الأدب

نوفل و32 ناقدا مصريا وعربيا يكتبون عن تحولات الرؤية في تجربة محمد الشحات الشعرية بمعرض القاهرة للكتاب

 

 

بمقدمة نقدية مطولة للناقد الكبير د. يوسف نوفل وبمشاركة 32 ناقدا مصريا وعربيا ، صدر على معرض القاهرة الدولي للكتاب عن دار الأدهم للنشر والتوزيع ( تحولات الرؤية في تجربة محمد الشحات الشعرية) ويعد هذا هو الكتاب النقدي الرابع المجمع الذى يصدر عن تجربة الشاعر ، والتي امتدت لما يقرب من نصف القرن ، أصدر خلالها 22 ديوانا شعريا ، والكتاب يقع في 417 صفحة من القطع الكبير .
. جاء في مقدمة د. نوفل في كل ديوان من دواوينه ـ منفردا ـ يكثـّف فيه العنوان الدلالة، والرمز، والبوح في تركيب لغوي مركز غاية التركيز؛ ليصور ـ بإيجاز بالغ ـ تفاعلات الشاعر وانفعالاته، ورؤيته الوجدانية والفكرية في تراسل النصوص المتحركة بين دفّتيْ الديوان وتكاملها، ويتدفق ذلك التكثيف في نص كلّيّ عبْر قناتين: كبـْراهما، وهي الأولى: عنوان الديوان، ثم صغراهما، أو مفرداتها، أو بنـْيتها الصغرى: عنوان القصيدة، التي تأتي تفصيلا لما كثـّفه عنوان الديوان من قضايا ومعاناة عبْر رحلة المخاض، أو خلال عمرها الزمني، واختمارها المكاني، حتى ليغدو ذلك العنوان أكبر من كونه مدخلا، أو معـْبرا، أو بهْوا. وإنما يكون بمثابة المرآة الصادقة المتمثلة في النص الكلـّيّ. إذا كان لنا أن نقول إن عماد التشكيلات الأدبية: كلام، وموسيقى في خيال مجنّح ، جاز لنا أن نقول إن التشكيليين: الكلامي والنغمي هما عماد أي تشكيل شعري، وفي الوقت نفسه نرى أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر منعزلاً؛ إذ نرى التشكيل الكلامي، أو اللفظي، موسيقيًا في أساسه، ونرى التشكيل الموسيقيّ لفظيًا في جوهره، لأن النظام الشعري يربط بين الشاعر واللغة؛ إذ تكـْمن الموسيقا في الكلمة بقوتها الخفية، بمثـْل ما تغلـّف الكلمة الموسيقى، قائمة على عملية ترميز عمادها الكلمات، وقد طوّع الإيقاع اللغة والموسيقى، معا، للشعر، وأسْلمه قيادهما في امتزاج بين اللغة والإيقاع، بمثل ما انصهرا في الغناء، وهو ترنم وتطريب بالشعرـ ومثـْله الإنشاد، والإلقاء ـ وذلك في ِتَكاتُف التشكيلات الفنية والتحامها، فإذا تناولنا التصوير وجدناه مدينًا – في وجوده – لتشكيليْ الكلام والموسيقى، وإذا تناولنا الرمز وجدناه – أيضَا – مدينًا لهذيْن في تكوينه، وكذلك التناص، وسائر وجوه التشكيل ربية، بعامة، ووجه جميل لفن الشعر، الذي ظل ديوان العرب وسجل مآثرهم، التقاء مع ما ذهب إليه” فاليري”، بإيجاز، عن الشعر: ” الخيال، والصيغة البليغة في قالب موسيقي “..
ويضيف د. نوفل وهذا هو ما نراه مجسّدا في ( مدائن) ابداع الشاعر محمد الشحات عبْر مسيرته الشعرية الحافلة، والذي نافس بمدائنه (مدائن معـْبد) فارس الغناء والتلحين التراثيين، فيما روى المؤرخون؛ فكلاهما زاد فني رائع للذائقة العربية، بعامة، ووجه جميل لفن الشعر، الذي ظل، وسيظل، ديوان العرب وسجل مآثرهم .
فأرى أن من الضروري أن أقاوم تيار القراءة التأويلية التي غامرتْ بي وغامرْت بها وفيها وقتا طويلا أكثر من أي وقت سابق في قراءات سابقة، وأكتفي بهذا القدر الذي يمسك بمفتاح ويؤجل الإمساك بمفاتيح آخر لقراءات تاليه تنهل من هذا المعين الشعري الثرّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *