الأدب

الدراما الشعبية الغنائية الاستعراضية ( عُرس كُليب )

يرسخ عرض الدراما الشعبية الغنائية الاستعراضية ( عُرس كُليب ) للفرقة القومية للفنون المسرحية بثقافة شمال سيناء عودة المسرح الجاد المنضبط فنيا وإدارياَ من حيث الشكل والمضمون الى جمهور شمال سيناء المتعطش للفرجة المسرحية .
فمنذ ما يزيد على إحدى عشر عاما لم تقدم ثقافة شمال سيناء أي عروض مسرحية بسبب الظروف التي شهدتها شمال سيناء وغلق المسرح منذ 2010وأعادة افتتاحه في ابريل 2021
عُرس كُليب .. تلك الدراما التي كتبها الشاعر الكبير درويش الأسيوطي في جو من التراث الشعبي الصعيدي .. يعيد تقديمها الكاتب والمخرج السيناوى مجدى الشريف من خلال مفردات السامر السيناوى وزاد على ذلك تطويع الفكرة والموضوع من خلال تدخله كا دراما تورج ليتناسب العرض مع الأحداث التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الماضية.
تُحكى الحكاية من خلال الراوي وهو ذاته المغنى لأحداث العرض .. من خلال التراث السيناوى ومحاولة تجديد التراث والحفاظ عليه بعد ما أصابه التشويه في خلال حقبه من الزمن بعد عام 67 وتداخل بعض المفردات الغربية على المجتمع .. فيحاول الحفاظ والتجديد من خلال لقاءاته بالسامر السيناوى .. وبينما يحكى الحكاية ويؤثر فيها .. فسرعان ما تخرج الاحداث بشكل مخالف عن ما رسمه في حكايته .. ويترك الأحداث تسير حسب طبيعتها محاولا السيطرة عليها بين مشهد وآخر .
عرس كليب .. تحكى عن أبناء الشرق .. وهنا الدلالة على المنطقة التي تشهد الصراعات دائما .. وما لأهل الشرق من دور قوى في حماية الأرض والعرض على مدى التاريخ . ومع أول مشهد نجد الطقوس السيناوية من خلال طلب الشيخ مرة من أخيه الشيخ ربيعة يد أبنته ( أسما) والتي تلقب بضباع لقوتها الى أبنه همام.
ويطلب الشيخ ربيعه من أخيه مره أبنته الجليلة بالمثل لولده كُليب ويقام حفل حمام العريس ويسعد أهل الشرق بالفرح .. ألا أن أهل الشر بالمرصاد دائما لأهل الشرق .. فيطمع أمير الشر التبعي حسان في الجليلة بعدما سمع عنها وعن جمالها الفتان وهى تستعد لفرحها على أبن عمها كُليب .. ويطلب مصاهرة الشيخ مُرة بعد ما أذاق أهل الشرق الويلات .
ومن العادات أن يختار العريس له وكيل يوم عرسه .. يكون هو بمقام الشيخ أو ملك العُرس .. ويقع أختيار كليب العريس على صديقه عمران المجذوب ليكون هو الحاكم في الأحداث لمدة يوم واحد ( يوم الفرح) .. ولا يجوز التدخل في الحكم من أي شخص أخر حتى شيخ القبيلة ذاته والذى بدوره يتنازل عن المشيخة لمدة يوم واحد مسلماٌ الراية وهى العباية الى عمران المجذوب .. ليجد عمران نفسه في ورطة عندما يدخل عليهم الوزير نبهان ممثل الأشرار والتبعي حسان وأهل الشر ليطلب الجليلة لزواجها بالإكراه من حسان .. وتسير الأحداث وينجح المجذوب في أقناع الوزير بالصبر ثلاثة أيام مهلة حتى تستعد العروس لزفافها الى أمير الشر حسان .
وهنا تكمن الخطة العبقرية للمجذوب مع كُليب وأهل الشرق في قرارهم التخلص من أهل الشر نهائيا والى الأبد .. ويستعد أهل الشرق بمائة من الفرسان بقيادة كُليب والذى يظهر في صورة بهلوان لتدخل الحيلة على التبعي حسان ورجاله .. وأثناء حفل زفافه على الجليلة يتم محاصرة قصره من رجال الشرق .. ويقوم كليب بقتله ليرتاح الجميع .. وتعلوا الأفراح مرة أخرى في أرض الشرق ويتم زفاف كُليب الى أبنة عمه الجليلة ويعود الفرح مرة أخرى الى أرض الشرق وأهله .
العرض وأن قارب على الساعتين بدون ملل وسعد بها المشاهد الا أنه صورة رمزية لما حدث ويحدث على أرض شمال سيناء خلال الفترة الماضية في جو من المتعة السمعية والبصرية .. وهو أمتداد لتوثيق الاحداث التي حدثت من خلال الدراما المسرحية والتي يسعى المخرج الى توثيقها دائما فمن قبل قدم الملحمة الغنائية( حكاية بنت أسمها روضه ) وهو توثيق مسرحي للأحداث التي حدثت بمسجد الروضة عام 2017 .. فالقوى الناعمة تحارب جنبا الى جنب مع القوة الأمنية التي هي مفتاح النصر لمصرنا .
الممثلين أجادوا تشخيص الشخصيات والاحداث ببراعة .. فبرع وتميز كلا من ياسر وهبه في دور الرواي المغنى وتألق عمر مصطفى في الشيخ مرة وأحمد علاء الشيخ ربيعة ووفاء عبد الشكور ضباع وأيمن الكاشف في دور كُليب ومحمود أيمن الشريف همام وأحمد أيمن الشريف جساس
و المميزة ناهد علاء في دور الجليلة وسبق أن قدمت روضة وأحمد المالح التبعي حسان وأحمد حجاب الوزير نبهان وعمر سامح تعلبه وشادي مجدى في دور عمران المجذوب وأسلام الشوربجى في عبد الله المزين ووزير العُرس وإبراهيم عبد الباعث الرمال ولمياء سالم في دور الشيخة حجلان وتميز كلا من محمود والى وعبد الرحمن أشرف وماهر محمد ومحمود فؤاد ومحمد المالح في أدوار رجال أهل الشرق وكما ابدعت ليالي عماد و روميساء شعبان و ريناد شعبان في أدوار بنات الشرق. فكان عرض يستحق الإشادة والاستمرار يوميا على مسرح قصر ثقافة العريش وبنجاح باهر لمدة عشرة أيام .
الدراما الشعبية الغنائية الاستعراضية ( عرس كليب ) من تأليف درويش الأسيوطي ديكور وملابس م. رمضان حجاب وأغاني عبد الكريم الشعراوي والحان خالد الشعراوي وموسيقى ومؤثرات صوتية الفنان ياسر الشريف وفن تعبيري سامح الكاشف و أكسسوارات ومجسمات أيمن الشريف و مكياج حنان حجاب وخطة أضاءه مصطفى عبده الكاشف والمخرج المنفذ يوسف وهدان وغناء مي خضر وخلود يوسف مع موسيقى ياسر الشريف وناي عبده عبيد وايقاعات ودفوف اشرف الفالوجي ومن اخراج الفنان الكاتب والمخرج المسرحي السيناوى مجدى الشريف .والذى يثرى الحركة المسرحية بسيناء بأعمال دائما ما ترتقى الى الاعمال القومية الناجحة . ومن أنتاج الإدارة العامة للمسرح بالثقافة أدارة المهندس محمد جابر والأشراف العام أشرف المشرحانى مدير عام ثقافة شمال سيناء برعاية السيد العميد الكاتب محمد نبيل وكيل الوزارة رئيس اقليم القناة وسيناء الثقافي وبدعم المخرج الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *