الأدب

قرأت لك .. “ساعتنا الأخيرة”.. الأسوأ فى القرن الواحد والعشرين لم يأت بعد

نقرأ مع كتاب “ساعتنا الأخيرة.. إنذار من عالم” لـ مارتن ريز، الذى يعرض للكوارث التي نتعرض لها في القرن الواحد والعشرين، مؤكدا أن القرن سيكون خطيرا، وأن الأسوأ لم يأت بعد، فقد تقوم القيامة بالفعل.
 
ساعتنا
 

يقول الكتاب 

جلب لنا القرن العشرين القنبلة الذرية، والتهديد النووى الذى لن يفارقنا أبدًا، كما نجد أن تهديد الإرهاب لنا على المدى القصير هو بند هام فى جدول الأعمال العام والسياسى، ثم هناك تزايد دائم فى عدم المساواة فى الثروة والرفاه الاجتماعى، وهدفى الرئيسى هنا ليس أن أضيف إلى الأدبيات المنتشرة حول هذه الموضوعات المتحدية، وإنّما أن أركز على مخاطر القرن الحادى والعشرين، التى تقل درايتنا بها حاليًا، والتى يمكن أن تكون الأكثر تهديدًا للبشريّة وبيئة الكرة الأرضية.

 
بعض هذه التهديدات الجديدة تحوم بالفعل من فوقنا، والبعض الآخر مازال موضع التخمين، من الممكن أن يباد السكان بفيروسات “مُهندسة” مميتة يحملها الهواء، كما يمكن تغيير الخصائص البشريّة بتكنيكات جديدة أكثر تأثيرًا وإصابة الهدف من العقاقير والأدوية المستخدمة الآن، بل إننا قد نجد أنفسنا ذات يوم مهددين بماكينات نانوية شريرة تتكاثر تكاثرًا كارثيًا أو مهددين بكمبيوترات فائقة الذكاء.
 
ثمة مخاطر جديدة أخرى لا يمكن استبعادها استبعادًا كاملًا، فهناك تلك التجارب التى تسحق الذرات معًا بقوّة هائلة بحيث يمكن أن تبدأ سلسلة من تفاعلات يتآكل بسببها كل شيء فوق الأرض، بل هناك من التجارب ما يمكن أن يمزق نسيج الفضاء نفسه، ليسبب كارثة “يوم قيامة” نهائية ينتشر غبارها المتساقط انتشارًا بسرعة الضوء ليبتلع الكون بأسره. وإذا كانت هذه السيناريوهات الأخيرة مما لا يرجح غالبًا تحققها، إلا أنها تثير بشكل حاد قضية من الذى ينبغى أن يصدر القرار، وكيف يصدره، وما إذا كان لنا أن نواصل التجارب التى لها هدف علمى حقيقى (ويمكن تصوّر أنها تطرح فوائد عملية)، حتى وإن كانت تطرح فرصة خطر صغيرة جدًّا فيها نتيجة كارثية تمامًا.
 
 
ما زلنا نعيش مثلما عاش كل أسلافنا ونحن تتهددنا الويلات التى قد تسبب تدمير العالم كله: مثل التفجيرات البركانية الهائلة، والاصطدام بكويكبات ضخمة. ولحسن الحظ فإن الكوارث الطبيعية بهذا المقياس الكوكبى يقل جدًّا تكررها، وبالتالى فإن من المرجح أنها لن تقع أثناء زمن حياتنا، بحيث أنها لا تشغل تفكيرنا ولا تسبب أرقًا عند معظمنا. ولكن هذه الكوارث أصبح يضاف إليها الآن مخاطر بيئية أخرى نجلبها نحن لأنفسنا، مخاطر لا يمكن إهمالها على أنها غير محتملة.
 
كان الخطر الرئيسى الذى يحوم من فوقنا خلال سنوات الحرب الباردة هو أن يحدث تبادل للقذائف النوويّة – الحرارية، يقدح زناده تصاعد المواجهة بين القوى الكبرى. وقد أمكن فى الظاهر تحاشى هذا التهديد. إلا أنّ كثرة من الخبراء يعتقدون أننا كنا فحسب محظوظين – ومن بين هؤلاء من كانوا فى الواقع هم أنفسهم يتحكمون فى السياسة فى تلك السنوات؛ كما يعتقد بعض الخبراء أن المخاطر المتضايفة لوقوع حرب نهائية فى تلك الفترة كانت تصل إلى النصف بالنصف. وقد تراجع الآن الخطر المباشر لوقوع حرب نوويّة شاملة. إلا أنّ هناك خطرًا متناميًا من أن تستخدم الأسلحة النوويّة إن آجلًا أو عاجلًا فى مكان ما من العالم.
 
 
من الممكن أن نفكك الأسلحة النوويّة، ولكن ليس من الممكن ايقاف اختراعها. وهذا التهديد لا يمكن استئصاله، ويمكن أن يتجدد بعثه فى القرن الحادى والعشرين: فليس فى إمكاننا أن نستبعد تجدد حشد القوى فى مجابهات فيها خطر يماثل مخاطر التنافس فى الحرب الباردة، بل ومع حشد ترسانات أضخم. بل إن تهديدًا قد يبدو سنة بعد أخرى على أنه تهديد متواضع، ثم لا يلبث أن يزداد تضخمًا عندما يظل مستمرًا لعقود من السنين. على أنّ هناك تهديدات أخرى ستغطى على التهديد النووى ويمكن أن تكون مدمرة مثله وتكون القدرة على السيطرة عليها أقل كثيرًا.
 
وربما لا تتأتى هذه التهديدات أساسًا من الحكومات القومية، ولا حتى من الدول “المارقة” وإنما تتأتى من أفراد أو جماعات صغيرة لها قدرة على الحصول على تكنولوجيا تزداد أبدًا فى رقيها. وهناك طرائق كثيرة على نحو ينذر بالخطر قد يتمكّن الأفراد عن طريقها من قدح الزناد لإحدى الكوارث.

قرأت لك .. "ساعتنا الأخيرة".. الأسوأ فى القرن الواحد والعشرين لم يأت بعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *