آراء وتحليلات

ذكريات اكتوبر النصر

 

مهندس / محمود طبل 

تطل علينا ذكريات اكتوبر النصر والإنتصار والفخر والفخار في كل عام تجدد فينا املا كاد يذبل مع سنوات الإنكسار البغيضة قبل عام 1973 ..كنت حديث عهد بالشباب يومها كنت في الثالثة عشرة من عمري ..آخالها اليوم بعد الستين من عمري انني كنت اكبر سنا من سني الحقيقي بل كنت أعي تماما ما حولي ..اتحسس الأشباء والمشاهد في صمت وابتسام ..احاول الان جاهدا أن اختصر المشاهد رغم وضوح رؤيتها ونصاعة حدتها ..احدثكم راويا ومرويا اعاند الحقيقة الجاسمة في ذاكرة طفل وقلب شاب وتدبير عاقل ..اختزلها كما اختزنتها لسنوات طوال ..العريش الحالمة ترزخ الآن في ظل الإحتلال وقليل من شباب اجبروا أن يكونوا في الصفوف الأولي للتحدي بعد أن هاجر الكثير بل والكثير جدا الي القاهرة املا في عودة مبكرة ونصر عائد للتو ولو في الحلم ..في الصف الاولي الثانوي يتزامن ذلك مع ذكري العبور الخالد لقواتنا المصرية المسلحة في السادس من اكتوبر العاشر من رمضان لعام 1973 م ..خرجت علينا البيانات العسكرية من خلال الإذاعة المصرية ..صوت العرب ..الشرق الاوسط ..البرنامج العام .. هنا القاهرة ..البيان الأول. .قامت قواتنا المسلحة بالرد علي استفزازات العدو في مناطق محددة ..اعرف القنطرة اسما واتجاها ..واعرف القاهرة حسا ولمسا واشتياقا ولم ارها إلا من خلال مشاهد قليلة لتلفاز بال أبيض وأسود ومن خلال افلام استوديو مصر التي تعرض علي القناة العاشرة للعدو ..مازالت البيانات تتسارع ..اسمع همهمات المارة وأصوات الدعاء ومناجاة الكهول والنساء وعبث الأطفال حولهم ..اتسمع المذياع انهر الأطفال بعيدا كي يتضح الصوت الخافت وكي نتسمع المفردات الحماسية الجديدة ..انها مفردات الحرب ..علي طول الجبهة الشرقية لقناة السويس ..وبعمق في سيناء ..عبرت قواتنا المسلحو اكبر واعظم حاجز مائي ..وأخطر خط دفاع ..خط بارليف المنيع ..لقد عبرت قواتنا ..اعدت روؤس كباري ..دمرت نقاط وتحصينات العدو ..اغارت طائراتنا الياعماق سيناء..معارك طوال الليل ..معارك بالمدفعية ومعارك الدبابات ..واكبر المعارك الجوية فوق سيناء وعلي امتداد خط القناة ..لقد سبق ذلك كله سرديات المعارك الخاطفة للقوات المصرية الخاصة رجال ابراهيم الرفاعي ..حرب الاستنزاف ..مفاوضات ..تعسر المفاوضات ..مؤتمرات القمة ..الآءات الاربع لا للاحتلال لا للتسليم لا للعودة الي محادثات فاشلة..لا سلم ولا استسلام ..سنقاتل سنقاتل سنقاتل..الله أكبر. .الله اكبر..نعم الله اكبر ..عشقنا المعني.. رددنا النداء.. كبرنا وكبرنا وكبرنا حتي كدنا نعانق السحاب ..لا سلم ولا استسلام ..سنقاتل بكل معني القتال ..تري اين نحن الآن. .مازلنا في العريش الحالمة إلي حين الخلاص

.مشاهد لسيارات نقل تحمل القتلي من جنود العدو تعبر العريش ليلا .وتعبرها نهارا . زيادات السيارات وانتشرت رائحة الموت تظلل وجوه الاعداء.. انهم جبناء ..مزعورين مقهورين ..الجيش الذي لا يهزم ..يلملم خيباته ورفات اكباده. .فصل القوات ..الثغرة ..حصار السويس ..فك الارتباط الأول ..محادثات الكيلو س ..مازالت أصداء المعارك والبيانات الصادرة عن القوات المسلحة المصرية تمضي للعلا. .ومازالت ذاكرة الطفل الرجل الشيخ الوقور تنشد نشيد التحدي ..بلادي بلادي لك حبي وفؤاد ..مصر يااغلي درة فوق جبين الأرض حرة تسلمي من كل غاصب ..وما زالت أصوات المذياع تصدح ..سينا رجعت تاني لينا واحنا اليوم ف عيد…

خالص تحياتي .

مهندس/ محمود طبل. .عضو أمانة المؤتمر العام لأدباء مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *