وأخدت نسمة تلون وترسم أيقونة العين المصرية القديمة “عين حورس” على وجوه الفتيات، حيث كان يتفقدن الجناح المصري على هامش المهرجان، وسط انبهار بدقة رسمها وجمال الأيقونات المصرية.
إلى جانب دراستها للغة الروسية في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وصغر سنها، ترأس نسمة نادي الشباب في المركز الثقافي الروسي، وهو نافذة لإقامة ناشطة أسبوعية مختلفة لمتعلمي ومتحدثي اللغة الروسية للتعرف أكثر على روسيا وثقافتها وشعبها وكل ما يخصها، بالإضافة لتنمية مهارات الشباب المهنية والاجتماعية والثقافة.
حاولت نسمة خلق صورة جيدة وثابتة عن عظمة وتميز الحضارة المصرية في أذهان كل من حضر المهرجان، مستغلة موهبتها الفنية التي توراثتها أبا عن جد بحسب قولها: “جينات الفن في عائلتي، بالإضافة لحبي الشديد لكل ما يتعلق بأجدادي القدماء المصريين وفضولي دائما ناحيتهم وتمسكي واحتفاظي بهويتي”.
وتابعت نسمة، “كل ما سبق كان دافعا لنشر الحضارة المصرية بين الشباب سوتشي بأدوات تجميل بسيطة للفتيات بينها قلم محدد العيون وظل العيون”.
ولفتت نسمة، إلى أن الحضور كان طاغيا بين الفتيات الروسيات والأجنبيات حيث تدافعن لرسم أيقونة “عين حورس”، معبرة: “بصراحة كانوا كتير أوي كل اللي كان بيشوفني برسم كان بيحب أني أرسمله.. أنا قعدت حوالي 6 ساعات برسم ويمكن أكتر وماتعبتش علشان كنت بعمل حاجة بحبها وبتشرف بيها”.
وأضافت نسمة، “كل الأجانب اللي رسموا عين حورس حبوها جدا وكانوا بينبهروا بيها لدرجة أن الأجانب كلموا أصحابهم المصريين وقالوا لهم عايزين البنت المصرية اللي بترسم ترسملنا وكانوا زعلانين جدا أني مشيت”.
علمت نسمة بالمهرجان عن طريق المركز الثقافي الروسي، حيث قدمت على الموقع الرسمي للمهرجان، ثم خاضت مسابقة على عدة مراحل، ثم أجرت مقابلة تابعة لوزارة الشباب والرياضة حتى حصلت على موافقة السفر في 27 فبراير الماضي، من خلال منحة قدمتها اللجنة المنظمة، على أن تكون العودة للبلاد في 17 مارس المقبل.
وتعرفت نسمة على اللغة الروسية عن طريق أحد الأساتذة بجامعة عين شمس: “قررت البحث أكثر لكونها لغة صعبة ومميزة مش أي حد يتعلمها ومش أي حد يتقنها”.
– مشاركة لافتة من الشباب المصري
أشارت نسمة إلى أن الشباب المصري شاركوا في أغلب المؤتمرات والندوات والمحاضرات في المهرجان، بينها مسابقات رياضية حصدوا فيها المركز الأول والثالث: “كنا بنحاول نكون منتشرين، وكنا أكتر وفد ظهر في كل مكان في المنتدى، وكنا منظمين بدرجة كبيرة جدا وعلى أعلى مستوى، علشان كدا قدرنا نغطي معظم الفعاليات اللي كانت موجودة”.
وعن التفاصيل اليومية في المهرجان، كشفت نسمة أن الافتتاح كان في يوم 1 مارس، حيث تبدأ الفعاليات من الساعة 7 صباحا من خلال برنامج رياضي للوفد المصري، ثم تناول الإفطار والاستعداد للمهرجان وفاعلياته والعمل، موضحة أنه في اليوم الأول كانت درجة الحرارة مناسبة للمصريين نظرا لموقع مدينة سوتشي، ثم وقعت أمطار وسادت برودة في الأيام التالية.
وعن الاستفادة المحققة وراء المهرجان، قالت نسمة: “أنا استفدت من كل الجهات اتعرفت على الثقافة أكثر، ومارست اللغة الروسية اللي بتعلمها وبحبها، واتعرفت على أعضاء الوفد المتميزين كلهم بلا استثناء”.
– خبرات سوتشي تنتقل إلى القاهرة
أكدت نسمة نيتها نقل الخبرات التي اكتسبها في المهرجان العالمي للشباب إلى داخل مصر، قائلة: “أنا وكل الشباب إلى سافر في سوتشي هننقل كل حاجة اتعلمناها للشباب المصري”.
ليست هذه المرة الأولى التي تسافر فيها نسمة للمشاركة في أنشطة روسية، حيث انتقلت لمدينة سيفاستوبول “إحدى مدن شبه جزيرة القرم المتنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا”، لكن أضحت مشاركتها هذه المرة في سوتشي مميزة، على حد قولها.
– ختام لافت بحضور الرئيس بوتين
حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ختام فعاليات المهرجان العالمي للشباب، في 6 مارس، بمدينة سوتشي.
وصرح بوتين أمام 20 ألف من شباب العالم يمثلون 187 دولة، بأن “البشر متساوون ويوجد ما يوحدهم، كما أشار إلى أن هذا هو أحد القيم التقليدية الروسية”.
وتابع بوتين، “العالم يجب أن يحافظ على الأسرة والقيم العائلية ولا يجب أن نترك الأفكار التي تؤدي إلى انهيار الأسرة من التغلغل في حياتنا، وكل الشعوب من حقها أن تعمل على الحفاظ على الأسرة، لأنها قوام المجتمع، مؤكدا أن الأفكار التي يعرضونها تعرض الأسرة للخطر من خلال فرض قيم وعادات تختلف عما ورثناه من جدودنا حول أهمية الأسرة وأهمية الحفاظ عليها”. موضحا أن روسيا صديقة لكل الشعوب: “دائما أبوابنا مفتوحة لكم”.
وقال المركز الثقافي الروسي بالقاهرة في بيانه، اليوم الثلاثاء، إن الختام جاء رائعا بمشاركة أكبر الفرق الفنية الشعبية الروسية والاستعراضية وفرق البالية وفرق الغناء ورموز المجتمع الروسي، مع وجود فرصة لنزول ممثلي الدول المختلفة بأعلام دولهم الى ساحة المسرح للمشاركة مع الفنانين والمبدعين في كرنفال رائع في ختام المهرجان العالمي للشباب.
كما شارك الوفد المصري المكون من 126 من الشباب، برئاسة الدكتور عبدالله الباطش، رئيس الوفد ومساعد وزير الشباب والرياضة، وشريف جاد نائب رئيس الوفد والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين، قد شارك في حفل الافتتاح عبر الفيديو كونفرنس بكلمة، ومن هنا كانت المفاجئة عندما فوجئ شباب العالم بدخول الرئيس بوتين إلى ساحة المسرح ليتحدث إليهم.
من جانبه، أكد الباطش أن الختام جاء رائعا ومبتكرا، حيث قدم الجانب الروسي ابتكارا مبدعا في حفل الختام من خلال تقنيات عالية استخدمت، بالإضافة إلى المستوى الفني الكبير للفرق التي شاركت.
وعلق شريف جاد رئيس الإعلام بالمركز القفاقي الروسي بالقاهرة ورئيس جمعية الخريجين الروس، أن “الذي ميز حضور الوفد المصري هو التفاعل المدهش مع العديد من الدول التي شاركت في المهرجان ووجود الوفد المصري في جميع الأنشطة والتواجد المستمر على مدار أسبوع، بالإضافة إلى التميز الشديد لحضور الوفد المصري بالأعلام المصرية خلال حفلي الافتتاح والختام، مما لفت انتباه جميع الوفود التي حرصت على التفاعل والتأييد للمشاركة المصرية المتميزة”.
