الأدب

المخطوطات العربية فى غرب إفريقيا..كيف انتقلت الثقافة الإسلامية عبر الصحراء؟

 

توفر قاعدة بيانات المخطوطات العربية في غرب إفريقيا وبالتحديد فى مالى كتبا كانت موجودة ضمن أكثر من 100 مكتبة عامة حيث نجد أن ثلث جميع المخطوطات الموجودة لمؤلفين معروفين (314 عنوانًا)، كتبها 204 باحثًا، ربعهم من غرب إفريقيا بينما تعود معظم هذه المخطوطات إلى القرن التاسع عشر لكن لها جذور تاريخية عميقة جدًا.

ووفقا لموقع conservation فإن القصة الكاملة لثقافة المخطوطات في غرب إفريقيا ومراكز التعليم الإسلامي لا تقتصر على مخطوطات تمبكتو الموجودة في مالى فهناك أيضا مخطوطات في موريتانيا والنيجر ونيجيريا.

وقع أول اتصال بين شمال إفريقيا وتمبكتو بسبب تجارة الذهب في غرب إفريقيا حيث جلبت هذه التجارة أيضًا الثقافة الإسلامية عبر الصحراء الكبرى وكانت أول إشارة إلى المخطوطات في تمبكتو في القرن الخامس عشر الميلادي.

في الواقع كانت تمبكتو واحدة فقط من عدة مدن في جنوب الصحراء الكبرى التي جذبت العلماء وقدمت التعليم الإسلامي، في القرن الخامس عشر الميلادي أو ما يسمى “العصر الذهبي” لتمبكتو حيث كان علماؤها معروفين في جميع أنحاء شمال إفريقيا.

اضمحلت تلك الفترة لكن تعلم اللغة العربية انتعش مرة أخرى في القرن التاسع عشر بغرب إفريقيا في أعقاب العديد من حركات الإصلاح الإسلامية التي امتدت من غينيا ووادي نهر السنغال إلى شمال نيجيريا وتعود المخطوطات الأقدم اليوم في غرب إفريقيا بشكل أساسي إلى هذه الفترة.

مع تراجع المنح الدراسية في تمبكتو في القرن السابع عشر ظهر التعليم الإسلامي في مراكز البدو الرحل إلى الغرب في موريتانيا اليوم، وهناك أيضًا مجموعة من المخطوطات في موريتانيا تستند إلى محتويات 80 مكتبة خاصة غريبة تعطى فكرة جيدة عما تم العثور عليه في مكتبات المخطوطات.

أما الموضوع الأكثر أهمية في المخطوطات العربية في غرب أفريقيا فهو النبي محمد ، وكتب السيرة والتعبد والمخطوطات التي تتناول التصوف وتلاوة القرآن خاصة أساليب التلاوة ؛ واللغة العربية (المعجم والنحو والعروض والشعر الجاهلي).

ولشرح القرآن كثيرًا ما ترجم المعلمون الكلمات الرئيسية إلى لغة الطلاب الأفريقية (مكتوبة بالحروف العربية) حيث ُتظهر العديد من مخطوطات غرب إفريقيا التي استخدمت في التدريس هذه الإدخالات بين السطور، هذه الممارسة ، كانت خطوة سهلة لكتابة الأساطير الكلاسيكية ، أو الشعر الأفريقي باللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *