الأدب

المسلمون يفرحون بنجاة النبى فى معركة أحد.. ما يقوله التراث الإسلامى

أوشكت معركة أحد على النهاية، وقد ظهر أن المسلمين لم يوفقوا فى هذا اليوم المشهود، وشاع أن النبى عليه الصلاة والسلام، قد قتل، لكن تبينت نجاته عليه الصلاة والسلام، فمن الصحابى الذى اكتشف ذلك، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى هذا الشأن؟

يقول كتاب “البداية والنهاية” لـ الحافظ ابن كثير” تحت عنوان “الفصل فى أول من عرف رسول الله بعد الهزيمة كعب بن مالك”
قال ابن إسحاق: وكان أول من عرف رسول الله ﷺ بعد الهزيمة، وقول الناس قتل رسول الله ﷺ – كما ذكر لى الزهرى -كعب بن مالك.

قال: رأيت عينيه تزهران من تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا، هذا رسول الله ﷺ، فأشار رسول الله ﷺ إلى أن أنصت.
قال ابن إسحاق: فلما عرف المسلمون رسول الله ﷺ نهضوا به، ونهض معهم نحو الشعب، معه أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والحارث بن الصمة، ورهط من المسلمين.
فلما أسند رسول الله ﷺ فى الشعب أدركه أبى بن خلف، فذكر قتله عليه السلام أبيا كما تقدم.
قال ابن إسحاق: وكان أبى بن خلف، كما حدثنى صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، يلقى رسول الله ﷺ بمكة فيقول: يا محمد إن عندى العودَ – فرسا – أعلفه كل يوم فَرَقا من ذرة، أقتلك عليه.
فيقول رسول الله ﷺ: “بل أنا أقتلك إن شاء الله”.
فلما رجع إلى قريش وقد خدشه فى عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم فقال: قتلنى والله محمد.
فقالوا له: ذهب والله فؤادك، والله إنْ بك بأس.
قال: إنه قد كان قال لى بمكة: أنا أقتلك، فوالله لو بصق على لقتلني، فمات عدو الله بسرَف وهم قافلون به إلى مكة.
قال ابن إسحاق: فقال حسان بن ثابت فى ذلك:
لقد ورِثَ الضلالة عن أبيه * أبى يوم بارزه الرسولُ
أتيتَ إليه تحملُ رِمَّ عَظْمٍ * وتُوعِده وأنت به جَهول
وقد قَتلتْ بنو النجّار منكم * أميةَ إذ يغوث: يا عقيل
وتَبَّ ابنا ربيعةَ إذ أطاعا * أبا جهلٍ لأمهما الهبول
وأفلتَ حارثٌ لما شُغلنا * بأسْرِ القوم، أُسرتِهِ قليل
وقال حسان بن ثابت أيضا:
ألا مَن مبلغٌ عنى أبيا * فقد ألقيت فى سحق السعير
تمُنى بالضلالة من بعيد * وتقُسِمُ إنّ قَدرتَ مع النُذور
تمنِّيكَ الأمانى من بعيد * وقولُ الكفرِ يرجعُ فى غرور
فقد لاقتك طعنةُ ذى حفاظٍ * كريمِ البيتِ ليس بذى فجور
له فضلٌ على الأحياء طُرا * إذا نابتْ مُلمّاتُ الأمور
قال ابن إسحاق: فلما انتهى رسول الله ﷺ إلى فم الشعب، خرج على بن أبى طالب حتى ملأ درقته ماءً من المهراس، فجاء بها إلى رسول الله ﷺ ليشرب، منه فوجد له ريحا فعافه ولم يشرب منه، وغسل عن وجهه الدم، وصب على رأسه وهو يقول: «اشتد غضب الله على من دمى نبيه».
وقد تقدم شواهد ذلك من الأحاديث الصحيحة بما فيه الكفاية.
قال ابن إسحاق: فبينا رسول الله ﷺ فى الشعب معه أولئك النفر من أصحابه، إذ علت عالية من قريش الجبل.
قال ابن هشام: فيهم خالد بن الوليد.
قال ابن إسحاق: فقال رسول الله ﷺ: «اللهم إنه لا ينبغى لهم أن يعلونا» فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل، ونهض النبى ﷺ إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وقد كان بدَّن رسول الله ﷺ ظاهر بين درعين.
فلما ذهب لينهض لم يستطع، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله، فنهض به حتى استوى عليها، فحدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول يومئذ: «أوجب طلحة» حين صنع برسول الله ﷺ يومئذ ما صنع.
قال ابن هشام: وذكر عمر مولى عفرة: أن رسول الله ﷺ صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التى أصابته وصلى المسلمون خلفه قعودا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *