الأدب

في أصبوحة وفاء بقاعة أحمد راشد ثاني:اتحاد الكتاب يكرم محيي الدين كوتي

 

 هيفاء الأمين

في لفتة إنسانية ليست بجديدة على هذه الأرض الطيبة، التي نسجت ثوب نهضتها من أصالتها، والمرتكزة على منظومة القيم الإنسانية الرفيعة، كرّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات صباح السبت – الموافق السادس من مارس- أقدم العاملين الذين ساهموا في مسيرة الاتحاد منذ تأسيسه عام 1984 وهو  محيي الدين كوتي، بمناسبة انتهاء فترة عمله التي قضى فيها أكثر من سبعة وثلاثين عاما، قضاها في خدمة الاتحاد والثقافة الإماراتية، وذلك بحضور سلطان العميمي -رئيس مجلس الإدارة-، ونائبته عائشة سلطان، وصالحة غابش- أمين السر العام -، ونجيب الشامسي- أمين الصندوق-، وعدد محدود من أعضاء الاتحاد العاملين والمنتسبين، وجاءت محدودية الحضور تماشيا مع الاجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

 

لا جزاء للوفاء إلا بالوفاء

في البداية أكد سلطان العميمي -رئيس مجلس الإدارة المؤقت- أننا لم نأت لنودع محيي الدين فقط، بل لشكره وتكريمه أيضاً، بعد رحلة عطاء اتسمت بالوفاء والإخلاص والأمانة منذ تأسيس اتحاد الكتاب عام 1984؛ وعمل مع جميع مجالس الإدارات التي مرت على الاتحاد، كما كون صداقة وطيدة مع كافة أعضاء الاتحاد خلال مشواره الطويل فيه، وأصبح أيقونة من أيقونات مشاركة الاتحاد في معارض الكتب في دولة الإمارات، عير تواجده الدائم في جناحه مستقبلاً الجميع بابتسامته الدائمة والصادقة.

وأشار العميمي إلى أن محيي الدين الذي أمضى شبابه في خدمة الاتحاد، صنع بحبه وإخلاصه أرشيفا وثائقيا فريدا لكل أنشطة الاتحاد منذ تأسيسه، متمنياً أن يعلن محيي الدين قريباً عن انتهائه من كتابة مذكراته الشخصية؛ ليقوم الاتحاد بترجمتها وطباعتها، مؤكدا أن الأشخاص في الاتحاد وغيره راحلون، ولا يبقى إلا جميل ما صنعوه وتركوه من أثر طيب.

 

مؤرخو الأحداث كصانعيها

من جانبها عبرت عائشة سلطان – نائب رئيس مجلس الإدارة – عن سعادتها بظلال هذا التكريم؛ لأن الأحداث التي شهدها الاتحاد منذ تأسيسه، لا يقل تقديرنا لصانعيها عن تقديرنا للمحافظين على تأريخها من خلال أرشفتها وتوثيقها، ومحيي الدين من هؤلاء الجنود المجهولين، الذين يجب أن نحتفي بهم، فقد ظل طوال عمله نموذجا يحتذى في الوفاء والإخلاص والشغف والإتقان، حتى صنع ذاكرة ممتدة بأرشفته للأحداث، ستظل محفورة ومتوارثة عبر الأجيال .

 

الوفاء من شيم الإمارات

أما نجيب الشامسي -أمين الصندوق- فقد أكد أن تكريم محيي الدين لم يكن نابعا فقط من جهوده التي بذلها طوال فترة عمله بالاتحاد، بل هي صفة موروثة من موروثات أرضنا الطيبة، التي يعيش تحت رايتها الخفاقة أكثر من مئتي جنسية من جنسيات العالم، فقد ظلت بقيادتها الرشيدة تعزز من كل القيم الإنسانية، وبناء العلاقات في معية التسامح والعطاء والوفاء.

 

نموذج يُحتذى

أما صالحة غابش -أمين السر العام – فقد أشادت بالمجهودات التي قدمها محيي الدين عبر سنوات عمره الطويلة التي قضاها في الاتحاد، داعية كل من يبحث عن توصيف لكيفية العلاقة بين العامل وعمله، أن يتأمل صنيع محيي الدين، فهو نموذج للإخلاص في العمل والتفاني فيه.

 

أعضاء الاتحاد: محيي الدين ذاكرة شاهدة على تاريخ الاتحاد

وصف أعضاء الاتحاد العاملين منهم والمنتسبين محيي الدين، بصفات مشحونة بالحب والتقدير والعرفان، فقال عنه الأديب إبراهيم الهاشمي: كما أن للطائرات صندوقا يخزن تفاصيل رحلة الطائرة فمحيي الدين هو صندوق الاتحاد، بل هو ضمير الاتحاد؛ حيث صنع كنزا أرشيفيا ليس للاتحاد فحسب، ولكن للثقافة الإماراتية عموما، ووصفته أسماء الزرعوني بالأخ، معتبرة أن أبناءها يعرفون محيي الدين منذ صغرهم، وأن أرشفته الدقيقة لكل مجريات الأحداث في الاتحاد، تعد مرجعا مهما لكل الكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي. وعبر القاص إبراهيم مبارك عن سعادته بهذا التكريم والوفاء لمحيي الدين الذي يمثل  ظاهرة حضارية وإنسانية رفيعة، واعتبر الدكتور صالح هويدي أن تكريم الاتحاد لأحد العاملين فيه، ينم عن فهم حقيقي للثقافة، لأن الثقافة ليست فقط كتبا ومطبوعات، إنما تسمو إلى أبعد من ذلك عندما تتجلى فيها القيم الإنسانية، ووصف وائل الجشي سكرتير التحرير بجريدة الخليج

محيي الدين بقوله: إن التكريم يعبر عن الحب الذي ربط محيي الدين بالاتحاد والاتحاد به، ووصفه الدكتور عبد الفتاح صبري بالصندوق الذهبي للاتحاد، واصفا فرحته بهذا التكريم بأنها ستدفئ شعوره عاما كاملا، أما ناصر اليعقوبي -عضو الهيئة الإدارية بفرع رأس الخيمة- فقد عبر عن مشاعره تجاه محيي الدين بصناعة فيلم وثائقي يرصد رحلته في الاتحاد، مؤكدا أنه سيسعى إلى إكماله بجزء مصور آخر له في بلده.

تكريم واحتفاء

عقب انتهاء كلمات الشكر والتقدير قام سلطان العميمي وأعضاء مجلس الإدارة، بتقديم درع الاتحاد إلي محيي الدين كوتي، وسط حفاوة كبيرة من الحضور؛ تقديرا له على كل ما بذله من جهد وعطاء طوال مدة خدمته بالاتحاد، والتي تجاوزت سبعة وثلاثين عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *