحثين والنقاد مؤكدين أن نقله إنما يأتى من باب التناص.
 
هذه الأحاديث تنضم أيضا إلى جملة شائعات أخرى، حيث اتهم البعض “درويش” فى حياته وبعد مماته بأنه ضلعا فى عملية اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطينى الشهير ناجى العلى، على خلفية رسم كاريكاتيرى، قبل الاغتيال مباشرة، وصفه بـ”محمود خيبتنا الأخيرة” باستحياء عنوان قصيدته “بيروت خيمتنا الأخيرة” اعتراضا على ما دعا إليه من فتح حوارات مع اليسار الإسرائيلى، ورغم اعتراف الأول بأنه اختلف مع نهج ريشة “العلى” المنفعلة، والتى عبر له عن ذلك خلال اتصال هاتفى قبل اغتياله، إلا أن البعض محبى الصيد فى الماء العكر، لا يهابون غيبة الموت ولايزال بعض يتفوه بمثل هذه الاتهامات حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *